«القافلة الوردية» تكسر النمطية بالفرسان

أبوظبي (الاتحاد) 

من «السور القديم» أحد المناطق التاريخية في أم القيوين، بدأت «مسيرة فرسان القافلة الوردية» جولتها، بعد وصولها في اليوم الرابع من الحملة التوعوية العابرة للإمارات السبع، لتقديم فحوصها المجانية ورفع الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى الرجال والنساء على حد سواء، محققةً تطوراً جديداً تمثل في وصول نسبة الذكور المشاركين للنصف بين فرسانها الذين تجاوزوا الـ100، في رسالة قوية تكسر الصورة النمطية حول سرطان الثدي بوصفه مصدر قلق للنساء وحدهن.ولاقت «القافلة الوردية» لدى وصولها إلى أم القيوين ترحيباً واسعاً من الجميع، حيث كان في استقبالها الشيخ عبدالله بن فيصل المعلا، عند وصولها إلى شاطئ الطائرات الورقية «كايت بيتش»، فيما انضم إليها حينما انطلقت من أمام «مستشفى أم القيوين» سعادة محمد الكاشف، عضو المجلس الوطني الاتحادي عن أم القيوين، الذي رافق سير الفرسان وخيولهم عبر أحياء المدينة، وسط ترحيب من الأهالي الذين شيعوها خلال مسارها صوب منطقة الحمرية.
وكان من بين المشاركين في ركبها في اليوم الرابع، الفارس الشاب يوسف القرقاوي، أحد المؤمنين برسالتها التوعوية النبيلة، وهو طالب علوم كمبيوتر في الجامعة الأميركية بالشارقة، يهوى الفروسية والعمل التطوعي، مؤكداً على الدور الحاسم لمناصري «القافلة الوردية» من الرجال في رحلتها ونشر أهدافها، كونهم ليسوا بمعزل عن مخاطر سرطان الثدي.
وقال القرقاوي الذي انضم إلى القافلة قادماً من دبي، والبالغ من العمر 19 عاماً: «قد تبدو مشاركة الفرسان الذكور في مناصرة جهود مكافحة سرطان الثدي غير تقليدية، ولكن من الضروري تحدي هذه النظرة الخاطئة وتغييرها، وإيصال رسالة جادة بأن هذا المرض مهدد خطير للمجتمع، خاصة أنه يصيب الرجال والنساء معاً».
وانتقلت المسيرة في محطتها التالية إلى منطقة الحمرية بالشارقة، حيث توقفت في «ميناء الصيادين»، قبل أن تتحرك باتجاه فرع «نادي سيدات الشارقة» بالحمرية، وانتهاءً بشاطئ الحمرية ذاته، حيث قام الفرسان باقتحام الشاطئ بخيولهم واستعراض مهاراتهم في الفروسية على الرمال الناعمة، في تجربة لا تنسى لجميع المتطوعين لاقت تشجيع الحشود المبتهجة خلال استمتاعهم بنسيم الخليج.
وأعرب الفارس الإماراتي عمر العبدالله، قائد فريق الماراثون في إسطبلات أعيان للفروسية، عن فخره بالمشاركة في فعالية مشابهة، حيث امتطى جواده جنباً إلى جنب الفارسات الأخريات، آملاً في تشجيع المزيد من الرجال على الاستفادة من فحوصات «القافلة الوردية» المجانية، وفي الوقت نفسه، إلهامهم للانضمام إلى هذه الحملة السنوية لزيادة وعي المجتمع بمخاطر سرطان الثدي على الجنسين.
ويعتقد عبد الله أنه من الأهمية بمكان إيصال رسالة «القافلة الوردية» إلى كل أرجاء الإمارات العربية المتحدة، لضمان أن يعي كل من الرجال والنساء أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لما يمثله الارتقاء بالصحة العامة من فعالية لتحقيق رفاهية المجتمع بشكل عام.
وتعليقاً على زيادة إقبال الفرسان الرجال للمشاركة ضمن فعالياتها، قالت سعادة ريم بن كرم، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية: منذ بدايتها ركزت «القافلة الوردية» على أن تكون رسالتها شاملة لكل الأفراد، ومع ذلك فإن المشاركة الواسعة للرجال في التوعية بسرطان الثدي هو أمر ملحوظ ومتزايد، ما يمثل تطوراً إيجابياً للمجتمع بأسره، لأن إشراك المزيد من الرجال في هذا المبادرة لا يرفع الوعي بالمرض فحسب، بل يزيل كذلك المفاهيم المغلوطة المحيطة بسرطان الثدي لدى الذكور، والذي غالباً ما لا يتم تشخيصه بشكل كافٍ بينهم بسبب هذه المفاهيم.
وأجرت «مسيرة فرسان القافلة الوردية» منذ بدء العمل في عياداتها الثابتة في 20 يناير الماضي 2,114 فحصاً مجانياً عن سرطان الثدي للرجال، ضمن جملة الفحوصات التي فاقت حتى الآن 10 آلاف فحص، ومع وصولها لأم القيوين، وفرت عيادات القافلة الوردية فحوصات مجانية في مستشفى أم القيوين طوال النهار، عبر العيادات المصغرة في شاطئ «كايت بيتش» و«نادي سيدات الشارقة» بالحمرية حتى نهاية اليوم، فيما تواصل عياداتها الثابتة في تقديم خدماتها بأم القيوين في «لولو هايبر ماركت مول» من الساعة 4 عصراً إلى 10 ليلاً يومياً حتى 10 فبراير.
واليوم، حطت «القافلة الوردية» رحالها في الساحل الشرقي للبلاد، حيث انطلق الفرسان من «واجهة كلباء المائية» في الثامنة صباحاً، وصولاً إلى «الساحل الشرقي للرحلات البحرية» و«كورنيش كلباء»، قبل الانتقال إلى إمارة الفجيرة من «نادي الفجيرة البحري» ظهراً، فيما ينتهي مسار اليوم الخامس في «السوق القديم» بخورفكان في «مسرح خورفكان» في الخامسة عصراً.
وستتوقف عيادات القافلة الوردية في يومها الخامس بالفجيرة في «الديوان الأميري» من الساعة 12 ظهراً وحتى 6 مساءً، فيما ستتوقف العيادات المصغرة متاحةٍ في «واجهة كلباء البحرية» من الساعة 9 صباحاً حتى 3 عصراً وفي فندق أوشيانيك خورفكان من الساعة 4 عصراً إلى 10 ليلاً.
وستنتقل «مسيرة فرسان القافلة الوردية» بعدها لإقامة فعاليات اليوم السادس منها في رأس الخيمة، حيث سينطلق الفرسان من مستشفى صقر في 9:30 صباحاً، مروراً بـ«منتجع الكوف روتانا» انتهاءً بـ «ميناء العرب» الساعة 4:30 عصراً، فيما ستتوفر خدمات العيادات المصغرة في مستشفى صقر من 9 صباحاً حتى 3 عصراً، بالإضافة إلى كورنيش القواسم من الساعة 4 عصراً حتى 10 ليلاً، في حين ستكون عيادة القافلة الوردية المتنقلة في ميناء العرب من الساعة 1 ظهراً حتى 7 مساءً.