عدد اليوم
فلوريدا (الاتحاد)
لا «نيويورك تايمز» ولا «سي إن إن» ولا «واشنطن بوست».. ولا أي منصة إعلامية أميركية كبرى هي التي بثت الخبر – القنبلة، الخاص بعملية تفتيش مقر الرئيس الأميركي السباق دونالد ترامب في ولاية فلوريدا مساء الاثنين الماضي.
صاحب السبق الصحفي المثير هو بيتر شورشس، وهو صحفي محلي، لا يعتبر نفسه صحفياً محترفاً، مع أنه يدير موقعاً لتغطية القضايا السياسية في ولاية فلوريدا اسمه «فلوريدا بوليتكس». تغلب شورشس على أكبر المؤسسات الصحفية، من خصوم ترامب أو مؤيديه، واستطاع أن يقتنص الـ Scoop خلال مكالمة عادية مع أحد مصادره في فلوريدا.
كان شورشس يثرثر مع المصدر كعادته بين الحين والآخر، ثم قبل أن يغلق الخط، سأله مصدره عما إذا كان عرف آخر الأخبار، قائلاً إنه نما إلى علمه أن المباحث الفيدرالية قامت بتفتيش مقر ترامب لأسباب مجهولة.
وبعد التأكد من مصدر آخر في مقر الرئيس السابق، كتب شورشس تغريدة سريعاً يؤكد فيها قيام رجال المباحث الفيدرالية الأميركية بعملية تفتيش في مقر ترامب «مارا لاغو». ثم أصدر الرئيس السابق بيانا يؤكد فيه صحة الخبر، ثم انقلبت الدنيا رأساً على عقب. ولم تحاول الصحف الكبرى والمنصات الإعلامية الشهيرة سرقة الخبطة الصحفية المهمة من صاحبها.. بل جميعها نسبت الفضل إلى شورشس.
الغريب أنه لم يبادر سريعا بنشر الخبر في موقعه الإلكتروني.. بل سارع ببث التغريدة التي قال فيها: «سكوب - نفذ مكتب التحقيقات الفيدرالي @FBI اليوم مذكرة تفتيش في مارالاغو»، مضيفا أن شخصين أكدا ذلك له. وأضاف «لست متأكدا مما كان يدور حوله أمر التفتيش». ثم ختم التغريدة بقوله «أنا لست مراسلاً قوياً بما يكفي لمطاردة هذا، لكنه حقيقي».
«تويتر» أسرع
يقول شورشس إن موقعه «فلوريدا بوليتكس» كان لديه قصتان جيدتان في هذا اليوم، وكان الصحفيون مشغولين بمتابعة قضايا محلية مهمة.. كما أنه خشي من أن يتسرب الخبر إلى منافسين.. فقرر أن يطلق قنبلته عبر تويتر الساعة 6:30 دقيقة مساء بتوقيت الولايات المتحدة
الآن صار «فلوريدا بوليتكس» أكثر انتشارا وذيوعا. ولابد أنه استقطب خلال الأيام الماضية قراء أكثر انضموا لجمهور عريض بلغ الشهر الماضي 2.3 مليون زائر. ويركز الموقع جهوده على تغطية أخبار السياسة بالولاية المشمسة. والأكثر أهمية أنه سيتم من الآن النظر لخدماته الصحفية بعين التقدير والاهتمام، بعدما كانت تلاحقه في الماضي تهم نشر تغطيات صحفية مقابل إعلانات مدفوعة.
