السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: الحب استدامة

شيخة الجابري تكتب: الحب استدامة
30 يناير 2023 01:48

.. والحب حياة، وفرح، وعيون تلمع كلما لاح طيف حبيب، والحب نور يسطع في النفوس فيسعدها، ويقع في القلب فيضيئه، والحب قيمة عظيمة ذهب بريقها في هذا الزمان، الحب ليس فقط للحبيب الأول، والأول ليس وحده من يسقط داخل الروح فيحتل الزوايا، فالأم حبيب، والأب حبيب، والأخوة والأخوات أحباء، والأصدقاء الحقيقيون أحباء، والطبيعة بما تجود به علينا من خير وفير حبيبة، والوطن أجمل الأحباب، لذا كان الحب وسيبقى مستداماً، ينعم من يعيشه في مساحات من السعادة، وإن خبا وهجها أحياناً، لكنها بالحكمة والصدق والوفاء تعود.
الحب حالة تعتريك، تسطو عليك، على مشاعرك، على الإحساس بمناطقه الشاسعة، وتفسيراته الطريّة، تلك التي تشبه القلوب الطيبة التي إن مررت معها لم تشعر إلاّ بكل الراحة والسكينة، وهدأة البال التي ربما لم تشعر بها من قبل، فالقلب الطيّب يأسر من يعبر به، ويتوقف عنده، ومعه يتشارك التفاصيل والأوقات الجميلة، لذا كان الحب ولا يزال أجمل النّعم لمن استطاع أن يكون صادقاً في مشاعره، لا تأخذه الريح حيثما ذهبت.
ولأن الحب حياة، ولأنه أعظم النّعم فإن القلوب التي تمتلئ به لا تقسو، ولا تغدر، ولا تخون، قد تغضب ولكنها لا تغادرك بسهولة، وإن غادرت فإنكَ تكون داخلها وإن أنكرت فالذي تدخل في روحه المشاعر النبيلة والحقيقية لا يمكنه مغادرة هذه المساحة وإن اتسعت الأماكن من حوله وإن اعتراه الغرور، وشاغبه الاعتزاز بالنفس، وداهمته الكرامة الشخصية، إلاّ أنه محبٌ حقيقي لا يغادر أحبابه بسهولة، بل إنه يحتفظ بهم في داخله وإن غادروه.
الحب هو النبع العذب الذي يروي أرواحنا بالأمان، ويغرس عند نافذة القلب ابتسامة، وعند كل صباح يُشرق في الأوردة باعثاً إكسير الحياة، لتنبض القلوب من جديد، فيعودُ الابن والديه، وتتواصل الأرواح التي انقطعت لأسباب واهية أقضّت المضاجع، وفرّقت الأحباب، إن القلوب التي تحب بصدق تنتهز الفرص، وتتحين الظروف لتنشر السلام والأمن النفسي من حولها، وتروح تبث السعادة فيمن أنهكته الحياة، وأعيته قسوة القلوب، ذاك الذي عند بوابة الصبر ينتظر لحظة الفرح.
لقد جاءت الحياة الجديدة بمتغيرات كثيرة، حتى أصبحت مشاعر بعضنا باردة تأتيك عبر رسالة نصية، لا قيمة لها، ولا إحساس في داخلها، بات التواصل عبر الأجهزة التي لا تعترف بقلب طّيب، ولا تقرأ ما يحمل من نُبلِ الشعور، وصدق الرغبة في أن تعود الأيام الحلوة حيث الحياة الأجمل، والتواصل الأثمن، والحب أعظم ما يسود بين البشر في كل مكان، فهل نملك بالفعل المقدرة على استدامة الحب، بعيداً عن مغريات هذا العصر؟.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©