الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد العسم يكتب: جبل.. قبل رأس الدارة

أحمد العسم يكتب: جبل.. قبل رأس الدارة
18 سبتمبر 2022 00:56

أتطهر من هذا الملل بالجلوس في الغرفة..
 وقت أطول منتظراً ظهور الشمس أخرج به، 
أرسله إلى التيه
يا جبل قبل «رأس الدارة، في شعم»
أنت تصافح كل شيء في هذا الفجر
إذا أمكن ترك الشمس في حقيبة 
سيأتي رجل غاب سنين، ليحملها
رغبةً في التعويض لأنه واحد وأكثر من منعطف
«نولد وتولد معنا أحلامنا»
شجرة اللوز «تحط» رأسها برأسك تخسر طولها ويذهب ظلها في أعماقك سنوات ونحن نترافق ننكر ونشجب ولَم نستطع، توقفت أنت عن اللقاء وأنا مازحت «النادي» بفكرة فرع للكتاب حتى يقربني منك، كانت الفكرة لكنها غُيبت وأذيبت في «لحن القوم»، سعادتي إنك صديقي تبادلنا معاً الهموم، سهرنا الليالي وعانينا من التقصير.
ماذا لو تواصلنا أكثر بأرواحنا وخاطبنا خيال بعض وكان الناتج فكرة مشتركة تتيح مساحة كبيرة لنمو أكثر انتشاراً للأخضر ومنح القلب التمدد والتواصل..
أعرف حجارتك التي ترمي السيئ..
يا عنيد لا تتنازل عن مواقفك وكبريائك حتى لو أساءوا فهمك، قف لا تمنحهم الوقت وتتجاوز عن أخطائهم ضعهم في كأس وذوبهم إلى النهاية «ما يهزك ريح»، وإذا أذنت لي وأعطيت مساحة تكفي لغرس نخلة يحرسها ظلك تثق بك، حين ينزل المطر تجعل لها مساراً وخصوصية في الارتواء تطمع بعناقٍ عالٍ..
يا جبل كم على هذه الحياة قصيرة
كم عليك وأنت في صمتك الثبات، كم علينا كتابة نص طويل لا ينتهي
صديقي المرتفع الصبور
«في الحب علينا
أن ندفع بأنفسنا»
أفكر في صمتك هذه السنوات..
ألتقيك بأي اعتذار ولا مبرر لعدم سؤالنا، يظل الحقيقيون أمثالك لا يتكررون في القلب السهل والممتع الذين لا يولدون كل يوم، تنهض ثقيلة ثم تدفعها بكل ثقل إلى الأمام.. الفردية عبءٌ على حاملها.. 

صديقي العملاق
لا تتركهم في أفكارك بعض هؤلاء أحلامهم في الشتاء
لا تقلق نادراً ما نرى الطائرات الورقية تحمل رؤوساً مدببة وتغرسها في الصدر ولا تؤذي، إنما أصواتها مزعجةٌ قليلاً..
أحيي تحملك لهفة الحجارة على صدرك، الشعور الوحيد بالخوف
على تلاشي الحقيقة
على من يضع لنا الحفر ويجعل منا أعمدة عند بوابات الدخول..
أتركك في طمأنينة
عائداً لوضع الأسئلة، علامات..
الغاية الوصول إلى اللحظات الأكثر انزعاجاً وترطيبها بماء المصداقية
الحكاية التي وضعوها أمامك يا جبل لا تزعجك وستظل صورتها تتكاثر

«هنا كانت شجرة، 
هنا كانت مكان
القلب مكاناً آمناً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©