الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عهود الظاهري.. الطبيعة غذاؤها البصري

عهود الظاهري تعشق الألوان (تصوير: علي عبيدو)
14 يونيو 2022 01:25

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تخرجت عهود عادل مكتوم الظاهري حديثاً مهندسة كيمياء في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إلا أن شغفها بالألوان والطبيعة قادها إلى التصوير الفوتوغرافي الذي استحوذ على اهتماماتها، إضافة إلى عشق السفر. وهي تترجم ما تلتقطه عيناها من لوحات فنية تأسر الناظر، وتسعى إلى تأسيس أكاديمية لتدريب عشاق الرسم من الأطفال والشباب.

البيئة المحلية
ارتبطت عهود بفن التشكيل والرسم، منذ أيقنت أن علاقتها وطيدة بالفرشاة التي تلازمها في حلها وترحالها لتوثيق ملامح من الطبيعية وسحرها وما فيها من تفاصيل. وهوايتها تشعرها بالحرية في عالم مفعم بالجمال. تأثرت بالبيئة المحلية التي تتميز بتنوع طبيعتها بين البحر والجبل والواحة والصحراء، وتقول: الطبيعة تعتبر بمثابة الغذاء البصري لي كفنانة تشكيلية، كشكل السماء في فصل الشتاء، حيث يتداخل اللون الزهري بالبرتقالي والبنفسجي.

وبالحديث عن أعمالها، تذكر أنها تبحث عن تجسيد لوحاتها عبر مجموعة من الأفكار التي تحرض المتلقي وتدفعه إلى التساؤل، مؤكدة أن تمسكها بجذورها دفعها إلى تنفيذ أعمال يدوية جسدت العديد من القصص، كارتباطها بالأرض والعادات والتقاليد والطبيعة المحلية. ومن هواياتها، الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والفيديو وإخراج الأفلام، وكرة السلة. 

المدرسة الواقعية
وتذكر الظاهري أن شغفها بالفن يعود إلى تأثرها بالمدرسة الواقعية، قائلة: أرى أنها تتلخص في نقل كل ما تراه العين من مجسمات ومناظر طبيعية وحالات من الواقع نقلاً مطابقاً للأصل بكل تفاصيله. وتتطلب مهارات فنية ممزوجة بالإبداع والابتكار، وهو ما يتشابه مع متطلبات إيجاد حلول كيميائية لبعض المعضلات الهندسية.

وتلفت إلى أن الفن لغة للتعبير عن الحياة من حولنا بطريقة إبداعية بعيدة عن المألوف، فعندما تفقد السيطرة على الواقع، تدع فرشاتك ترسم أفكارك وتُبحِر بعيداً إلى عوالم أخرى لا حدود لها من الجمال والإبداع. وتعتبر أن الهندسة الكيميائية تتضمن جانباً تطبيقياً ملموساً ودقيقاً في المختبرات والأبحاث، ولا سيما في تطبيق المعادلات وتعديلها، وهذا يعطي هامشاً من حرية التصور والتفكير خارج الصندوق في مجال الهندسة وكذلك الفن لأن كليهما يحتاج إلى الموهبة والشغف.

الأنيمي
عندما بدأت ممارسة الفن لأول مرة، أيقنت عهود الظاهري أنه شغفها ويشغل اهتمامها، وتقول: اكتشف والدَي موهبتي عندما كنت في الخامسة من عمري، وقدما لي كل الدعم. كنت أشاهد أفلام الكرتون وأتساءل كيف يتم رسم هذه الشخصيات؟ والفضول جعلني أمسك الورقة والقلم وأبدأ في الرسم وأحاول تقليد «الأنيمي» وألوانها الزاهية وتنوع ملامحها، كما استفدت من عدة ورش تدريبية حتى وصلت لفهم مدارس الفن وأنواعه وأشهر رواده.

وتضيف: اكتشفت تميزي أثناء مشاركتي في معارض المدرسة الفنية في المرحلة الإعدادية والثانوية، وعندها شعرت بأنني فعلاً أسير على الطريق الصحيحة، حين عرضت لوحتين بعمر الـ 15 عاماً، في معرض بفندق قصر الإمارات، ثم تدرجت في الرسم بالرصاص ثم الزيتي وبألوان الباستيل.

البورتريه 
ونظراً لانشغالها بالدراسة الجامعية، توقفت الظاهري عن الرسم لفترة قصيرة، لكن سرعان ما عادت إلى الريشة والألوان وكانت تقتنص الفرصة لحضور المعارض في الدولة، مثل «فن أبوظبي». وقررت بعد التخرج أن تعود إلى ورش العمل الفنية لاستلهام العلم من أهله. وتعتبر الفنان التشكيلي الإماراتي محمد الأستاد الذي يحرص على تشجيع المواهب، من الشخصيات الملهمة والداعمة لها في مسيرتها الفنية.

وتمتلك عهود الظاهري رغبة كبيرة في تطوير موهبتها الفنية، عبر رسم البورتريه وإتقان المدرسة الكلاسيكية والواقعية، والمشاركة في المعارض الفنية والاحتكاك بتجارب فنانين سبقوها في التجربة. وتتطلع إلى تنظيم معرض خاص بها يضم أعمالها ويتميز ببصمتها الخاصة، وأن توسِّس مركزاً متخصصاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©