عدد اليوم
د. شريف عرفة
حين يقرر الواحد منا خسارة وزنه، غالباً ما يبحث عن الأنظمة الغذائية الملائمة، أو التدريبات الرياضية المناسبة.. متناسياً أن هناك جانباً شديد الأهمية في عملية خسارة الوزن، وينبغي البحث فيه هو الآخر، وهو الجانب النفسي. كثيراً ما ننفر من الرياضة، أو نقلع عن الدايت لأسباب تتعلق باليأس والملل وضعف الإرادة.. وكلها جوانب نفسية تفوق في تأثيرها فعاليه النظام الغذائي والرياضي.
لهذا السبب اهتم العلماء بدراسة هذا الجانب، وتكشف دراسات عديدة عن عدد من الحيل النفسية التي يمكن ممارستها، للمساعدة بشكل ملحوظ في فقدان الوزن واتباع نمط حياة صحي. إليك بعض منها:
1- اكتب ما تأكله
تسمى هذه الطريقة «المراقبة الذاتية»، وتتلخص في كتابة كل شيء تأكله وتقوم بتدوينه في مفكرة أو في تطبيق علي الهاتف.. بحيث تكون واعياً ومدركاً لما تأكله، ومتى تأكله.. فالبعض يأكل بشكل روتيني دون أن يلاحظ كم الأطعمة التي يتناولها، ورؤية هذه القائمة تمتلئ تدريجياً تردع الإنسان وتجعله أكثر دراية بسبب المشكلة وبالتالي أكثر قدرة على حلها.
2- لا تأكل أثناء فعل شيء
ينصح الباحثون بما يسمى «الأكل اليقظ» أي التركيز في الطعام نفسه أثناء تناوله. فبعض الناس يأكلون وهم يشاهدون التلفاز أو أثناء العمل.. وهذا غير صحي لأن الانشغال في شيء آخر أثناء الأكل يجعل الإنسان لا يتلذذ بالطعام بالقدر الكافي ويأكل كميات أكبر دون أن ينتبه.. كمن يأكل الفيشار في السينما.. وعلى العكس من ذلك، ينصح الباحثون بالتركيز في الطعام والتلذذ بكل لقمة، وبالتالي يشبع أسرع ويكون أكثر وعياً بما يأكل.
3- اخسر المال!
من المفيد دفع المال للاشتراك مع طبيب تخسيس تضطر للالتزام معه وزيارته أسبوعياً لتقييم أدائك.. إلا أن دراسة أجرتها مايو كلينيك في 2013 وجدت أن خسارة المال تلعب دوراً تحفيزياً كذلك!
ففي هذه التجربة طلبوا من مجموعة من الناس أن يتبرعوا بجزء من مالهم كلما أخفقوا في تحقيق هدفهم المنشود في خسارة الوزن والالتزام بالرياضة، فاكتشفوا أنهم خسروا وزنا بالفعل، أكثر من الذين لم يكن لديهم هذا الحافز المالي!
4- الحوار الذاتي
من أكثر فروع علم النفس التي تعاملت مع موضوع الحوار الذاتي علم النفس الرياضي.. حيث يعتبر التحدث مع النفس وسيلة تحفيزية فعالة يلجأ إليها كثير من الأبطال الرياضيين لتحفيز أنفسهم.
في دراسة نشرت مؤخراً في دورية كلينيكال سايكولوجيكال ساينس، وجدوا أن التحدث مع النفس بصيغة الشخص الثاني، أي: أنت، وكأنك تحدث شخصاً آخر، يساعد في التحفيز للالتزام بتناول الطعام الصحي.
5- استمتع بالرحلة
لو كان الهدف هو الوصول لوزن محدد، ما إن تصل لهذا الوزن حتى تشعر بالارتياح والتحرر من الالتزام بهذا الدايت المزعج، وبالتالي، سرعان ما تعود لنمط حياتك القديم. والحل؟ أن يكون نمط الحياة الصحي هو حياتك العادية، وليس الاستثناء!
لا تجعل الميزان هو غايتك النهائية.. بل مارس الرياضة التي تستمتع بها أو أثناء فعل شيء تحبه، كالاستماع للموسيقى أو مشاهدة مسلسلك المفضل.
6- تغيير الهوية الذاتية
يجد الناس مقاومة نفسية في داخلهم، تمنعهم من الالتزام بنمط حياة صحي.. فكلما كان التناقض كبيراً، بين نمط الحياة الصحي ونظرة الإنسان لنفسه زادت صعوبة الأمر.. لا تقل لنفسك وللناس إنك شخص كسول محب للراحة، لأن التدريب وقتها سيكون متناقضاً مع صورتك الذاتية.. بل اقنع نفسك بأنك شخص يريد الاهتمام بصحته ومحب للحياة الصحية، ولا يتبناها مؤقتاً.. صف نفسك في حوارك الذاتي وأمام الناس بأنك رياضي أو محب للطعام الصحي، أو نباتي.. ترديد مثل هذا الكلام يخفف المقاومة النفسية ويخلق دافعاً للالتزام بصورتك أمام نفسك وأمام الناس. إذا كان الذهاب لصالة الألعاب الرياضية مزعجاً، فإن اعتباره معبراً عن شخصيتك وجوانب قوتك، وما هو مهم بالنسبة لك، سيجعلك تغالب هذا الانزعاج وتذهب للتدريب، أكثر من شخص يعتبر الأمر مؤقتاً أو غريباً عنه ولا يعبر عن طبيعته.
7- لا تخسر وحدك
الدعم الاجتماعي مفيد لتحقيق كل الأهداف.. حين تذهب للتدريب مع صديق، تزيد فرص التزامك بالذهاب.. وحين تخسر الوزن مع مجموعة من الأصدقاء، يكون تشجيعهم لك أكبر.
في رسالة دراسات عليا للباحث چينجوين زهانج من جامعة «بنسلفانيا»، قام بتجربة استمرت 13 أسبوعاً لمعرفة العوامل التي تجعل الناس يلتزمون بالرياضة.. فوجد أن تأثير الرسائل التحفيزية المستمرة التي تشجع على التدريب الرياضي «التي تصل المشترك بانتظام عبر الإيميل أو مواقع التواصل..» كانت أقل بكثير من تأثير وجود أصدقاء يذهبون معه لصالة الألعاب الرياضية!
