الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: بحثاً عن منازل دافئة

شيخة الجابري تكتب: بحثاً عن منازل دافئة
22 مايو 2023 01:59

من المفترض والمتعارف عليه أن كل فتىً هو مشروع أب في المستقبل، وكلّ فتاة هي مشروع أم، هكذا نتصور الحياة، وهكذا تستقيم الأشياء وتتجلى الطبيعة التي جبلنا الله عليها، عدا ذلك نقول ما يحدث أو ما سيحدث هو تقدير وأرزاق مكتوبة من المولى عز وجل.
مدعاة هذا الحديث والتقديم لهُ حوارات تستمر وتطول، وهي ليست وليدة اللحظة، حيث يتناول المجتمع بأفراده بمختلف أطيافهم موضوع الأعراس وحفلات الزفاف وما يصاحب ذلك من بذخٍ يؤثر سلباً على مستقبل تلك الزيجات ويهدد استمراريتها بتحديات خطيرة تزعزع كيان الأسرة، وقد تهدم جدراناً كانت في الزمن القديم من الصعب أن تُهدم، بعد أن يهجرها الدفء والاستقرار.
وإذا ما فتحنا ملفات هذا الموضوع سنجد أن بعض المنظّرين الاجتماعيين - إلى اليوم - يتحدثون عن غلاء المهور، رغم أن مكمن وأصل المشكلة ليس هنا، فقد تم تجاوز هذا الأمر بتحديد المهور منذ عهد والدنا المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان «طيب الله ثراه»، وإن من ينظر إلى هذا التحدي من هذه الزاوية جانبه الصواب، حيث لم تعد قضية غلاء المهور ظاهرة مجتمعية وعلينا أن نخوض في حوار حولها؛ لأنه في نهاية الأمر سيكون حوار طرشان كما يقولون.
إن القضية الرئيسة تتعلق بالاستعدادات التي تجري لحفلات الزفاف، وعندما أقول هذا الرأي فإني أعنيه تماماً، حيث إن ما يحدث من سلوكيات وما يّتبعه الناس من عادات وطقوس قبل ليلة الزفاف هي أمور كثيرة وتفاصيلها عميقة، فالذي يحدث اليوم أن هناك ثلاث حفلات تقام قبل أن تُزف الفتاة إلى منزل الزوجية، أما الأولى، فهي حفلة الخطبة الرسمية، والثانية حفلة «المكسار» التي تأتي بعد عقد القِران، وتعرض فيها زهبة العروس، والثالثة ليلة الزفاف التي تقام في إحدى الصالات المخصصة للأعراس، أو في إحدى قاعات الفنادق الكبرى في الدولة.
هنا أصل التحدي الاجتماعي الذي تعاني منه أسرٌ كثيرة تستعد لتزويج أبنائها، وهو أمر في حاجة إلى الحكمة في المعالجة وإلى تضافر جهود العديد من الجهات من أجل وضع الحلول الناجعة للتقليل من الآثار التي تخلفها مثل هذه السلوكيات التي تتصل بالزواج وما يتبع ذلك من استعدادات، سواء كان ذلك العلاج عن طريق أسر المعاريس من الجانبين، أو المؤسسات المجتمعية.
إن الذي يحدث عند الاستعداد للزواج أن الأسر تتبارى في تقديم الأغلى والأثمن، وأحياناً الأندر من المجوهرات، والملابس، والساعات، والأحذية «أجلكم الله» والعبايا، ولا تكتفي بعض الأسر بساعة أو اثنتين من أغلى الماركات، بل يمكن أن تجد في كل زهبة أكثر من 4 ساعات، تتوقف جميعها عندما يحدث الاختلاف بين الزوجين بسبب الديون المتراكمة على كاهل الرجل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©