هاجر الحوسني.. «الحدَّادة»

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

شغفها بالأعمال الثقيلة دفعها لأن تتفرّد بكونها إماراتية تحترف مهنة الحِدادة، متغلِّبة على الكثير من التحديات. فقد تسلّحت بالإرادة والعزيمة، ودخلت مجالاً لطالما كان حكراً على الرجال. وبفعل إصرارها أصبحت منافساً في سوق العمل، وباتت مدرِّبة معتمَدة تنقل خبرتها إلى جيل المستقبل. 
هاجر أحمد الحوسني، بكالوريوس موارد بشرية وإدارة أعمال وموظفة في القطاع الخاص، يلين الحديد بين يديها، حيث نجحت في مهنتها وحققت نجاحات كبيرة وواجهت الصعوبات، ما جعلها أكثر قوة وإصراراً.

وكانت البداية أثناء فترة الحجر التي فرضتها جائحة «كورونا»، حين اكتشفت شغفها بالأعمال اليدوية. كما أن مشاهدتها لأحد البرامج الوثائقية حول لِحام المعدات الثقيلة، كان الشرارة التي أيقظت موهبتها، فبدأت تبحث عن مواد عالمية تسلط الضوء على هذا المجال وتقربها من الأفكار الإبداعية وأحدث التقنيات.
وتُعتبر هاجر الحوسني، أول إماراتية تنال لقب مدرِّبة معتمَدة في مهنة الحِدادة، ولديها خبرة في جمع هياكل السيارات الكلاسيكية التي تتطلب الجهد في فكها وتركيبها. دخلت ميدان الحِدادة ونجحت فيه، وكانت ترتكز على المعرفة المتعلقة بالأعمال اليدوية الضخمة. ولاكتساب تجارب جديدة، وقع اختيارها على مركز لوتاه التقني في دبي، الذي يشتمل على تخصصات متنوعة، مثل النجارة والخياطة والحِدادة. وكان 25 أغسطس عام 2021 أول يوم لها في التدريب. وهو يصادف يوم المرأة الإماراتية.

أخبار ذات صلة

«تريندز» والمعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية يناقشان التعاون البحثي

الإمارات أول دولة تصل مساعداتها إلى خان يونس في غزة

البداية 
لم يكن طريق الحوسني معبَّداً بالورد، بل تخللته العديد من التحديات التي تفرضها طبيعة المهنة، وقد استطاعت بفعل إصرارها فك شيفرة هذه الحرفة الصعبة التي تختلف في الواقع عما كانت تشاهده في القنوات وعلى شبكة الإنترنت. وقد تعرفت على الأدوات، وطريقة تفكيكها وتركيبها، وطريقة ارتداء ملابس خاصة بالعمل وأدوات حماية الوجه والعينين من الأشعة الصادرة عن لِحام الحديد وشرارته المتطايرة.
ولم تقتصر التحديات التي اعترضت الحوسني على طبيعة المهنة، وإنما نظرة الناس لعمل المرأة في هذا المجال، حيث حاول كثيرون ثنيها عن ذلك، لكنها تجاوزت النظرة السلبية، وعملت بإصرار وتسلحت بالإرادة والعزيمة وكلها رغبة في إثبات أن المرأة قادرة على اقتحام أصعب المجالات والنجاح فيها.

فخر 
تشعر هاجر بسعادة غامرة، حين تتعامل مع الصلب وتقوم بإذابته وإعادة تشكيله، وتصنع منه أدوات جميلة وتحفاً فنية، مؤكدة أن المرأة تضفي على الحديد لمسات ناعمة من أحاسيسها لتكون القطعة أنيقة. وتتطلع الحوسني لأن تؤسس ورشة كبيرة خاصة بها لتمكين الفتيات من هذه المهنة وتنفيذ أعمال ضخمة. وتعمل على جلب أحدث التقنيات التي توفر الجهد والوقت، ومنها جهاز يعمل بالليزر.