عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
شكّل الفنان حسن علاء الدين، الذي يعد أسطورة في تاريخ المسرح اللبناني حالة استثنائية في الوسط الفني، وصُنّف بأنه شخصية فذة سكنت قلوب وعقول الجمهور، فقد ملأ الأجواء ضحكاً وانتقاداً للسيئ السائد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتميز بخصوصية وموهبة أعطت المسرح الكثير وترسخت في الذاكرة والتاريخ، وتنوعت أدواره بين الخادم المحتال والذكي وصاحب المقالب والجندي الشجاع.
علاء الدين المولود في 26 فبراير عام 1939، اشتهر بلقب «شوشو»، وعشق الفن منذ صغره، وبرع في تقليد أفراد عائلته وكبار الممثلين، وكان يتفنن في تغيير شكله وصوته ويتقمص شخصيات فنية شهيرة، وقبل أن يكمل عامه الرابع عشر قدم في بيروت مع بعض الهواة أول مسرحية له بعنوان «عنتر بالجندية»، ثم تقمص شخصيات مبتكرة جديدة على خشبة «مسرح فاروق»، الذي اشتهر بتقديم الحفلات الطربية والتمثيليات الكوميدية، حيث قدم الاسكتشات، وعرف وقتها بتمثيله شخصية «مبروك». لفتت موهبة حسن أنظار كبار الفنانين، وساعده الفنانان محمد شامل، الذي تزوج ابنته لاحقاً، ومحمد كريم، على دخول الوسط الفني من خلال الإذاعة اللبنانية، وشارك معهما في برنامج «يا مدير»، وتم ابتكار شخصية «شوشو» خلاله، وظل يقدمها لسبعة أعوام متواصلة، وفي عام 1965 أسس مع نزار ميقاتي «المسرح الوطني» وكان أول وآخر مسرح يومي في لبنان.
واعتبر نقاد ومؤرخون ولادة هذا المسرح حدثاً حضارياً، وتغير اسمه عام 1972 إلى «مسرح شوشو»، وقدم خلال الفترة من 1965، وحتى وفاته في 23 نوفمبر 1975، حوالي 27 مسرحية، منها «شوشو بك في صوفر» و«الفرق نمرة» و«أخ يا بلدنا» و«واو سين» و«سيدتي الجميلة: النشالة» و«كافيار وعدس» و«فوق وتحت» و«اللعب على الحبلين» و«الدنيا دولاب»، وتم اقتباس غالبية المسرحيات من كُتّاب المسرح العالمي، وكانت كل الشخصيات عناصر مساعدة لإبراز شخصية واحدة وأساسية هي شخصية «شوشوى والتي شبهها البعض بـ«شارلي شابلن».
امتلك «شوشو» عبقرية الارتجال، واشتهر في مسرحه بالخروج دائماً على النص ليدخل في سجال متبادل بينه وبين الجمهور، وكان الارتجال هو الميزة الأساسية والقاعدة التي نشأ عليها مسرحه، مراهناً على التفاعل الشعبي مع أعماله.
