الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علماء ينقّبون في قمامة سكان عاشوا قبل 4 آلاف عام

القمامة التي ينقب فيها علماء الآثار
11 سبتمبر 2023 16:52

في جزيرة «بينيغيه» الصغيرة في منطقة «بريتاني» على طرف الساحل الأطلسي لفرنسا، يأمل علماء آثار في الحصول على معلومات من خلال نفايات منزلية مطمورة في الكثبان الرملية منذ العصر البرونزي... لكنه تحدٍّ علمي وبشري.
وقال إيفان باييه، عالم الآثار في جامعة بريتاني الغربية، أمام موقع التنقيب: «نحن ننقب في قمامة أشخاص عاشوا هنا قبل أربعة آلاف عام. سيسمح لنا ذلك بتحليل اقتصادهم وطريقة عيشهم ومعرفة أنواع الحيوانات التي قاموا بتربيتها».
منذ عام 2021، مُنح ترخيص استثنائي للحفريات في هذه الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 60 هكتاراً من أرخبيل «مولين» والمصنفة محمية طبيعية منذ العام 1993.
في مربع مساحته بعض الأمتار المربعة محفور في الكثبان الرملية، يستكشف طلاب وعلماء آثار كتلة مغلفة بقيت مطمورة في الكثبان لآلاف السنوات قبل أن تعرّيها عاصفة عام 2014.
يضم الموقع طبقات عدة من المخلفات، يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث.
- «محفوظات مناخية»
النوع الأكثر انتشاراً في هذه الكومة من المخلفات هو البطلينوس (أو البرنقيل)، وهو محار شهير على شكل قبعة صينية تقليدية. كان سكان الجزيرة يتغذون بهذا الحيوان الصغير الذي يعيش على الشواطئ الصخرية قبل آلاف السنوات.
وأكّد جان فرنسوا كودينيك، عالم الأحياء البحرية، الذي كرس أطروحته للبطلينوس الموجود في هذا الموقع: «سنكون قادرين على استخدام البطلينوس كمحفوظات مناخية وتتبع التاريخ البيئي والمناخي للمنطقة».
من خلال تحليل أصدافها، قد يكون ممكناً رسم تاريخ النساء والرجال الذين جمعوها. وأوضح كودينيك: «يمكننا تحديد درجة حرارة المياه قبل موت الحيوان مباشرة. ستخبرنا هذه المعلومة بأي موسم كان هؤلاء الأشخاص يصطادون فيه البطلينوس».
من خلال ذلك، يمكن معرفة «في أي مواسم كان الموقع مستوطناً» لأنه «إذا عثرنا على بطلينوس جمع على مدار العام، فهذا يعني أن الناس كانوا هنا طوال العام»، بحسب الباحث.
وعلى مر القرون، حدّدت فترات استيطان دائم وموسمي على حد سواء.
يأمل كليمان نيكولا، الباحث في علم الآثار في المركز الوطني للبحوث العلمية المتخصص في مجتمعات الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد، في معرفة المزيد عن طريقة حياة حضارة «بيل بيكر»، وهي ثقافة كانت منتشرة في كل أنحاء أوروبا ولا يزال أصلها وانتشارها السريع موضع نقاش.
- «العودة إلى الجذور»
وقال نيكولا: «نعرف هذه الثقافة، خصوصاً من خلال نُصُب الدولمان والمقابر»، كما في كارنا، في بريتاني (غرب). وأضاف: «أما المستوطنات، فبدأنا نكتشفها. هنا، لدينا قمامة حضارة بيل بيكر. هي في حد ذاتها ثورة صغيرة على نطاق بريتاني».
وقال عالم الآثار: «حلمنا هو العثور على مقبرة»، ما سيجعل من الممكن تتبع أصل هؤلاء السكان بفضل تحليلات الحمض النووي.
لكن الحفريات قد تستمر لسنوات إضافية.
وقال إريك بوييه (34 عاماً)، وهو طالب سابق في علم الآثار جاء من كيبيك: «إنها عودة إلى المصدر، إنه تحدٍّ وتجاوز للذات».

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©