الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أكتوبر» الوردي.. رسائل أمل

حملات مجتمعية وطبية لتعزيز الوعي بالكشف المبكر
1 أكتوبر 2022 00:39

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

مع حلول أكتوبر، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، تنخرط منظمات القطاع الحكومي والخاص والمستشفيات المعنية، في تنظيم حملات مجتمعية وطبية من أجل تعزيز الوعي بالكشف المبكر بين النساء والرجال على حد سواء، لا سيما أن هذا المرض أصاب حسب منظمة الصحة العالمية 2.3 مليون امرأة عام 2020، وأصبح لا يفرق بين الجنسين، فالجميع في مرمى الإصابة به. 
تبذل الجهات المعنية في الدولة جهوداً حثيثة لنشر الوعي المجتمعي وتقديم الفحوص الطبية المجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتحفيز المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص والشركاء المعنيين برعاية الأنشطة المتعددة لنشر الوعي بهذا المرض، محققة إنجازات عظيمة. 
وتؤكد هذه الجهات أهمية التعبئة والتوعية ونشر رسائل الأمل والتفاؤل وإعلاء الروح المعنوية بين المصابات، لما لذلك من دور أساسي في تقبل العلاج والإقدام عليه، لا سيما أن الدولة تقدم دعماً كاملاً للمرضى من مختلف الجنسيات، وتوفر العلاج والدعم المعنوي، مخصصة لذلك طاقماً من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين والكوادر الطبية المؤهلة.

دعم مريضات سرطان الثدي نفسياً ومعنوياً للحد من معاناتهن خلال رحلة العلاج، أمر لا يقل أهمية عن تلقي العلاجات، حيث أكدت الدكتورة عايدة العوضي، استشاري طب أورام علاجي، أن توفير الدعم المادي والمعنوي والنفسي لمريضات سرطان الثدي، يسهم وبشكل كبير في التعافي، كما يعمل على تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للفئات المتضررة وإعادتها إلى حياتها الاعتيادية. وتوصي محيطها الأسري والمقربين، باحتضانها بالكثير من الحب بقصد الرفع من معنوياتها، لاسيما أن الكثير من السيدات يحجمن عن متابعة العلاج بسبب عدم توافر من يساعدهن في هذه الرحلة المؤلمة، مثل التكفل بأطفالهن أو عدم توافرهن على مواصلات تقلهن إلى المستشفى، مؤكدة أن نسبة الشفاء تصل إلى 98% في حالات الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه. 
وأشارت العوضي إلى أن سرطان الثدي يعتبر من أكثر الأمراض السرطانية انتشاراً عند النساء في العالم، ومن أكثر الأمراض التي تسبب صدمة نفسية كبيرة للمرأة المصابة، لما يشكله المرض من مساس بتكوين صورتها الجسدية وهويتها الأنثوية، ما قد يؤدي لأمراض نفسية تتراوح بين التوتر والانعزال والاكتئاب واضطرابات النوم وتقلبات المزاج والعصبية وعدم التركيز وسواها، وهذه المشاكل قد تؤثر عل تقبل المرأة للتشخيص وخضوعها للعلاج، كما تنعكس على محيطها العائلي، لا سيما في حال وجود أولاد صغار تحت رعايتها.
وشددت العوضي على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى سرطان الثدي، واعتبرته من أهم المعطيات التي تساعد المريضة في العلاج وتقبل المرض والوصول للشفاء، موضحة أن طرق الدعم النفسي والاجتماعي للمريضة كثيرة، ومنها دعم الأسرة والأصدقاء، حيث إن المريضة تحتاج إلى من تحدثه وتعبر له عن مشاعرها ومن تثق فيها، فلا شيء أسوأ من أن يكون الشخص في المرحلة التشخيصية والعلاجية وحيداً. 

أهم الحلول
واعتبرت عايدة العوضي أن توفر جمعية متخصصة في الدعم النفسي والعلاج، من أهم الحلول التي تشكل فارقاً في حياة المصابات، بحيث تضم اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين ومدربين وناجين ومصابين، كي يشاركون المريضات تجربتهم وكفاحهم وقصص نجاحهم، مع تقديم الدعم النفسي لبعضهم والقيام بمختلف الأنشطة التي تعزز الوعي بأهمية الكشف المبكر والتشجيع على العلاج، كما أن توفير اختصاصيين نفسيين واجتماعيين ومتابعتهم للمرضى وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على التعامل مع مخاوفهم وقلقهم والتخفيف من معاناتهم النفسية، يجعلهم يتقبلون المرض بشكل أكبر.
وأكدت العوضي أن عامل الثقة والارتياح التام للطبيب المعالج، يُعد من أهم أسباب الاستقرار النفسي والأمان الذي يزيد من إقبال المريضة على العلاج، لافتة إلى أن فتح الحوار مع الطبيب المعالج بشكل صريح وواضح يعطيها دافعاً أكبر لتقبل المرض ومحاربته، وفي السياق ذاته يجب على الطبيب المعالج إعطاء الوقت الكافي للمريضة لشرح تفاصيل حالتها ومراحل العلاج من أجل الوصول لأفضل الحلول التي تناسبها.
وفيما يخص مساعدة المريضة أثناء فترة العلاج، أشارت العوضي إلى أن كثيراً من المريضات يخضعن للعلاج الكيماوي والهرموني، ما يسبب لهن تقلبات في المزاج وتغيراً في الصحة الجسدية وآلاماً في الجسم والعظام، كما يؤدي لتغيرات كبيرة في طاقتها الجسدية وحياتها الاجتماعية واهتمامها بأسرتها ونظرتها لنفسها، لذا يجب مراعاة المريضة في هذه الأثناء وتفهم ما قد تمر به، وتقديم يد المساعدة بشكل مباشر من أسرتها وعائلتها وجهة عملها.

تفاؤل ناجية
تقبل المرض والنظر إليه من زاوية إيجابية، يجعل المريض يقبل على العلاج ويتماثل للشفاء، هذا ما أكدته سارة الشيباني، سفيرة إحدى الجمعيات، وناجية من سرطان الثدي، قائلة «في كثير من الأحيان تقع مريضة سرطان الثدي أسيرة لآثار نفسية ناجمة عن المرض قبل وخلال فترة تلقي العلاج، ما يستدعي التدخل والمساعدة، سواء من طرف العائلة أو الأصدقاء المقربين أو المتطوعين، بحيث يساعدون بعضهم بعضاً ويغيرون بعض الأفكار السلبية لديهم عن المرض». وأوضحت الشيباني التي تعمل على تشجيع السيدات على الكشف المبكر، والحديث عن تجربتها ورحلة علاجها منذ بداية اكتشاف مرضها بسرطان الثدي وعلاجها وشفائها، أنها تعمل على نشر التوعية عن أهمية الفحوص المبكرة، كما تعمل على مشاركة قصتها مع المصابات، ناهيك عن التطوع لمساعدة كل مريضة وتشجيعها بالحديث معها والإجابة عن أسئلتها، مؤكدة أن توفير الدعم لمريضة سرطان الثدي له دور أساسي في التعافي والامتثال للشفاء، خاصة إذا وجدت المصابة المساندة ممن يخفف عنها عبء المرض. 

شجاعة المواجهة
عندما علمت الناجية خديجة علي بإصابتها بسرطان الثدي منذ أكثر من 18 عاماً، لم تفكر في حالها بقدر ما فكرت فيما ستؤول إليه حياة ابنتها الصغيرة والتي كان عمرها آنذاك 5 سنوات، لكن الدعم النفسي والمعنوي الذي وفره لها المستشفى الذي تتعالج فيه، بالتنسيق مع جهات مختصة في توفير اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين، يقومون بدعمها وزيارتها في البيت وتقديم برنامج متكامل لطفلتها، يتضمن الرعاية والأنشطة الترفيهية والمساعدة في حل واجبات الدراسة،جعلها تُقبل على العلاج وتتماثل للشفاء، حيث إن دعم مريضات سرطان الثدي نفسياً ومعنوياً، يحد من معاناتهن خلال رحلة العلاج، ولا يقل أهمية عن تلقي العلاجات الطبية، موضحة أن سرطان الثدي يجب مواجهته بشجاعة وأمل وتفاؤل، إلى جانب توفير الدعم المعنوي من المحيط بالمريضة، مؤكدة أهمية توفير اختصاصيين اجتماعيين أو متطوعين لمساعدة المريضات أثناء رحلة العلاج، لاسيما أن الكثيرات منهن لا يجدن من يخفف عنهن وعن أبنائهن الصغار معاناة المرض وتبعاته.

تجربة ملهمة
تعمل سارة الشيباني، خلال شهر أكتوبر وطوال السنة على مد يد العون ومساعدة مريضات سرطان الثدي، وحثهن على التحلي بالأمل والتفاؤل والنظر إلى الموضوع بشكل إيجابي، وتعتبر أن زرع الأمل في نفوس نساء اختار المرض الخبيث أن يستوطن أجسادهن داخل الدول وخارجها أحد أهم مهامها، حيث تخصص وقتاً كبيراً لمساعدتهن، والرد على استفساراتهن، وقالت إن الدعم النفسي هو أولى الخطوات الصحيحة في رحلة العلاج المؤلمة، حيث تشاركهن قصتها وتجربتها الملهمة مع المرض، وتحاول إخراجهن من الضغوط النفسية وحالة التوتر والقلق التي تنتابهن جراء اكتشاف إصابتهن بالسرطان، حتى يزداد الاقتناع لديهن بأن المعنويات العالية هي الطريق التي ستقودهن نحو الشفاء، لافتة إلى أن الإحباط والتوتر قد يؤدي إلى نتائج عكسية، في حين أن النظرة الإيجابية وتقبل المرض والتعايش معه من العوامل المساعدة على الشفاء، ونقطة قوة تتسلح بها المريضة، واعتبرت أن أول خطوة هي تقبل المرض، والتعامل معه بقوة وإرادة، مشيرة إلى أنها لطالما تروي قصتها الملهمة لكونها تزوجت بعد شفائها من مرض سرطان الثدي، ما يبث الأمل والتفاؤل في نفوس المريضات، خاصة من هن في مقتبل العمر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©