السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الحناء.. دقّ «المنحاز»

الحناء.. دقّ «المنحاز»
2 سبتمبر 2022 02:42

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

ارتبطت الحناء منذ القدم بالمرأة وزينتها، واستُعملت في التجميل والتداوي، ودخلت أزهارها في صناعة العطور. وفي الإمارات احتلت الحناء مكانة بارزة في الثقافة المحلية والذاكرة الجمعية، وزُرعت شجرتها في البيوت، ورافقت إعدادها عادات وطقوس، تحضر في الأعياد والأفراح والمناسبات السعيدة. 
تحدثت الوالدة غزالة الشامسي عن علاقة أهل الإمارات بالحناء كموروث شعبي تناقلته الأجيال وحافظت عليه، موضحة، أنها كانت تُصنع بطريق طبيعية ومستدامة، تقبل عليها النساء في مختلف المناسبات السعيدة، وترافقها أجواء خاصة. وذكرت أنها واحدة من أبرز مفردات التراث الإماراتي منذ القدم، حيث حافظت على مكانتها وحضورها على الرغم من التغيرات التي شهدها المجتمع، مشيرة إلى أنها أصبحت تستعمل كوسيلة للزينة فقط بعدما كانت للتداوي، وبات استعمالها يقتصر على النساء بخلاف السابق، حيث كان يستخدمها الرجال.

شجرة محلية
وقالت الشامسي: إن معظم البيوت الإماراتية كانت تُزرع فيها شجرة الحناء دائمة الخضرة وغزيرة التفريع، ويصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار. وبعد الحصول على أوراقها يتم تجفيفها في الشمس، إذ إن فروعها الخضراء تتحول إلى اللون البني عند النضج، وتتميز بأزهارها الصغيرة البيضاء ذات الرائحة العطرية القوية، وهي شجرة تتحمل درجات حرارة عالية وتتناسب مع البيئة المحلية.

دواء
وأوضحت أن النساء منذ القدم كن يخضبن أيديهن وأرجلهن للزينة، كما استعملنها لعلاج التشققات وتخفيف الشعور بحرارة الأرض عند المشي على الرمال، وتخفيف آلام الرأس والعيون. وكان الأوائل يعتقدون أنها من أسباب صحة العيون، وكانوا يضعونها على باطن الأرض كعازل للحرارة في فصل الصيف. وكان من الشائع أيضاً في الماضي أن يضعها الرجال على باطن أقدامهم أو راحة أيديهم، ومع مرور الزمن تراجعت هذه العادة.

خطوات التجهيز
وذكرت غزالة الشامسي أن المرأة قديماً كانت تصنع الحناء بنفسها، وتركز لونها ليصبح داكناً بإضافة مواد طبيعية، بحيث تجفف الأوراق وتدقها في المنحاز لتحصل على مسحوق ناعم، ثم يُدق الليمون «اللومي» الأسود وتغلي مسحوقه على الحطب بعد إضافة قليل من الماء عليه. وتستعمل هذه العصارة لخلط مسحوق الحناء، وبعد أن يرتاح المعجون لمدة ساعتين أو أكثر، يتم استعماله لتزيين اليدين والقدمين، وفي حال استخدام الحناء لتقوية الشعر لا تُضاف عصارة الليمون.

إبداع
تميزت النساء قديماً بالتخضيب بالحناء، وابتكرن نقشات جميلة مستوحاة من التراث  من أشهرها، «الغمسة» و«القصة» و«الشراع» و«الروايب» و«التيلة» و«الكازوا» و«أبوالبيطان» و«الجوتي».

طقوس
تُعتبر الحناء رمزاً لعناية المرأة بجمالها، وهي شكل قديم من أشكال الزينة، ولاسيما ضمن طقوس تجهيز العروس في السابق، حيث عُرفت بأشكال وألوان متنوعة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©