عدد اليوم
خولة علي (دبي)
عائشة النقبي، فنانة تشكيلية إماراتية، شغوفة بالفن السريالي، تجده وسيلة للتعبير عن مختزنات العقل والغوص في أعماق اللاشعور، ومحاولة إظهارها للعلن بأسلوبها الفني، لتبتعد تماماً عن الواقع وتنطلق من دون حدود أو قيود، راسمة صوراً غامضة ورموزاً أقرب إلى الخيال، عبر تقنية «فن المانجا»، أي القصص المصورة اليابانية التي تغطي مختلف المواضيع، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخيال العلمي.
بدأت عائشة في عالم الكرتون، عبر رسم شخصياتها المفضلة، واستطاعت أن تخرج عن حدود الإطار العام الذي قد تضعه بعض الفنون لتغوص في خيالها. وترى أن الفن نهجها الذي تجد فيه منفذاً للتعبير عن شعور بموقف ما أو حدث أو لحظة تأمل وانغماس، فتبحر بفرشاتها التي تمنحها مطلق الحرية لتحويل المشاهد العالقة في أعماقها إلى لوحات غنية بالتفاصيل. وتقول: «دائماً ما أُعبِّر عن مشاعري وأفكاري عن طريق رسم الشخصيات في بيئة معينة، بحيث تتضح الفكرة التي أريد إيصالها. وأتطلع إلى توظيف مهاراتي الفنية لإنتاج لوحات تتسم بطابع محلي مميز يعكس العادات والتقاليد والهوية الإماراتية».
التقليدي والرقمي
وتتحدث النقبي عن تجربة الأساليب الفنية المختلفة مثل الرسم الواقعي، ورسم «الأنمي» وسواهما من الأساليب التي تساعد على التغذية البصرية للفنان، وتنوُّع مصادر إلهامه، والتي لا تقتصر على المشاهدة فقط، وإنما على تحليل واستنتاج عناصر العمل وتطويره. وعما حققته اللوحات الإلكترونية من تسهيل مهمة الرسم، تقول النقبي: «أتاح الرسم الرقمي مجموعة هائلة من الأدوات والإمكانيات التي ساهمت في توفير الوقت والجهد والمال على الفنان، فمن خلال هذه التقنية يستطيع طباعة أعماله على منتجات عدة، كالأكواب والملابس والحقائب، بعكس الرسم التقليدي الذي يتطلب وقتاً أكثر لتكرار الرسومات».
وعن التباين بين الفن التقني والأسلوب التقليدي في الرسم، ترى النقبي أن الفرق الجوهري هو اختلاف الوسيلة المستخدَمة لإنتاج العمل، حيث إن الرسم التقليدي يستخدم الأوراق والأقلام والألوان، بينما يستخدم الرسم الرقمي التقنيات الحديثة، فتختلف سرعة ودقة العمل، وتُعتبر القطعة الأصلية المرسومة تقليدياً، أكثر قيمة من الفن المطبوع أو الرقمي.
معارض
شاركت عائشة النقبي في معرض The gamers Hub، بالتعاون مع مجلس شباب رأس الخيمة والمؤسسة الاتحادية للشباب، عبر رسم مباشر لأشخاص من الجمهور، «البورتريه» في أقل من 10 دقائق. وقدمت ورشة في ركن «روائع» التابع لوزارة التربية والتعليم في معرض الشارقة الدولي للكتاب عبر الرسم المباشر لقصص الأطفال المصوَّرة، كما شاركت في معرض «كوميك كون» Middle East Film & Comic Co، الذي يعقد سنوياً في دبي، ويضيء على الكتب المصوَّرة والخيال العلمي والفانتازيا والأفلام التلفزيونية.
مشاعر
تحرص عائشة على تشجيع الفنانين الذين يخجلون من التعبير عن مشاعرهم من خلال الفن، وتعليمهم ألا يخشوا من نظرة المجتمع وتقبله لأفكارهم. وترى أن الفن مساحة الفنان الشخصية وتمنحه كامل الحرية في التعبير عن رسائله، لافتة إلى أن وجود المخيلة الواسعة يلعب دوراً في ترجمة الرسائل والصور المرئية لتتحول إلى لوحات بديعة.
