السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي يوسف السعد يكتب: زاد كل مسافر

علي يوسف السعد يكتب: زاد كل مسافر
17 يناير 2023 01:39

لم يعد التخطيط للسفر بطريقته القديمة كما عهدناه، أصبحت الأمور أكثر سهولة من خلال وجود عشرات ومئات التطبيقات والبرامج التي جعلت المعلومة في متناول يد الجميع، كم أغبط هذا الجيل الذي ولد وفي فمه ملعقة من (تطبيق ذكي)، وهذا يعود بذاكرتي لبداية عهدي بالسفر والتخطيط له، حيث لم تكن الأمور بهذه السهولة في تلك الأوقات، فقبل عصر «الإنترنت»، كنا نعتمد بشكل كبير على الأدلة المطبوعة في المكتبات، وما يتحدث به الرحالة في مجالسهم، وبعد ظهور «الإنترنت» أصبحت الأمور أسهل - ولكن ليس بسهولة هذه الأيام - فقد كنّا نجول ونبحث في الشبكة عن أي شيء يكتب عن السفر وعن المدن، ومن هنا أتت فكرة المنتديات المتخصصة.
في عالمنا العربي ومحيطنا الخليجي برز اسم «منتدى العرب المسافرون» كساحة متخصصة في الكتابة عن السفر، قُسّمت أبوابه على حسب الدول، وكان الموقع ملاذاً لمحبي السفر- وأنا منهم - الذين كانوا يغوصون في أبوابه ودوله ومدنه ومشاهدة الصور والمقاطع المرئية، مما يجعلهم يسافرون لكل دول العالم وهم جالسون في بيوتهم، ناهيك عن النصائح التي تنهال عليك حال كتابتك لأي استفسار عن دولة معينة أو رحلة تزمع القيام بها.
وبعد قرار أصحاب «منتدى العرب المسافرون» بإغلاقه، ظهر عملاق السفر الجديد في ذلك الوقت منتدى زاد المسافر - الذي أفخر بأنني أحد مؤسسيه - وتجمّع حوله نخبة الرحالة الذين كتبوا وأثروا الموقع بمواضيع ما زالت مرجعاً لمن يرغب بالسفر، وأصبح هو الملاذ الجديد لمحبي السفر لموثوقية مواضيعه ومن يكتب فيه من الكتاب الذين كانوا يتسترون خلف أسماء مستعارة، حيث لم تكن الثقافة الإلكترونية تشجع على التعريف بمن يكمن خلف الشاشات في ذلك الوقت، وكنت أحد هؤلاء الذي يكتب باسم أبو إليازية في ذلك الوقت.
لم تكن الكتابة في هذه المواقع بسهولة الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، فكتابة موضوع مدعم بالصور كان قصة طويلة تبدأ من اختيار الصور، وتحميلها على أحد مواقع التحميل أو المنتدى، وكتابة المواضيع بطريقة متسلسلة وربطها بالصور، وبأجزاء عدة، كانت عملية صعبة بعض الشيء، ولكنها كانت تستحق كل ثانية نقضيها في كتابة هذه المواضيع، وأقولها بكل ثقة: إن هذه المواضيع في زاد المسافر شكلت في ذلك الوقت مرجعاً ودليلاً لآلاف من المسافرين في كل دولنا العربية، وجعلت اسم زاد المسافر على كل لسان.
وكحال أي تطبيق أو تكنولوجيا، فإن لها وقتاً تزدهر فيه ثم تنتهي وتصبح من الماضي الجميل، أصبح زاد المسافر الآن - على الرغم من وجود الموقع حتى اليوم- من الماضي الجميل، فتوجه الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي أصبح الحصول فيها على المعلومة أسهل، وهذا حال الزمان. 
بكل فخر، ما زلت على تواصل مع من جمعنا بهم حب السفر من خلال الزاد، أصدقاء وأحباء، وبالنسبة لي سيبقى الزاد «زاد كل مسافر».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©