الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علي يوسف السعد يكتب: دبلن .. أعتذر فلست معجباً

علي يوسف السعد يكتب: دبلن .. أعتذر فلست معجباً
28 يونيو 2022 01:02

عامرة أوروبا بكثير من الأماكن والمدن الرائعة، طبيعة ساحرة وتنوع ثقافي وتاريخ وأمور كثيرة تحملك أن تقف أمامها بكمية من الإعجاب والانبهار، لكن بالطبع هناك استثناءات، والأمر يعتمد على ما تحبه شخصياً، وهنا سأتكلم عن رأيي في هذه المدينة، ويحتمل رأيي الصواب والخطأ بكل تأكيد.
مدينة دبلن عاصمة أيرلندا وهي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في هذا البلد الأوروبي الصغير الواقع شمال غرب القارة، تتوسط المدينة الساحل الشرقي للبلاد فيما يختارها نهر ليفي كمصب له، حيث يسير النهر في وسطها بشكل حالم معطياً لها جمالاً وحياة تحتاجهما، تتوفر الظروف الطبيعية كي تكون مكاناً للانبهار لكن هل هذا يفي؟!.
للأسف لا يفي موقع المدينة وما تزخر به من صفات طبيعية مميزة في إثراء تجربة الذاهب إليها، فأول ما تصطدم به هناك هي الأجواء العامة الكئيبة، إذ تغطي السحب سماء دبلن معظم فترات العام بحيث لا تسنح تلك السحب والغيوم للشمس أن تطل قليلاً على الناس هناك بقليل من الدفء والأنس، اللهم إلا أسبوعاً واحداً ربما في العام، الأمر الذي يجعل استشعار البرودة والأجواء الشتوية حاضراً طوال الوقت حتى في قلب فصل الصيف، وهذا أمر يمكن تجاوزه، لكن انحباس الشمس الدائم وراء قضبان السحب أمر يقبض النفس وتسري به كثير من الكآبة على حالة المقيمين في هذا البلد.
إذا ما سرت في شوارع دبلن ستشعر أنك تسير في متحف مفتوح، فمعظم المباني والبيوت تحكي قصصاً وتاريخاً، وهذا أمر إيجابي جداً، كما أن صغر مساحة المدينة مقارنة بمدن أوروبية أخرى شهيرة مثل لندن أو برلين يجعل من التنقل داخلها أمراً يسيراً وبسيطاً، فمعظم المعالم والوجهات السياحية هنا قريبة من بعضها البعض، لكن إذا احتجت الانتقال إلى موضع بعيد نسبياً من خلال وسائل النقل العام فستصاب بالإحباط من قلة هذه الوسائل وتباعد وصولها، كما أن مواعيدها تنتهي عند الساعة 11:30 مساءً، لذلك ستحتاج إلى البحث عن سيارة أجرة خاصة.
هي مدينة تنام مبكراً فجميع المتاجر والمطاعم تغلق أبوابها بسرعة، ناهيك عن أن العاصمة دبلن تعد واحدة من أغلى مدن أوروبا على الإطلاق، فهي ذات إيجارات مرتفعة، وتكلفة المعيشة العامة، بما في ذلك الطعام والضروريات عالية جداً هي الأخرى مقارنة بالمدن الأوربية المناظرة، وهذا أمر يفاقم الشعور النفسي لدى الزائرين ويجعلهم يقصرون من مُدد البقاء.
أحد الأشياء الأخرى التي يمكن أن تزعجك هناك هو كثرة مشاريع البناء التي لم تُنجز بعد، يبدو معدل الإنجاز ها هنا بطيئاً، مما يعطيك شعوراً بأنك تعيش في بلد قيد الصيانة أو الإنشاء، وهذا يؤثر على حركة السير بالسيارات داخل المدينة، تلك السيارات ذات الوجهة المغايرة لنا في القيادة، وهذا أمر آخر يجعلك تفكر أكثر من مرة قبل القيادة هناك، أو قبل مجرد عبور الشارع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©