الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بدور البدور.. منحوتات بطابع تراثي

بدور البدور.. منحوتات بطابع تراثي
27 نوفمبر 2022 01:24

خولة علي (دبي) 

بدور عبيد البدور، فنانة تشكيلية درست الفنون الجميلة في مصر، خلال رحلتها وجدت نفسها أقرب إلى فن النحت، فاتخذته وسيلة لإبداع منحوتات ناطقة، مشكّلة به أروع الأعمال الفنية، متخذه هويتها وثقافتها المحلية الأساس الذي تبني عليه أعمالها، منطلقة من شغف بلورة فكرة ما في ذهنها أو مشهد حي من واقعها التراثي، وتحويله إلى قطعة ذات أبعاد فنية، لتظهر مدى تأثير خلفية الفنان الثقافية في رسم ملامح شخصيته، متجاوزة الحدود للتعريف بالموروث الثقافي والشعبي. 
مسيرة البدور الفنية، بدأت مع رغبة في تطوير مهارتها الفنية التي وجدتها أكثر عمقاً في نمط الفنون الكلاسيكية والواقعية والتجريدية، وأيضاً الانطباعية، وطرق التعاطي مع الخامات، وحاولت أن تكسبها طابع الحداثة، فمع ثورة التكنولوجيا وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، تعرفت على الكثير من الخبرات لفنانين معاصرين وتعلمت من تجاربهم، ما أثرى مخيلتها وأفكارها في طريقة التعبير بأسلوب أكثر تميزاً وإبداعاً. 

منحوتة بديعة
 أتقنت البدور الكثير من الأعمال باستخدام وسائط متعددة كالألوان، الطباعة بالأحبار، الحفر على الزنك، الرسم على البورسلان وتصميم المجوهرات، لافتة إلى أن النحت هو الفن الذي عشقته، رغبة منها في تجسيد جماليات المرأة الإماراتية وإبراز الإرث في جماليات الشكل والملبس والحلي لتوثيق الموروث الإماراتي على شكل منحوتات فنية بديعة من الصلصال، وبتفاصيل دقيقة تصور أبعاد وجماليات هذا الموروث، وما يحمله من دلالات ثقافية لها حضورها بين الثقافات الأخرى، كما جسدت البدور المرأة الإماراتية بزيها التقليدي في شكل منحوتة بديعة من الصلصال لتوثيق الموروث المحلي بتقنية فنية. 

«البدور استديو» 
لم يتوقف عطاء البدور في مجال النحت، إنما أخذت على عاتقها النهوض بالحركة الفنية الإماراتية، وتأسيس جيل يتمتع بمهارة فنية ليثبت وجوده ومكانته بين الفنانين العالميين، لذا أسست البدور «استوديو للفنون» الذي كان بمثابة حلم بالنسبة لها، وقدمت من خلاله عدداً من الورش الفنية في أماكن مختلفة، ما حفزها ذلك على إرساء دعائم مشروعها الفني على أرض الواقع عام 2018 باعتماده من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، واتخذت مقراً مؤقتاً لإقامة الدورات بجمعية النهضة النسائية في الخوانيج، ولكن مع ازدياد أعداد المتدربات والشغوفات بتعلم فنون النحت، جعلها تبحث عن مقر دائم يتمتع بالاستقلالية، وتم نقل «البدور استوديو» لموقعه الجديد تحت مظلة مركز الفهيدي للفنون والثقافة في حي الفهيدي التاريخي. 
وتوضح البدور أن تأسيس الاستديو الفني جاء نتيجة عدم توافر معاهد متخصصة ومعتمدة في مجال الفنون التشكيلية في دبي، وفق منهج علمي أكاديمي يحتضن الفنانين والهواة، ويوفر لهم تعلم الفنون بطرق وأسس صحيحة، للانطلاق بثقة وإيجاد مساحة للوجود في مكان يلهمهم ويحفزهم على ممارسة الفنون بجميع وسائطها، مع الاستفادة بتبادل الخبرات.

مشاركات مجتمعية
وترى البدور، أن تعلم الفن لا يرتبط بفئة عمرية، حيث إن المجال مفتوح لجميع شرائح المجتمع ومن جميع الثقافات والجنسيات من محبي تعلم الفنون التشكيلية والحرف اليدوية وتطوير مهاراتهم، موضحة أن هناك إقبالاً لا بأس به من محبي الفن، والكثير منهم يحاولون الوجود بأعمالهم في المحافل والمعارض والفعاليات، لكنهم يفتقرون للتميز في أعمالهم من ناحية التقنيات والأساليب الحديثة للمدارس الفنية المختلفة، لكونهم في طور التعلم وصقل المواهب.
وللبدور مشاركات مجتمعية عدة، منها عمل جدارية في مركز الفهيدي للفنون والثقافة بحي الفهيدي التاريخي، بإشراك عدد من المقيمين والسياح في المنطقة، بإهداء كلمة للإمارات بمناسبة عام الخمسين، كما شاركت في مارس 2022 في فعالية «سكة»، وفي يوليو من العام نفسه شاركت في المعسكر الصيفي «سعادة واستفادة».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©