عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
ينفرد رجال قبيلة ودابي المنتشر أفرادها في 5 دول أفريقية هي: النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد وأفريقيا الوسطى، ويصل تعداد أفرادها إلى 160 ألف نسمة، بعادات غريبة في الزينة والملابس، الهدف منها نيل رضا فتيات القبيلة كخطوة ضرورية للزواج، تنفيذاً لتقاليد تراثية تمنح الفتاة الحق في اختيار شريك حياتها.
الغريب أن القبيلة تُقيم مهرجاناً سنوياً يُدعى «جيري وول»، ويُعد من أشهر تقاليدها الموروثة في نهاية موسم الأمطار في سبتمبر من كل عام لاختيار الرجل الأكثر أناقة. وفي المهرجان تجتمع عشائر ودابي وتحتفل بالرقص والموسيقى لمدة أسبوع كامل، بينما يقضي الرجال ساعات طويلة لرسم وجوههم وتزيين أجسادهم، حتى يأتي نهاية المهرجان ليقف الرجال في دائرة ويتحركون أمام نساء وفتيات القبيلة للاختيار بينهم للزواج، لأن للمرأة وضعاً خاصاً في القبيلة يتيح لها الزواج من دون سلطة أي شخص آخر.
ويقول أبو بكر ماهامان، رئيس جالية النيجر في مصر، إن ودابي ليست قبيلة، وإنما جزء من قبيلة فولاتا الشهيرة في أفريقيا بكونها تعيش على الترحال لأن أفرادها يعملون في تربية الماشية ويتحركون من مكان لآخر حسب الأمطار والجفاف، موضحاً أن ودابي متواجدة في النيجر ونيجيريا ووسط أفريقيا والكاميرون وغيرها من الدول بأعداد غفيرة.
وأشار لـ «الاتحاد الأسبوعي»، إلى أن تقاليد ودابي هي الحياة بعيداً عن المدن وأفرادها يتميزون باحتفاظهم بعاداتهم القديمة في الحياة كالطعام، خاصة اللبن ومشتقاته وتجفيف القشطة التي يمكن الاحتفاظ بها لعدة أشهر لمساعدتهم خلال السفر والترحال. ولفت أبو بكر إلى أن سيدات ودابي معروفات بارتداء طبق اسمه «كالي باس»، وهو رمز عائلي ثمين يتم الاحتفاظ به من جيل لآخر في كل عائلة.
وحول مهرجان «جيري وول»، أضاف: المهرجان عبارة عن احتفال يُقام سنويا في نهاية موسم الأمطار كون حياتهم مرتبطة بها وبتربية المواشي، مشيراً إلى اجتماع كل مجموعات القبيلة من أي مكان داخل النيجر ودول أخرى كالكاميرون ووسط أفريقيا ونيجيريا وغيرها في إقليم يُدعى «إنجل» بالنيجر، على مدار 3 أيام أو أسبوع.
وخلال هذا الوقت يتأنق الرجال ويتجملون باستخدام مشتقات طبيعية كالأحجار التي يطحنونها كالدقيق، لافتاً إلى أن هناك 3 معايير لاختيار أفضل رجل، وهي: طول القامة وقوة الجسم وبياض العين والأسنان. وبعد الانتهاء من التزين على مدار أيام، يتجمع الرجال ويرقصون رقصة تُدعى «ياكي»، موضحاً أن الرقص يكون بصورة بطيئة ويحرك الرجال أعينهم بشكل غريب مع إظهار أسنانهم وشد أجسادهم ليظهر طولهم وقوتهم، لتختار كل فتاه لنفسها عريساً ليتم بعد المهرجان استكمال مراسم الزفاف بعروض فنية عديدة.
وذكر ماهامان، أنه بعد أسبوع من الاحتفالات واختيار الفتيات لأزواجهن تتحرك القبيلة في مجموعات عائلية تمتلك كل منها أكثر من 100 بقرة بحثاً عن الماء والمراعي ثم يتحركون مرة أخرى.
وحسب رئيس جالية النيجر في مصر تولي الحكومة النيجيرية اهتماماً كبيراً بهذا المهرجان، الذي يحرص على حضوره أعداد غفيرة من السياح من مختلف دول العالم.
