الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد العسم يكتب: مشاعر من صندوق البريد

أحمد العسم يكتب: مشاعر من صندوق البريد
31 يوليو 2022 00:21

تختلف بداية الرسائل عن نهايتها. 
الصمت مشاعر في صندوق البريد، والغياب لا شك يقلقنا إذا لم نسنده ونقف بجانبه. السنوات تتقدم ونظرتنا بطيئة، مضمون الرسائل وخط يد المرسل يظل له سحره الخاص. أصدق تعبير حين نبدأ نكتب أشواقاً لا تنتهي. قرأت الشوق في رسائل والدي، رحمه الل،ه التي يرسلها لنا وهو يعمل في ستينيات القرن الماضي في دولة الكويت الشقيقة، يحاول نشر السعادة في قلوبنا، يبشرنا بقدومه القريب ولهفته لنا وأشواقه، يفرحنا وهو بعيد بإرسال كل ما يستطيع لنشتري ملابس العيد ويحوطنا بكل حنان ورحمة بكلام يشرح الخاطر. مشاعر يصورها كأنه يحضننا بدفء الكلام في رسائله.
اشتقت لك يا صندوق البريد، يا حاضن دفء الرسائل، يا حامل أمانينا
صندوق البريد
كلما طرق حامل الرسائل بابنا ابتهل البيت، ارتسمت ابتسامات شكرنا للعزيز الذي حمل بشارة المرسل وأخذ منا الانطباع الأول.
رسائل تُكتب وتُرسل بعناية الروح والقلب يُحمِّل أصحابها أمانة التوصيل بين موجة مرتفعة وغاية نبيلة ويطمئننا الكلام بين سطورها. كلما قرأت الرسالة ازدهرت القلوب وأصبحت ورداً. كم من صمت خرج من صندوق البريد وكم من بريد تأخر وبات في صمت، الرسائل ذات المضمون مليئة ببشائر في الصندوق. الرسائل كلام وهدايا تعيد الأمل في انتظار غائب، ومن ينتظر خبراً سعيداً. تنثر عطراً وتعيد الذكريات.
ويقول الشاعر السعودي يوسف الشريف
«أفتحُ بابَ الحديد
أمني نفسي بسحر ليلى
وخطِّها الحلو الفريد»
كما أطلعني الدكتور حمد بن صراي على بعض نصوص الرسائل ومنها:
«بسم الله الرحمن الرحيم.. حضرة الولد العزيز..... المحترم، وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإن سألتم عنّا فنحن على أحسن حال ولا ينقصنا إلا رؤية وجوهكم الكريمة» وإلى آخر الرسالة من شرح للظروف والأحوال، يبقى الوجد حناناً ينتظره مثلنا.
في صندوق البريد رسالة، «تحية طيبة وبعد»، بعدما أغلق عيسى ظرف الرسالة كتب على ظهرها.. نعود أو لا نعود هي الحياة التي لم تفقد ألوانها الجميلة بعد. نحن نغلق الباب على لا شيء له أهمية وتنتهي العلاقات التي تقف حاجزاً.. عيسى
«اشتقتلك يا صندوق الرسائل
يا حاضن مجد الأسئلة ودفء الحروف
يا أمانينا وانتظارات الغياب
يا أناني اشتقتلك»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©