السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«التنمية الأسرية».. الطريق نحو مراهقة سوية

«التنمية الأسرية».. الطريق نحو مراهقة سوية
30 مايو 2023 01:55

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

التعامل مع المراهقين يحتاج إلى مهارة وصبر وحكمة، حتى نقدمهم للمجتمع شباباً وفتيات واثقين من أنفسهم نافعين لبلدهم، ولاجتياز مرحلة المراهقة بسلام، يجب بذل الكثير من الجهد لإدارة هذه المرحلة الحساسة والمهمة من حياة الإنسان، في هذا الصدد تنظم مؤسسة التنمية الأسرة عدة دورات وورش تهدف إلى تمكين أولياء الأمور من آليات التعامل مع المراهق، ضمن خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة لمرحلة المراهقة، ومنها دورة تحت عنوان «خطوات عملية نحو مراهقة سوية»، والتي قدمتها د. هبة شركس الخبيرة الأسرية ومستشار الصحة النفسية.
قالت د. شركس إن الخطوات العملية نحو مراهقة سوية تبدأ بفهم الاحتياجات النفسية للمراهق، وإشباعها بطريقة صحية، لافتة إلى أن أهم هذه الاحتياجات تتمثل في الحب غير المشروط، القبول، التشجيع، الاستقلال، الخصوصية، الحرية، الاحترام والتقدير، الأمان، كما يحتاج أيضاً للانضباط حتى ينمو في بيئة متوازنة تجمع بين الحزم والحنان، والإشباع العاطفي، ولتحقيق ذلك يلزم الجلوس مع المراهق جلسة ودية ومناقشته في كل احتياج من هذه الاحتياجات، مثل الحاجة للقبول، ماذا يعني القبول بالنسبة له؟، ومناقشته وتصحيح أفكاره عن القبول. 
صحة نفسية
وأشارت د. شركس إلى أن الوعي بالاحتياجات النفسية ومناقشتها والتأكد من إشباعها يعزز الصحة النفسية للمراهقين ولجميع أفراد الأسرة، وأضافت «عندما نناقش احتياجات المراهق النفسية، نشعره بالتقدير والاحترام، وبذلك يتواصل معنا بفاعلية، حيث يتعلم التعبير عن ذاته، ويستمع لمن حوله، يفهم نفسه ويعبر عنها بشكل إيجابي وفعال، كما يفهم احتياجات الوالدين ويسعى إلى تلبيتها».
هدوء وتوازن
يميل المراهق إلى الاستقلالية وفرض شروطه، لكنّ للوالدين رأياً آخر، حيث يخافون عليه ويحاولون توفير درجة من الأمان له، وفي هذه الحالة، كما أوردت د. شركس قد تتعارض احتياجات المراهق النفسية مع احتياجات الأهل لحمايته والاطمئنان عليه، وهنا يجب مخاطبة الابن بطريقة هادئة ومتوازنة، والتأكيد على حقه في التحرك بحرية، لكن ضمن ضوابط معينة، كمشاركة مكان وجوده مع الأهل والرد على الهاتف، مع مراعاة الخصوصية، لاسيما أن احتياجات الأبناء النفسية تعد حجر الأساس في التواصل الفعال.
بناء معرفي
وتقول د. شركس: أما البناء المعرفي، فيعتمد على مجموعة المعارف والمهارات التي تساعد المراهق على التمكين النفسي والاجتماعي وثرائه المعرفي، وتتضمن: معرفة ما يتوقعه الأهل منه، والمشاركة في وضع القواعد التي تنظم حياته، ومعرفة قيم الأسرة، والتدريب على مهارات اتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتعامل مع المواقف الصعبة، وجميع هذه المعارف والمهارات تشكل منظومة التمكين وتشحذ مهارات التفكير لدى المراهق.
وأوضحت د. شركس أن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال بعد الأدوات التربوية المفيدة، مثل: الاتفاق المسبق على القواعد التي تنظم حياته، وجدوله اليومي، وخططه المستقبلية، مثل اختيار المدرسة، أماكن الترفيه ووسائله المناسبة، ما يساعد على تنمية مهاراته واتخاذ القرارات الصائبة، ويعزز التواصل الفعال ويساهم في التزام المراهق بقرارته.
فروق فردية
لفتت الخبيرة الأسرية د. هبة شركس، إلى أهمية احترام الفروق الفردية بين الأبناء وفهم شخصياتهم، واختيار نمط التربية الذي يناسب كل منهم وفقاً لشخصيته واهتماماته، ولكي نتمكن من مراعاة الفروق الفردية، نقترح أن يدوّن الوالدين قائمة بأهم مميزات كل من أبنائهم على حدة لعدة أيام، بحيث يتمكن الوالدان من فهم نقاط القوة المختلفة لدى الأبناء وتقدير مميزاتهم، ما يساعد المراهق على فهم نفسه وتعزيز ثقته في ذاته، في حال شعوره بأن والديه يقدران خصوصيته ونقاط قوته.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©