عدد اليوم
خولة علي (دبي)
نجول في «مجمع المتاحف» بسوق المرفأ في جزر ديرة بدبي، الذي يضم 10 ملايين قطعة تراثية وتاريخية نادرة، ونستعرض أهميتها وكيف وزِّعت وصنِّفت وفقاً لوظائفها إلى 50 مقصورة. وهي نتاج بحث استمر لأكثر من 25 عاماً قام به مؤسِّس المتحف ناصر سليمان، الشغوف بكل ما له علاقة بثقافة الشعوب. وجاءت هذه الخطوة لرغبته في الكشف عن كنوز تاريخية ومشاركتها مع الزوار.
يهدف ناصر سليمان من خلال فتح أبواب «مجمع المتاحف» إلى تثقيف الزوار للتعرف على تراث الإمارات الغني، والتطورات التي شهدها في الخمسين سنة الماضية. والمتحف بما فيه من مقتنيات ومشاهد يختصر سنوات طويلة في رحلة تستغرق بضع ساعات، ليقدم عرضاً مفصلاً عن أقسامه المتنوعة.
ويقول: من خلال أسفاري إلى دول عدة، كنت أتعمق في تراثها وفهم ثقافة شعوبها وعلاقاتهم الاجتماعية وطقوسهم الحياتية التي تعكسها أدواتهم، وأسعى لاقتنائها لأضمها إلى مجموعتي في المتحف. والسفر بالنسبة لي فيه من العلوم والمعرفة والتعرف على خبرات الآخرين، إلى جانب الترفيه.
تنشيط السياحة
ويؤكد سليمان على دور المتاحف في تنشيط الحركة السياحية، حيث يقبل عليها الكثير من الباحثين والمهتمين للاطلاع على تاريخ المنطقة وتطورها، بالإضافة إلى أهميتها في تنشيط الحس الوطني، والتعريف بالتراث المحلي. ويقول: زيارة هذا النوع من المتاحف ينمي مشاعر الاعتزاز والفخر والانتماء، ويوفر بيئة تعليمية ذات قيمة، ما يسهل على الأجيال قراءة تراث المنطقة وحضارتها من خلال ما تعرضه من مقتنيات وأدوات وأجهزة تصف واقع العيش قديماً، ومدى تفاعل الأفراد مع هذه الأدوات التي سهّلت عليهم ظروف الحياة الصعبة آنذاك.
أقسام المتاحف
ينقسم «مجمع المتاحف» إلى 50 متحفاً، انسجاماً مع الخمسين عاماً من عمر الاتحاد، ويكشف عن تاريخ الدولة وتطورها. ويضم قسماً مخصصاً لعرض لوحات ترخيص السيارات القديمة ومعدات الاتصال والهواتف والمذياع، وقسماً يعرض فيه أنواعاً من القهوة والشاي وأوني الضيافة النحاسية كالدلال، وقسماً مخصصاً لعرض علاج الطب الشعبي وآلات الحياكة القديمة والهواتف وآلات الطابعة والآلات الموسيقية. ويضم أنواعاً مختلفة من العصي وآلة صنع الآيس كريم، ومتحفاً للعطور والعود، وقسماً مخصصاً للزي الشعبي المحلي من الغترة والعقال، ومجموعة من صناديق التخزين القديمة «المندوس» وحقائب جلدية، وبطاقات قديمة مدفوعة مسبقاً وطوابع بريدية.
عملات معدنية
ويضم «مجمع المتاحف» قسم العملات المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة والمعادن الثمينة الأخرى المستخدمة منذ أكثر من 150 عاماً. ويتوزع فيه الزي العسكري والمدافع العتيقة وحافظات الأسلحة وخراطيش الرصاص، ويمكن أن يتعرف الزائر هنا على مراحل تطور النظام الصحي في قسم تُعرض فيه المعدات الطبية القديمة التي استُخدمت في ستينيات القرن الماضي، بما فيها مجموعة كاملة من الأسرة الطبية، وأجهزة قياس ضغط الدم وسواها. ومن المعروضات مصابيح قديمة، وأدوات الزراعة والنجارة المتعارف عليها قديماً.
المجموعة كاملة
القطع الأثرية والنادرة المعروضة في «مجمع المتاحف» بسوق المرفأ جزء بسيط من مقتنيات سليمان، ومن المقرر أن يتوسع المركز في نهاية شهر سبتمبر لاستيعاب أكبر قدر من مجموعته الكاملة.
