الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الشغف.. مضر أحياناً!

الشغف.. مضر أحياناً!
6 أغسطس 2022 00:31

د. شريف عرفة

«عليك أن تكون شغوفاً بعملك.. اختر المهنة التي تثير شغفك.. الشغف هو سر النجاح المهني..»، كثيراً ما نسمع مثل هذه العبارات التي تعلي من شأن التعلق العاطفي بالوظيفة، باعتبارها الطريقة الوحيدة للنجاح.. إلا أن هذه الصورة لا تبدو دقيقة لهذه الدرجة، لعدد من الأسباب.

- لا يعتمد عليه!
لو كان الشغف هو الدافع الوحيد للالتزام بالمهام الوظيفية، فهذا الدافع ليس مستقراً. فمهما كانت مهنتك شائقة وممتعة، سيأتي وقت تشعر فيه بالملل أو الضيق أو ضعف الهِمة.. وقتها سيؤثر هذا في عملك وإنجازك. فالكاتب المحترف - مثلاً - هو من يقرر الجلوس على مكتبه بشكل منتظم بغض النظر عن حالته الشعورية، بينما الكاتب الهاوي، يقرر عدم الكتابة إلا لو جاءه الإلهام، الذي قد لا يأتي أبداً فينفد رصيده وينطفئ سريعاً.
كأي حالة وجدانية أخرى، فإن الشغف يذوي أو - على الأقل - لا يبقى على نفس الدرجة من الاتقاد التوهج، خصوصاً لو كان الإنسان يعمل في وظيفته لفترة طويلة. لذلك ينبغي أن تسانده دوافع أخرى غير الاستمتاع بالعمل، كالإحساس بالواجب أو الرغبة في الانتهاء والشعور بالإنجاز..

- قد ينقلب إلى هوس!
حسب دراسة نشرت مؤخراً لباحثين من جامعة دبلن تحمل عنوان «ما الذي يدفع الشغف؟ فحص تجريبي حول تأثير تفاعلات سمات الشخصية وبيئات العمل على شغف العمل»، وجد الباحثان أن الأشخاص أصحاب الشخصية العصابية «سريعي الانفعال والتأثر العاطفي» يصبح شغفهم بالعمل مدمراً لجوانب حياتهم الأخرى، خصوصاً لو كانت مهنتهم غير روتينية تتطلب المغامرة وإثبات الذات.. وتقول الدراسة: إن رغم تفانيهم في العمل، إلا أن شعورهم بالقلق الوظيفي لا يتوقف ولا يرضون عن أنفسهم وأدائهم أبداً.. ما يجعلهم أكثر عرضة للإرهاق والاحتراق النفسي!

- قد يخل بتوازن الحياة/ العمل!
التركيز على جانب واحد في الحياة وإهمال باقي الجوانب - مثل الحياة الاجتماعية والترفيه على سبيل المثال - وصفة مثالية لتقليل السعادة والرضا وإضعاف المناعة النفسية. فالأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة وحدهم لإنجاز العمل - مثل المبرمجين أو المحاسبين - يحتاجون لتعويض ذلك بأنشطة ترفيهية، وكذلك حياة اجتماعية.. حيث تكشف الدراسات أن الصفة الأكثر انتشاراً بين الأشخاص الأكثر سعادة هي وجود علاقات قوية في حياتهم كوسيلة للدعم النفسي.

الشغف الصحي
لهذه الأسباب، يفرق العلماء بين نوعين من الشغف الوظيفي..
- النوع الأول هو «الشغف المهووس» الذي يدمر الحياة الشخصية ويسبب قدراً كبيراً من القلق والتوتر والإنهاك النفسي والجسدي..
- النوع الثاني «الشغف المتناغم» الذي لا يجور على جوانب الحياة الأخرى ويجعل الخص يمارس عمله بحب ويقيه من الاحتراق النفسي.
والآن فكر معي عزيزي القارئ..
أي نوع هو شغفك بعملك؟

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©