عدد اليوم
كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً»..
حاولت التمسك به كلما طرق نافذتي، المطر ينساب كدمعة فرحتي به ووجهه المنير يضيء، رأيته هكذا أرواحنا تغتسل بمائه تشده بلطف إلى القلب «زيده وارحم عبيده»، طاح المطر طاح «أنشودة» نفتقد من يرددها بكل حنان وطيبة، وجه المطر يسعدني النظر إليه، ووضع يدي على خده، أشكره كثر الله خيرك، ملأت وأمتعت، أنت كبير في داخلنا ووجهك الضحوك يبعث التفاؤل في نفوسنا، يريح استقرارنا، يفتح الباب على الحياة، تحملنا ونحمل الصور لها، صورنا حين كنا صغاراً نخلط الطين بماء المطر ونطير بأرواحنا معه، نحن ما زلنا نحن حين نَحِن، هي هي أرواحنا بيضاء نقية حين ينزل المطر نُقبّل وجهه.
نردد «مُطرنا بفضل الله ورحمته»، هي علاقتنا معه، ولهفتنا له، محب يشتاق إلى محب، وعشرة طويلة، يمتد الزمن مع المطر علاقة شقيقٍ بشقيقه، يتمسك كل منهما ببعض، هذا يفتح صدره مرحباً وهذا يسقي عطش هذاك، هو نفس المرح ورثناه من مهمين في حياتنا، قرأناه من أصواتهم، رأيناه ماء في أحلامنا واستيقظنا على صوته وهو يطرق نوافذنا، أبوابنا، وحين يشد ملابسنا من على حبل الغسيل، كتبناه في كراس المدرسة، وصفناه في دفتر الرسم، وجهه ابتسامات في عيوننا، نحب المطر شفاء لقلوبنا المتعبة من وزن الحياة وثقل الأيام، نحبه يصل إلى أعماقنا، يعوم مع أفكارنا، ومنّا يستخرج إيجابيات يملأنا بالتسامح، رأيته يذهب بالقلق يبدد رجفة الحيرة في المواقف الصعبة، يزن الخطوات ويزينها.
وجه المطر، ريحة الحياة، مرآة العمر، هو الذات حين ينزل سلاماً على الأرض، يشفي ويسقي، يعطي الجمال، يمنح عطاياه المطر عطر الدعاء الخالص المركز من مهج القلب التي تطلب الرحمة والمغفرة وزيادة الرزق، ماء المطر يظهر طيب الطين وتعدد مزاياه هنا وهناك، ينبت زرع له طعم ومذاق، «زيده وارحم عبيده»، مطر الخير والرحمة يسقي الأرض والعباد، يغير الوجوه برسم ضحكات تتعالى بالشكر لله والحمد له..
«ينزل مطر من سمانا/ يبشر بخير وسعادة/ قلوبنا له محطة/ ينزل على أرضها طير الخير/ نحب المطر في ضحكتنا/ نحب المطر والورد يميل/ في حديقة/ والكرسي الطويل/ اللي يرف في سهرنا/ المطر على العشب/ يرسم ملامحنا برد ومطر، مطر وبرد».. (شعر عامي).
«عزف منفرد/ على الشوق لي اعرف/ انزل يا مطر واجمعني/ أنا إنسان/ لي لحن وصوتي له أسرار».. (شعر عامي).
