عدد اليوم
الحقيقيون لا يحضرون في الزحام، ولا يحشرون القلب في أماكن التدشين.. والعقلاء دائماً لهم تلك الأسئلة التي يأتي بها متخصصون غير معنيين جلاس الطاولات العقلاء هم، الأبيض المختلف النقي الذي إذا رأيت فعله الرزين سررت أبيض يشبه البلور تقدمهم، والجانب الذي آلمني ولم أتبعه الصور الدخيلة التي علقت في الصالات وهي العصافير التي تأكل «من زرع اليتيم»، مررت من هنا رأيت كثافة الأسبوع في أكواب تشرب منها تلك العصافير، توزع فيها الألقاب على التجارب الصغيرة، نقاط على الصمت على الوقوف منتظرين، رأيت العتمة تحجب البصر تتسلل إلى الأفكار يظللها ظل يبعدها عن المناخ الصحي والهواء وكونها أرضاً تضيق لمن يصفها على الأرض هذه وفي المكان هذا صدم كتفي الفراغ خلف البداية.
الأفكار ومغامرة الكاتب..
يصدمني المُهدَر من الوقت في القاعة ونحو السير في الصالات المفتوحة، كتفي أوقفته الإثارة مرات، وصدمته كتوف وهز هدوء النفس خطوات الراكضين نحو حضور أمسية لإنسان لا يرتبط وجدانياً معك، كثيراً ما أرهقت بالي والأبيض فوضى الزحام التي لم تراع الكرسي المتحرك الذي أسند به حالي، في غياب الاهتمام رأيت الأبيض متأخراً في الزحام.
عزلة الكاتب..
دائماً ما تراود الأفكار الكاتب وتحثه على الرحيل والانسحاب بهدوء تاركاً صخب المناسبات والأمسيات وقراءة النتاجات الأدبية في مساحات ضيقة في الأمكنة التي لا يراها تتسع له، فيقرر مع وقته الأقل للبحث عن ما يناسبه وترك الكتب التي تكرر بأغلفة مختلفة وترجمة مختلفة، يعرفها لأنها حاصرته، وأكثره يكون مبتعداً باحثاً عن أماكن وزوايا يستطيع البدء والتفكير باتساع دون تدخلات بعيداً عن التضييق والأسئلة، عرفت بعد سنوات كيف يحصد الحقيقيون من صبرهم الإبداع الذي يستمر ويخلد، «أبيض قلب الأصيل عتمة للإنصاف منهم».
ردة فعل خاصة..
هل أسع الاحتمال أم هو يسعني، أسمح له أو يسمح لي، ما نضعه في وعاء الحياة ليس الأفضل على أي حال، يظل الأفضل ناقصاً ويد الفاعل طويلة، وصلت إليه وغيرته دون استخدامٍ أمثل وبلغة غريبة أوجدت ثقافة جديدة ليست بكاملة، لهذا رأيت المثقف الحقيقي حاضراً لكنه غائب، وقد أنزل الستارة وبات خلفها ينظر إلى اللاهثين وراء كتابة تجمدت في عقولهم.
(أبيض وعتمة/ الممر أوجدته السهولة/ أبيض «مفيد للدفاع عن وجودنا»/ العتمة «نرفض وجوده بيننا»).
