السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

د. شريف عرفة يكتب: قلق المواقف الصعبة

د. شريف عرفة يكتب: قلق المواقف الصعبة
3 يونيو 2023 01:09

القلق شعور طبيعي عند مواجهة أمر مصيري غير معلوم النتيجة.. هذا الشعور الذي ينتابك على أعتاب مقابلة وظيفية مهمة، أو عرض تقديمي أمام جمهور كبير.. يحكي لي صديقي الفنان كيف أن الصعود للمسرح مقلق مهما كنت محترفاً.. أو لنقل، لأنك محترف! لماذا؟
لأن الشخص البارع في عمله يحرص على أخذه بجدية في كل مرة مهما كان معتاداً عليه، ما يجعل بعض القلق يتسرب إلى نفسه في لحظات كهذه.
القلق شعور طبيعي.. لون من التوجس والحذر في مواجهة المجهول.. قد يتطور ليصبح شعوراً محببا بالتشويق والمغامرة كترقب نتيجة مباراة نهائية لفريقك المفضل..  أو يصبح ذعراً يشل التفكير ويعيق التصرف بحكمة.
فكيف نسيطر على هذا الشعور ونضبط مقداره الصحيح؟
هناك عدد كبير من التقنيات المتفرقة بين المدارس النفسية المختلفة.. فدعني أعرض لك أبسطها، وما يمكن أن تمارسه وأنت عند باب المدير الذي استدعاك، أو في كواليس المسرح وقد جاء وقت فقرتك.. ماذا تفعل؟
الطريقة الأولى: جادل نفسك! كما في العلاج المعرفي السلوكي، قاوم الأفكار السلبية بالأدلة التي تدعم التصور الإيجابي.. قل لنفسك: لقد واجهت مواقف مشابهة واجتزتها..
الطريقة الثانية: اقفز! ترقب الموقف الصعب أكثر صعوبة من الموقف نفسه! عند حافة حمام السباحة، تتردد في النزول خوفاً من برودة الماء، وتقاوم الأفكار التي تثنيك عن النزول.. بينما الحل الأمثل في مثل هذه المواقف قد يكون القفز فجأة.. بدلاً من إضاعة الوقت في حسم مجادلتك مع نفسك، اقفز وسينتهي الأمر في لحظات! ببساطة: لا تفكر كثيراً.. افتح الباب أو اصعد المسرح، وانشغل بما عليك فعله! ولو كنت تنتظر هذه اللحظة، شتت نفسك في القيام بشيء آخر يهدئ من روعك، ويبعد تفكيرك عما يقلقك إن لم يكن في يدك شيء آخر.
الطريقة الثالثة: تخفيف الوطأة! ما يخيفك هو السيناريو السلبي الذي تتوقعه. أن يتم رفضك أو لا تكون جيداً بما يكفي.. واجه هذا بإقناع نفسك أنه ليس نهاية الكون! ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ حسناً، وماذا في ذلك؟ ما زلت حيا أرزق وما زالت في الدنيا أمامي وفيها فرص مهمة أخرى! بمعنى آخر: لا تبالغ في تهويل الموقف كي لا تخيف نفسك منه!
الطريقة الرابعة: السخرية! استكمالاً للطريقة السابقة، استهن بالموقف واسخر منه.. تخيل أن المدير هو أعز أصدقائك متنكراً، وتخيل الجمهور أصدقاءك وأحباءك، أو مجموعة من الأطفال.. اضحك على الموقف حتى لو باستخدام الخيال..
هذا يخفف من وطأة الموقف.
الطريقة الخامسة: الجسد! لتغيير «السايكولوجيا» قم بتغيير «الفسيولوجيا» ..مثل ممارسة الرياضة، أو التأمل والتنفس البطيء، أو النوم ثماني ساعات، أو الاستعانة بشراب دافئ يهدئ الأعصاب مثل شاي البابونج «الكاموميل»... إلخ.
خلاصة القول: القلق شعور طبيعي ما دام  يدفعك للاهتمام بإتقان ما أنت بصدده، لكن ينبغي ضبطه في مقداره الصحيح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©