عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بالتزامن مع الأجواء الشتوية الرائعة في الإمارات، يشكل متنزه «القرم البحري الوطني» التابع لهيئة البيئة - أبوظبي، وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، ويعتبر واحداً من أجمل وجهات السياحة في العاصمة، وملاذاً لمحبي الرياضات البحرية والمغامرات الممتعة في الهواء الطلق مثل رياضة «الكاياك»، التي تجذب الزوار للمارسة التجديف بين غابات القرم الكثيفة ضمن رحلات لا مثيل لها، في قلب الطبيعة.
ويُعتبر متنزه القرم البحري الوطني، من أبرز المحميات التي يمكن زيارتها للتعرف على طبيعتها الفريدة، فهو موطن لنحو 4 ملايين شجرة من أشجار القرم، تغطي مساحة تبلغ 10 كيلومترات مربعة، أي ما يعادل 4.5% من إجمالي مساحة القرم في الإمارة، والتي تبلغ 155 كيلومتراً مربعاً، وتكمن أهمية أشجار القرم في حماية الشريط الساحلي من التآكل بفعل أمواج المحيط والتيارات المائية، كما تشكل موئلاً ثرياً للعديد من الكائنات البحرية والبرية، بالإضافة إلى احتضانها للطيور المقيمة والمهاجرة، وأنواع الأسماك والكائنات البحرية الأخرى مثل المحار والإسفنج، والقشريات من الروبيان والقبقوب، وسواها.
صديق للبيئة
حازت بيئة القرم اهتمام العلماء حديثاً، لما لها من دور حيوي في امتصاص الغازات الدفيئة، المتسبب الرئيس في زيادة درجات حرارة الغلاف الهوائي، ما يعمل على التغير المناخي، حيث تقوم أغصان أشجار القرم بتخزين واحتجاز غاز ثاني أوكسيد الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، ويُسمى بالكربون الأزرق. وتشير النتائج الأولية للمشروع الإرشادي للكربون الأزرق لعام 2013، إلى أن أنظمته في أبوظبي تخزن نحو 41 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
بيئة متوازنة
موقع المتنزه في قلب مدينة أبوظبي، يسهِّل وصول المهتمين بالبيئة، للاستمتاع بمشاهدة العديد من الكائنات البحرية، بالإضافة إلى بيئة المياه الضحلة وما حولها من مناطق المد والجزر، والتربة الطينية المهمة لأنواع الطيور والقشريات والمحاريات العديدة، لتشكل نظاماً بيئياً فريداً ومتوازناً للموقع، وما يوفره للزائر من استمتاع بأشجار «القرم الرمادي»، والتي تزهر خلال شهري أبريل ويوليو، وتطرح ثمارها في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، بالإضافة إلى مشاهدة العقاب النساري (الدمي)، بلشون الصخور، الفنتير (الفلامنجو الكبير)، كروان الماء، والسلطعون المزركش (القبقوب الأحمر)، والعديد من النباتات التي تنمو في البيئة الملحية، مثل الحميض والخرز والغضرف.
جولات ممتعة
زائر متنزه القرم البحري الوطني يمكنه ممارسة العديد من الأنشطة الممتعة، كالتعرف على أنواع الطيور والثدييات والأسماك واللافقاريات التي تعيش في غابات القرم، كما يمكنه مراقبة الطيور، وممارسة التجديف بقوارب الكاياك وقوارب الوقوف والدونات، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والجولات الممتعة وقت الغروب، ضمن المتنزه المفتوح. ويُنصح بزيارة المتنزه خلال ساعات النهار للاستمتاع بأجوائه الخلابة تحت ضوء الشمس، كما يُنصح بدخول المتنزه من مدخل فندق القرم الشرقي للاستفادة من خدمات المرسى.
تنوع بيولوجي
متنزه القرم البحري الوطني، من الأماكن السياحية المناسبة لأفراد العائلة ومختلف الفئات العمرية التي تهوى ركوب قوارب التجديف كوسيلة لتعريف الصغار على التنوع البيولوجي. وتستغرق رحلات هذه القوارب أكثر من ساعة، في ظل توفر الكثير من الخدمات وسبل الراحة للقيام بجولات تعليمية وبيئية مفيدة.
