الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«هيبتا».. رومانسية على الورق

«هيبتا».. رومانسية على الورق
13 مايو 2023 01:19

سلطان الحجار (أبوظبي)
«هيبتا».. رواية للكاتب المصري محمد صادق، تتحدث عن سبع مراحل في العلاقات العاطفية، تصدرت قوائم الأكثر مبيعاً، وحازت لقب أفضل رواية في عام 2014 من مكتبات «ألف»، و«فيرجن ميجا ستورز» في مصر، وصلت للطبعة 45، وتقع في 223 صفحة، وتم تحويلها لفيلم سينمائي بالاسم نفسه عام 2016، بطولة ماجد الكدواني وعمرو يوسف وياسمين رئيس ودينا الشربيني، إخراج هادي الباجوري، وقصة محمد صادق وسيناريو وائل حمدي، وإنتاج شركة «ذا بروديوسرز».
تدور أحداث رواية «هيبتا»، وتعني رقم (7) في الحضارة الإغريقية، حول قصص عن الحب، موضِّحة مراحله السبع، حيثُ يدخل الأستاذ والمحاضر الجامعي أسامة حافظ إلى قاعة المحاضرات، وهو حاصل على ماجستير في علم النفس البشرية وسلوكياتها فيما يخص إيجاد شريك الحياة، ومختصٌّ أيضاً بالعلاقات الأسرية والزوجية، ويُخيّر طلابه بين أن يبدأ محاضرته بشكل عملي أو بشكل بسيط يركز على الأحاسيس والمشاعر، فيختار الطلاب الشكل البسيط ليبدأ الأستاذ بمحاضرته لمدة ست ساعات، حول أربع علاقات عاطفية، تدور حول أربع شخصيات هي: (أ، ب، ج، د)، مجسدة مراحل الحب السبع أو «هيبتا».

بداية 
بداية الحب يكون (أ) الذي يبلغ من العمر 35 عاماً جالساً بالقرب من سلمى، التي أصبحت على مشارف الثلاثين من عمرها، وهما يتحدثان على نهر النيل، ويبدو أنَّ بينهما علاقة مرَّ عليها سنة أو أكثر، لكنَّ علاقتهما جامدة لا تتحرك، وكان هناك دكتور شاب يريد أن يخطب سلمى، وكانت تسأل حبيبها حول ذلك الموضوع فأبدى عدم اهتمامه، ناصحاً إياها بأن تراه لعله يعجبها، وتُوفَّق في الزواج منه، فغضبت منه فأكَّد لها أنَّه قال لها ذلك بسبب حبِّه لها، ولكنَّ لا تبدو ما هي نهاية علاقتهما.
أمَّا (ب)، فهو فتى في السابعة عشرة من عمره ينتظر إجراء عملية جراحية يتمُّ تأجيلها باستمرار ووالداه متوفيان، أما (ج) فهو شاب ورسَّام موهوب، يتحدى رواد مقهى برسم فتاة تدعى (علا) على منديل، وهو مغمض العينين رغم وجود خطيبها بين الحضور، و(د) كان طفلاً في السابعة يقيم صداقة مع (مروة)، التي تقيم في المنزل المجاور له.
عطف وحب
بينما يقف (أ) على الشرفة يرى فتاة تشبه خطيبته، يُسارع بالذهاب إلى المبنى المقابل لرؤيتها، وبعد أن يتعرف عليها يتخلى عن سلمى ويرتبط بها، ويلتقي (ب) بفتاة تدعى سارة تعاني السرطان، فتنصحه بأن يفعل ما يريد فيقرر أن يرتبط بدنيا التي يحبها، وهي صديقته منذ ثلاث سنوات، فتغمره بكثير من العطف والحب، وتتواصل علا مع (ج) بعد إهمال خطيبها لها وتتعمق علاقتهما، بينما (د) يصرح بحبه لمروة ويغار عليها من لعبها مع بقية الأطفال، ولكنَّ أمه تموت في تلك الأثناء.
نهاية 
يعاود (أ) شعور الخوف من فقدان رؤى ويشعر بالملل مرة أخرى بعد أن طلب منها الزواج، ولكنها تدخل تغييرات كثيرة في حياته، وتبتعد سارة عن (ب)، ويعاوده شعور الوحدة، وتترك علا خطيبها فيتقدم (ج) للزواج منها فتوافق فوراً، أمَّا (د) فترعاه أم صديقته مروة بعد أن يفقد والدته ويعاني اليتم، وفي النهاية يظهر أن جميع تلك الشخصيات هي شخصية واحدة، ليكتشف القارئ أن كل شخصية من تلك الشخصيات الأربع مرّت بمراحل الـ«هيبتا» من وجهة نظر المؤلف.

جانب فلسفي
وتندرج رواية هيبتا لمؤلفها الكاتب والأديب المصري محمد صادق، ضمن قائمة الروايات التي تتناول جانباً فلسفياً وجانباً رومانسياً بطريقة فنية أدبية، وقد حظيت باهتمام من القراء والعديد من الدارسين والباحثين، حيث تعرض مجموعة من قصص الحب التي تمثل كل واحدة منها مرحلة من تلك المراحل.
ويسرد الكاتب على لسان شخصية «أسامة حافظ» المُحاضِر الجامعي والخبير في علم النفس المراحل السبع للعلاقات العاطفية مُختزلة في أربع قصص لأربع شخصيات مُختلفة، يروي حكاياتها للطلاب ويُلقيها بأسلوب قصصي مختلف بعيداً عن الأسلوب الأكاديمي التقليدي.
خصائص وسمات
وتتسم رواية هيبتا لمحمد صادق بمجموعة من الخصائص والسمات، منها إيراد بعض التفاصيل الصغيرة بهدف الكشف عن مكنونات الشخصية الواردة في الرواية والمراحل التي مرّت بها، والاستخدام الملحوظ والواضح للمفردات والتعبيرات باللهجة العامية في الرواية، خاصةً في الحوار، مع صبغ الشخصيات الواردة في الرواية بصبغة واقعية، متمتعة ببساطة الأسلوب والطرح بدرجة كبيرة، والبُعد في السرد عن التعقيد أو التكلّف، إضافة إلى بروز محاولات لشحن الرواية بأجواء من الإثارة والتشويق، بدءاً بالعنوان والرموز الوهمية التي أُلحقت ببعض الشخصيات، التي جسدت بصدق تقلبات النفس البشرية، ومدى تأثير العاطفة على الوجدان وآلام فقدان الحبيب، التي قد تلوح في الأفق من خلال المواقف التي يتعرض لها الحبيبان، لتسافر أحداث الرواية بالقارئ إلى مناطق مظلمة في حياة العاشق، ومروره بمراحل فاصلة بين الإحساس بالحب، والخوف من الفراق، ضمن مراحل تلهو بالمشاعر صعوداً وهبوطاً.

شاشة سينما
وجدت رواية «هيبتا»، طريقها إلى شاشة السينما من خلال فيلم مصري تم إنتاجه عام 2016، من إخراج هادي الباجوري وبطولة ماجد الكدواني وياسمين رئيس وعمرو يوسف ونيللي كريم وأحمد بدير وشيرين رضا وأنوشكا وكندة علوش وهاني عادل ومحمد فراج وأحمد مالك وأحمد داود ودينا الشربيني وجميلة عوض، وقد حاز الفيلم صدارة شباك التذاكر المصرية، حيث وصلت إيراداته إلى 30 مليون جنيه مصري، كما نجحت أغنية الفيلم التي أدتها دنيا سمير غانم في الحصول على 5 ملايين مشاهدة، بعد أيام معدودة من إصدارها على موقع «يوتيوب»، كما حصد الفيلم العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية.
ويستعرض الفيلم مراحل الحب السبع، عبر محاضرة يلقيها الدكتور شكري مختار (ماجد الكدواني)، اختصاصي علم النفس على طلابه في محاضرة أخيرة له، ويقوم من خلال محاضرته بالإجابة عن واحد من أهم الأسئلة المركزية، وهو كيفية حدوث الحب، موضحاً خلال محاضرته المراحل السبع للحب، من خلال أربع قصص حب مختلفة تمر بكثير من المنعطفات والتقلبات والمفاجآت.
حبكة مبهرة
وكانت فكرة تحويل رواية «هيبتا» إلى عمل سينمائي، رائعة، خاصة بعد نجاح الفيلم على مستوى النقاد والجمهور، نتيجة الأداء المتميز لأبطال العمل، فكل ممثل برع في دوره لتكتمل الصورة وتخرج للمشاهدين في حبكة سينمائية بديعة ومثيرة للجدل، وقد نجح المخرج من خلال تنقلاته بين الأحداث بشكل مبهر في القضاء على آفة الملل التي يمكن أن تؤثر على المشاهد، وتفقده تركيزه خلال متابعة الفيلم، كما برع الدكتور شكري مختار (ماجد الكدواني)، في أداء دور المحاضر الجامعي أمام حشد من طلابه، وهو يسرد مراحل الحب السبع، من خلال قصص حقيقية يرويها بسلاسة عن أبطال الفيلم، الأمر الذي جذب المشاهد ووضعه في مرمى الأحداث، ليعيشها بكل تفاصيلها مع نجوم العمل، الذين تمتعوا بأداء عال طوال الوقت، الأمر الذي منح الفيلم قيمة عالية.

المهندس الروائي
محمد صادق، من مواليد القاهرة عام 1987، كاتب مصري وعضو اتحاد كتاب مصر، التحق بكلية الهندسة، جامعة العاشر من رمضان، ثم تركها عام 2011، ليتفرغ للكتابة الروائية، ثم درس في كلية الإعلام جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
في نوفمبر عام 2010، صدرت أول رواية بعنوان «طه الغريب» عن دار «أكتب للنشر والتوزيع»، وفي يناير عام 2012 صدرت له رواية «بضع ساعات في يوم ما» عن دار «الرواق للنشر والتوزيع» وتصدرت قوائم الأكثر مبيعاً، وفي عام 2014 صدرت له رواية «هيبتا» عن دار الرواق للنشر والتوزيع، والتي لاقت نجاحاً كبيراً، وتصدرت قوائم الأكثر مبيعاً لمدة ثلاثة أعوام، ثم تم تحويلها لفيلم سينمائي بعنوان «هيبتا» عام 2016، كما أصدر محمد صادق رواية «انستا حياة» عام 2015، ورواية «أنت: فليبدأ العبث» عام 2017، وفي عام 2019 أصدر روايته السادسة «إذما» وتم نشر الرواية في يناير عام 2020 عن دار الرواق للنشر والتوزيع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©