الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: أين كانوا قبل تلك الوسائل؟

شيخة الجابري تكتب: أين كانوا قبل تلك الوسائل؟
5 يونيو 2023 00:59

الذين تحتشد بهم وبسخافاتهم وسائل التواصل الاجتماعي من أين جاؤوا؟، وكيف ظهروا وانتشروا هكذا كالجراد، مقيمون أمام الشاشات لا يغيبون، ولا ينامون، ولا «ينهدّون»، يبثون محتوياتهم المخرّبة للعقول، والمؤثرة تأثيراً سلبياً شديداً على أقرانهم، وأعني الشباب، سؤالي البسيط الذي يشغلني منذ أيام هو، قبل أن تظهر هذه الوسائل أين كان هؤلاء، في أي مرتع كانوا يلعبون، وأي سرداب فيه يختبئون، مجموعات تنتشر في المسمى تيك من الشباب «المتأنّثين»، وأعنيهم أكثر مما أعني البنات، فالخوف عليهم وعلى من يجايلهم أكبر وأخطر.
لا أبالغ إن قلت، إن هذه المسألة بالفعل خطيرة، إنهم يظهرون دون حياء، أو خجل أو وازع ديني أو أخلاقي، يبثّون على مدار الساعة، لهم مستنقعات يتجمعون حولها تسمى بث مباشر، وحوارات سمجة، والله إنّ النساء يخجلنَ من طرح ما يتحدثون به، ويشجعون بعضهم على الاستمرار واستقطاب الشباب الآخرين، وفي غفلةٍ من الأسر، وما أكثر غفلات الأسر، يستطيعون جذب اليافعين الذين لا تفارق الهواتف أياديهم، تلك النماذج المسخ من البشر في حاجة إلى رقابة ومنع من الظهور بشكل نهائي، وإغلاق حساباتهم دون تردد.
سيقول قائل من المنفتحين على العالم الجديد ودعاة الحريات الشخصية إنك تطالبين بمنع الناس عن ممارسة حياتهم، وتقفين ضد أشكالهم وتحولهم الذي أرادوا أن يكونوا عليه، ومن يقول ذلك يجانبه الصواب والوعي، فمن ذا الذي يرتضي أن يظهر شاب قد يكون من وطنه، كما يدّعي بعضهم، حيث يظهر كثيرون منهم باللباس الوطني ويشوهون قيم هذا الوطن ومبادئه وهويته الوطنية، التي هي تاج رؤوسنا جميعاً، ويصمت عن ذلك.
ولا يثير الحنق والغضب إلاّ أولئك النسوة اللائي يقضين الوقت الطويل في السوالف مع أصحاب تلك الحسابات، التي بمجرد أن تمر بأحدها ستجد شباباً في أثواب وهيئات النساء من المكياج إلى الملابس إلى الأقراط وغير ذلك، إن الخوف الذي نستشعره على الأبناء وطريقة استخدامهم لتلك الوسائل حقيقي، هناك سوء استخدام لهذه التقنية التي جاءت من أجل تسهيل حياة البشر، وليس استخراج مثل هؤلاء من جحورهم ومخادعهم التي يقيمون فيها، هم ومن على شاكلتهم.
لا أعرف كيف يقضون كل تلك الساعات؛ لا مسؤوليات ولا رقابة ولا أسر، هناك نساء طاعنات في السن يقضينَ الليل في مسابقات مع الرجال ويقعن في مواقف من الصعب أن يتقبلها الأبناء على أمهاتهم أو بناتهم، كل أولئك أين كانوا قبل «تيك، وسناب شات»، وحزمة البرامج المباشرة التي أخرجت القيحَ من مساربه، ومازال الشّق يتسع بكل أسف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©