عدد اليوم
عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
يُعتبر مركز أحمد الفاتح الإسلامي على الساحل الشرقي للعاصمة البحرينية «المنامة»، نبراساً ونموذجاً للمساجد في المملكة، حيث يضم مسجداً وقسماً للدراسات القرآنية ومكتبة إسلامية شاملة تضم أبرز المعارف الإنسانية والإسلامية، إلى جانب مكتبة الشيخ عيسى بن سلمان التي تم افتتاحها عام 2006.
يتميز المسجد الكبير بمناراته وقبابه التي تلمع وتعكس ظلاله عند الغروب، ليعكس مشهداً رائعاً، فيما تبرز أهميته كونه معلماً حضارياً وعنواناً للزخارف والمعمار الحديث، ويُعد واحداً من أكبر المساجد في العالم.
تتميز عمارة المسجد بالمظهرين العربي والإسلامي، ويظهر ذلك بشكل جلي فيه، ويتوسط العاصمة المنامة، وتقدر مساحته بحوالي 6500 متر مربع ويستوعب 7000 مصل. تم بناء المسجد على يد أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في عام 1987، وسُمّي تيمناً باسم أحمد الفاتح الذي فتح البحرين، لعكس العمق التاريخي للبحرين الغنية بالبعدين العربي والإسلامي، إلى جانب عكس التطور الذي تسير به البلاد بوتيرة كبيرة ومتقدمة، معتمدة على سواعد أبنائها، وليكون نبراساً للأجيال.
وتعتبر قبة المسجد أكبر قبة مصنوعة من الألياف الزجاجية في العالم، حيث يبلغ وزنها أكثر من 60 طناً، وتُعد من أعلى القباب على مستوى العالم، وتزين جدرانه عبارات بالخط الكوفي، بينما تم استخدام رخام إيطالي وثريا نمساوية في أرضياته، فيما صُنعت أبوابه من خشب الساج من الهند.
مكتبة المسجد، هي من أكبر المكتبات العالمية، وتضم 7000 كتاب، منها القديم الذي يعود إلى مئة عام، وتحتوي على أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والموسوعة العربية العالمية، ومجلات جامعة الأزهر وموسوعة الفقه الإسلامي، والعديد من الدوريات والمجلات العلمية والدينية والبحثية.
تعج ساحات مسجد أحمد الفاتح بالزوار من مختلف الجنسيات، وينتشر داخله مرشدون ينطقون بلغات عدة للتعريف بتاريخه وإرثه الحضاري.
