عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
«اللاقمي»، مادة تُستخرج من قلب أشجار النخيل في الجنوب التونسي والمناطق المنتجة للتمور، وهو عصير طبيعي مذاقه مميّز يقبل عليه الصغار والكبار لما يمنحه من طاقة وفوائد صحية. وتعرف محافظات توزر وقبلي وقابس بإنتاجه نظراً لتوافرها على مهنة توارثها الآباء عن الأجداد، بينهم محمود السدادي الذي يستخرج «اللاقمي» من أشجار توقف إنتاجها، ولا تصلح تمورها للاستهلاك.
خبرة ودقة
ووصف السدادي مهنة «اللقّام» بالشاقة، إذ تتطلب مجهوداً كبيراً وسعة بال وخبرة، مشيراً إلى الدقة في عملية استخراج العصير من قلب النخلة، وكذلك طرق تخزينه حتى يحافظ على طعمه. وأوضح أن عملية الاستخراج العصير يستحسن أن تكون في الصباح الباكر، وتبدأ بتسلّق الشجرة ثم التخلص من الأوراق التي تحوط بلبّ النخلة أو ما يعرف ب «شحمة النخلة»، كما يتم الحفر حولها بواسطة آلة حادة تسمى «الحجّامة»، حتى تبدأ بإفراز قطرات تُجمع في إناء من الفخّار بعد نقلها بواسطة قناة بلاستيكية، مع الحرص على تغطية وسط النخلة بقطعة قماش، ليتم في النهاية الحصول على «اللاقمي» وبيعه بعد تصفيته.
يُبعد الأمراض
وذكر الثمانيني عبد العالي النفطي أنه منذ الصغر يشرب «اللاقمي» ويتناول التمور بحسب مواسمها ولا يشكو من أي أمراض. وقال: ما زلت في صحة جيدة وأمشي كل يوم أكثر من 6 كيلومترات ولا أشعر بالتعب، وأعتقد أن تناول «اللاقمي» والتمور يغذي الجسم جيداً ويبعد الأمراض.
فوائد
أكد الدكتور فؤاد التواتي أن لهذا المشروب منافع ومزايا صحية عديدة، بينها الحماية من الكولسترول وتقوية الأوعية الدموية في الأمعاء والدماغ، والمساهمة بذلك في الحماية من الجلطة الدماغية، فضلاً عن احتوائه على كميات كبيرة من الحديد والألياف وعلى أنواع من البروتين وفيتامين (ج) و(أ). وذكر أن سكريات «اللاقمي» تقاوم الإرهاق والتعب، لكن كثرة تناولها قد تتسبب بالإسهال وآلام البطن، موضحاً أن منافع هذا العصير أكثر بكثير من مضاره بشرط استهلاكه بكميات مقبولة.
