الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تعرف على مخاطر الحزن على الصحة!

رجل يضع باقة زهور على قبر
23 يونيو 2023 23:51

وجدت دراسة أميركية جديدة أن الحزن الشديد يمكن أن يسبب زيادة كبيرة في ضغط الدم، مما يشير إلى أنه يمكن أن يكون عامل خطر لمشاكل القلب.
درس الباحثون في جامعة أريزونا الأميركية 59 شخصا فقدوا شخصا قريبا منهم في العام الماضي. ركز المشاركون على مشاعر الانفصال والتعلق من خلال "استدعاء الحزن"، وهي عملية مدتها 10 دقائق طلب منهم فيها مشاركة لحظة شعروا فيها بالوحدة الشديدة بعد وفاة أحبائهم.
قال المؤلف الرئيسي رومان باليتسكي إن الدراسة "استخدمت مقابلة جعلت الأشخاص، الذين فقدوا قريبا، يركزون بشكل مباشر على خسارته، محاكاة في بيئة معملية خاضعة للرقابة ما قد يحدث عندما يعاني شخص ما من الحزن"، بمعنى الضيق المتعلق بالفجيعة.
قاس الباحثون ضغط الدم لدى المشاركين في بداية التجربة ثم بعد مقابلة استدعاء الحزن، التي استمرت 10 دقائق. فوجدوا أن ضغط دم الأشخاص المشاركين في التجربة زاد بشكل ملحوظ بعد المقابلة.
وقال باليتسكي "ارتفع ضغط دم الناس، خلال هذه المقابلة، مما يشير إلى أن لحظات الحزن الشديد هذه لها آثار قلبية وعائية يمكن ملاحظتها. وجدنا أيضا أن أولئك الذين يعانون من الحزن الشديد، لديهم زيادة أكبر في ضغط الدم".
أراد باليتسكي وزملاؤه إجراء الدراسة لأن الحزن ليس عاطفيا فحسب، بل له أيضا "تأثيرات مذهلة على الصحة البدنية". لقد أرادوا "معرفة ما إذا كانت مشاعر الحزن مسؤولة عن بعض هذه الآثار الصحية" وأعربوا عن أملهم في أن تساعد النتائج "الأشخاص، الذين فقدوا أحبة، على البقاء بصحة جيدة جسديا من خلال فهم أفضل لفترة الفجيعة الأكثر خطورة".
من أمراض القلب المرتبطة بالحزن "اعتلال تاكوتسوبو القلبي" (takotsubo cardiomyopathy)، الذي يطلق عليه أحيانا "متلازمة القلب المكسور"، وهو "استجابة للضغط تفجر القلب". لكن الباحثين أرادوا دراسة شيء مختلف: ارتفاع ضغط الدم، وهو أكثر شيوعا وقد يساهم في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، التي شوهدت بعد فقدان الأحبة.
لماذا يؤثر الحزن على القلب؟
قد تفسر عدة آليات سبب تأثير الحزن على القلب، حيث يؤكد باليتسكي "ربما هناك آليات مختلفة بحسب اختلاف الأشخاص. ومن المهم أن نتذكر أن الكثير من الناس يعانون من الحزن بطرق فريدة".
ويضيف أن الناس، الذين يقفدون أقارب "في بعض الأحيان، يولون رعاية أقل لأنفسهم، وقد يقللون من ممارسة الرياضة أو يقومون بممارسات أخرى ضارة. وقد يعانون من العزلة والوحدة، أو قد يصابون بالاكتئاب، وكلها عوامل خطر على صحتهم".
هناك أيضا استجابة مناعية لدى بعض الأشخاص تساهم في زيادة الالتهاب وضعف تنظيم جهاز الغدد الصماء. وقال باليتسكي "لكن دراستنا تشير أيضا إلى الآثار الحادة الفورية للحزن، والتي يمكن أن تكون شديدة عاطفيا وقد تلعب دورا في الأحداث القلبية الحادة التي تحدث بمعدلات أكبر بعد وفاة أحد أفراد الأسرة".
يقول جلين ليفين، أستاذ الطب في كلية بايلور للطب ورئيس قسم أمراض القلب في مركز "مايكل إي ديباكي" الطبي في مدينة هيوستن، إن فترة الحداد هي "حالة من الاضطراب العقلي الشديد" يمكن أن "تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الأدرينالين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب".
وأوضح ليفين، الذي لم يشارك في الدراسة، أن الحزن قد تكون له أيضا "آثار غير مباشرة، مثل عدم تناول المرضى لأدويتهم بانتظام خلال فترة الضيق والحداد".
تقاطع الحزن والصدمة
فقدت سوزان ويتمور ابنتها إريكا قبل 20 عاما بسبب سرطان الجيوب الأنفية النادر. على الرغم من أنها مستشارة متخصصة في معالجة الحزن والحداد في كاليفورنيا، تقول "اعتقدت أن الحزن سيقتلني حرفيا. لا يتحدث الناس غالبا عن مدى الحزن الجسدي، لكنه صدمة لكيانك بالكامل. عندما يتدفق الحزن، لم أكن أعرف ماذا أفعل".
ترى ويتمور أن جزءا مهما من الحزن هو الصدمة التي تحيط به، ليس فقط صدمة فقدان أحد الأحباء، ولكن أيضا صدمة الأحداث التي ربما حدثت قبل خسارته. تسبب الصدمة استجابة الإجهاد البدني التي يمكن أن تحدث حتى بعد فترة طويلة من الحدث، مما يؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة (posttraumatic stress disorder (PTSD)).
تضيف "أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب مشاهدة إيريكا تموت. وفي البداية، لم أكن أعرف ما هو. لقد كان يطاردني".
إدارة الأثر الجسدي للحزن
قال باليتسكي إن التعرض لفقدان قريب لا يؤدي بالضرورة إلى مشاكل في القلب لمعظم الناس، "لكننا نقترح ألا يستغني الناس عن زيارة الطبيب بعد وفاة أحد أفراد أسرتهم، على الرغم من أنه قد يكون وقتا مرهقا من نواح كثيرة".
وينصح باليتسكي بالتأكد من حماية الصحة العقلية والعاطفية خلال فترة الحداد، قائلا "إذا وجدت أنك تواجه الكثير من المتاعب في التأقلم، يمكن أن تبحث عن المساعدة من خلال الحصول على القليل من الدعم الإضافي، سواء كان ذلك من طرف أحبائك أو ربما رؤية طبيب". ويختم "قد تساعد حماية صحتك العقلية أيضا في حماية قلبك".

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©