الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحرف التراثية».. مهارة متفردة

ورش حية تعرض الحرف التراثية أمام الجمهور (تصوير: على عبيدو)
2 فبراير 2023 01:20

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

ضمن مساحة نابضة بالحياة، تقدم مجموعة من الحرفيات لمحة عن الصناعات التراثية الإماراتية القديمة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد، لتنقل لجمهور مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي، وسط حضور كثيف من مختلف الجنسيات، صوراً اجتماعية وإنسانية تشكل نقطة جذب لمختلف الزوار الذين يرغبون في التعرف على حياة الأجداد وإبداعاتهم. 
تشارك الحرف اليدوية الإماراتية التراثية بشكل حي وتفاعلي ضمن «القرية التراثية» لعرض العديد من الحرف، ضمن إدارة الصناعات التراثية في الاتحاد النسائي العام، حيث تستقبل الأروقة مختلف الجنسيات للتعرف إلى تشكيلة كبيرة من مفردات التراث المحلي التي برعت فيها المرأة الإماراتية منذ قديم الزمن، حيث تعرض الحرفيات مهاراتهن وحرفهن في إطار ورش حية أمام الجمهور، ويشاركن في تعليم الكبار والصغار أسرار هذه المهن التي ورثنها عن الجدات، واستطعن المحافظة عليها ونقلها للعالمية، من خلال جهود الاتحاد النسائي العام، وبالمشاركة في المعارض المحلية والعالمية، وتقديم الورش في المدارس والجامعات والاحتفالات الوطنية والمهرجانات. 

بيئات غنية
وتتضمن مشاركة «حاميات التراث» بإدارة الصناعات التراثية والحرفية بالاتحاد النسائي العام، عرضاً حياً للحرف المرتبطة بالبيئات الإماراتية الغنية بالأشكال والألوان المتباينة على امتداد جغرافيتها، حيث تعمل كل سيدة على حرفة أمام الجمهور وهي متأنقة بزيها التراثي وبأناملها المخضبة بالحناء وبحليها التقليدية في صورة متكاملة، لتغري الزوار بالتوقف أمامها لمتابعة حركاتها ومهاراتها، والتقاط صور معها للاحتفاظ بها للذكرى.

نقل الموروث
شامية حسين، مشرفة مشاغل بالاتحاد النسائي العام، تقول إن مهرجان الشيخ زايد يستقطب مختلف الجنسيات والزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يسهل نقل الموروث الإماراتي والتعريف به لمختلف الشعوب، لاسيما أن الأجانب، لا يكتفون فقط بالمشاهدة، وإنما يتوقفون ويسألون، ويتعلمون أيضاً، ونظراً لاستقطابها لجمهور كبير من الأطفال، فإننا نعتبرها فرصة سانحة لتعزيز هذا المــــوروث في نفوس الأطفال وإطلاعهم على إرث أجدادهم ونعطيهم نبذة عن حياة الأولين التي قامت على الكفاح الذي لم يخلُ من الإبداع، حيث أوجد المرأة ما يعينها على الحياة بفعل ذكائها، معتمدة على الطبيعة من أدوات، كما صنعت كذلك زينتها وما تحتاجه لتتألق في مختلف المناسبات.

60 حرفية 
نظراً لغنى الموروث وتنوعه، فإن مركز الصناعات في الاتحاد النسائي العام، يشارك في المهرجان بالعديد من الحرفيات «حاميات التراث»، حيث تؤكد شامية محمد أن أكثر من 60 حرفية تتناوب على أيام المهرجان، وتعمل كل 8 سيدات ضمن القرية التراثية لمدة أسبوع، ثم يتغيرن لتحل محلهن حرفيات غيرهن، ما يعطي الفرصة لمشاركة أكبر والتعريف بمختلف الصناعات، موضحة أن النساء تقدم العديد من الحرف في عروض حية، ومنها «قرض البرقع»، وصناعة «البادلة»، و«السدو»، و«غزل الصوف»، و«صناعة الدخون»، و«دق الحناء»، و«الخياطة بالكرخانة»، و«التلي»، و«تيزيع الملابس»، ناهيك عن تقديم لمحة عن العادات والتقاليد والسنع، حيث تتضمن خيمة الاتحاد النسائي العام طقوس تجهيز «زهبة العروس»، فضلاً عن منتجات الأقمشة والذهب والعطور، وغيرها من الهدايا التي كان يحملها العريس لعروسه عند الزواج.

رصيد ثقافي وحضاري
توضح شامية حسين، أن المرأة الإماراتية أسهمت في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعية، لخلق إبداعات أنتجت رصيداً ثقافياً وحضارياً وإنسانياً للمجتمع، مشيرة إلى أن إحياء هذه الحرف يدعم الخصوصية الثقافية التي تميز المجتمع الإماراتي، ويعبر عن طبيعة العيش الذي كان عليه، مشيدة بالحرفيات اللاتي يقمن بممارسة الحرف أمام الجمهور، عبر أروقة تعكس الطابع الإماراتي، حيث زُين رواق غزل الصوف بالعديد من الألوان والأشكال، ونُشرت الأصواف الملونة على جنبات الرواق، في حين تجمعت كرات الصوف المغزول أمام الحرفية التي تقوم بعملية الغزل، بينما تبرع صانعة التلي في لف بكارات الخيط الفضي ببراعة، لتعمل الحرفية كلٍ في مجالها، ضمن مشهدية تجسد ملامح الزمن القديم. 

شغف المعرفة
ضمن تفاعل كبير، لا تتأخر «حاميات التراث» في الرد على استفسارات الزوار من مختلف الجنسيات، إضافة إلى تعليم الصغار بعض الحرف وما يرافقها من عادات وتقاليد مجتمعية، حيث تؤكد شامية، أن المشاركة في المهرجان تكون مفعمة بالمشاعر الجميلة، نظراً لتفاعل الزوار وسؤالهن المتكرر عن أسرار هذه المهن بهدف المعرفة وحب الاستكشاف، وكيف كانت في السابق؟، وهل شهدت بعض التغيرات، سواء في المواد أو الأدوات؟، وكيف كانت تمارس في البيئات المحلية؟.. وغيرها من الأسئلة التي تثير شغف الزوار، وهذا ما يجعلنا سعداء بهذا التفاعل، لاسيما أن مشاركتنا تندرج ضمن عرض الحرف ضمن ورش حية تفاعلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©