الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: بالحب تزهر الحياة

شيخة الجابري تكتب: بالحب تزهر الحياة
9 يناير 2023 00:58

الحب هو الحياة، والحياة تُزهر بالحب، وبالعلاقات الإنسانية النبيلة، تلك التي تضعك على خط الأمان، وتدفع عنك غدر الزمان، يصبح فيها الإنسان إنساناً حقيقياً يغرف من المشاعر والأحاسيس الصادقة النبيلة ما يكفي لأن يوزع على كل من حوله، أقرباء، جيران، أصدقاء، هكذا هو الحب حينما يشيع ويُصبح أسلوب حياة، بعيداً عن المنغصات والمزايدات والخصامات، والعداوات التي تُغلّف القلوب بالقسوة.
الحب ليس تلك العاطفة التي تربطك بشخص ما يأخذ منك لبّك، ويسلبك قلبك، ويصير الدنيا وما فيها، وتغدو له كل الحياة برونقها وجمالها، ويصبح القلبان روحاً واحدة تجمعهما خفقة شقيّة ذات مساء، وتعبر بها كلمة رقيقة ذات صُبح، فيصير الليل نهاراً والنهار عبِقاً برائحة الورد والياسمين، الحب أكثر شساعة من ذلك، وأوسع دائرة من قلبين، هو تلك العاطفة التي تحتوي الجميع تحت بساط التعلق الإنساني الجميل.
الأسرة والوالدان حب، الأشقاء حب، الشقيقات حب، كل الذين يجتمعون معك في صلة دافئة تتدفق الدماء على إثرها داخل أوصالك حب، لكنه حبٌّ من نوع فارهٍ ونبيل، وجميل، حب منزوع الفِتن، واسع العطاء والحضور، فالأسرة هي الأمان، والاطمئنان، والصدر الحاني الذي يُشرّع خفقاته لك عندما يغادرك الآخرون الذين قد يكون بعضهم سبباً في حرمانك من حضن شقيق، وابتسامة قلب يضعك بين ضلوعه دفئاً ومسرّة.
والحب صديقٌ وفيٌّ وارف الوفاء، «صدوق صادق العهدِ أبدا»، هو ذاك الذي لا يجرح، ومساحات روحك لا يبرح، حضوراً أنيقاً ودعماً رقيقا، وحديقة غنّاء من المحبة الحقيقية والشوق الذي لا يبرح قلبه، لكل كلمة طيّبةٍ، ولقاء يبذر السعادة، الصديق الذي لا يتحدث عنك بما لا يسرك في غيابك، وإنما هو الذي يكون درعك القوي الذي يدفع عنك كل خطر، ويجعلك في مأمن من كل غدر، يحتويك حتى ليكاد أن يكونك، كما هي ذاته.
في الحياة كثيرة هي العثرات التي فرّقت أحبة، وأغلقت على وفيٍّ دربه، وحجّرت قلوب، وارتدت أثواب اللغو والغيبة والنميمة، وتصدّرت لكل أمرٍ فيه أذى للآخرين، ربما هي ليست بتلك البشاعة لكنها سمحت للبشعين بالدخول إليها فعاثت في داخلها تشويهاً وافتراءً، تدس السّمّ في العسل، تُظهر الودّ، وتطعن في الود الصادق، الطالع من أعماق روح نبيلة، صافية الأعماق، بهيّة الحضور، قادرة على صد كل شر، مؤمنة بأن الخير دواء كل العلل والأعطاب.
أحبوّا بعضكم بصدق، لا تسمحوا للقساة غلاظ القلوب بتشويه علاقاتكم، كونوا أسمى منهم، فأنتم تستطيعون؛ لأن بالحب تزهو الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©