الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سيد النقشبندي.. كروان الإنشاد

سيد النقشبندي.. كروان الإنشاد
21 مايو 2022 01:56

أحمد عاطف (القاهرة) 

«مولاي إني ببابك قد مددت يدي».. كلمات ينشدها سيد النقشبندي في واحدة من أشهر الابتهالات على الإذاعات والقنوات المصرية، ويظهر بشكل خاص في شهر رمضان، حيث تخصص له الإذاعات دقائق قبل أذان المغرب.
تعود أصول صاحب هذا الصوت العذب إلى إحدى قرى محافظة الدقهلية المصرية.. هناك حيث ولد سيد محمد النقشبندي كروان الإنشاد الذي عاش بين 1920 و1976، ورغم قصر المدة التي قضاها في العالم إلا أن صوته لم يغادرنا حتى الآن.

لم يدُم بقاء النقشبندي في الدقهلية كثيراً، وانتقل مع أسرته إلى جنوب الصعيد ليدرس القرآن الكريم وعلومه هناك، ويحفظ الكثير من الأناشيد والابتهالات، فهو ينتمي إلى الطريقة النقشبندية الصوفية، والتي تعود إلى الشيخ بهاء الدين نقشبند.
بدأت مهاراته في الإنشاد تظهر بعد حفظه للكثير من الأبيات الشعرية للإمام البوصيري وابن الفارض وأحمد شوقي، وتولت كتابات المنفلوطي وعباس العقاد إعداده ثقافياً، ليتحول إلى أيقونه في عالم الإنشاد خلال فترة قصيرة.
وانطلق كروان الإنشاد في ترديد الابتهالات والتواشيح وتنقّل بين أشهر المساجد في صعيد مصر والقاهرة، حتى سمعه الإعلامي المصري أحمد فراج وهو ينشد بعض الابتهالات في مسجد الحسين بالقاهرة عام 1966، فطلب منه تسجيل بعض الابتهالات لحلقة تلفزيونية.

وبعد إذاعة الحلقة تساءل الجميع عن هذا الصوت الجديد، وتوالت عليه العروض لتسجيل الابتهالات في الإذاعة المصرية، ودعاه كبار المسؤولين لإحياء الليالي الرمضانية، كما شارك كبار قراء القرآن الكريم في الندوات الدينية وعلى رأسهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد. واشتهر النقشبندي بتقديم الابتهالات في برنامج دعاء، واعتاد المصريون سماع صوته قبل الأذان بدقائق، ليعلن عن اقتراب موعد الإفطار، ومازالت ابتهالاته تذاع حتى الآن في القنوات التلفزيونية في شهر رمضان وفي المناسبات الدينية المختلفة.

وصية السادات تجمع النقشبندي وبليغ 
شهدت حياة النقشبندي واقعة طريفة شهيرة عندما تصادف وجوده في حفل يحضره الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وتصادف أيضاً وجود الملحن الشهير بليغ حمدي، فأمر السادات بأن يجتمع الثنائي النقشبندي وبليغ حمدي في عمل فني ديني.

لم يعجب النقشبندي بالفكرة في البداية، وكان معترضاً على فكرة اجتماع الابتهالات الدينية مع الغناء التقليدي، إلا أن بليغ حمدي أقنعه بأنهما سيقدمان عملاً فنياً يعيش لأكثر من 100 عام، ليقدما معاً ابتهال مولاي الذي يردده المنشدون إلى يومنا هذا.
وبعد مولاي قدم الثنائي 6 ابتهالات أخرى كلها من أداء النقشبندي وألحان بليغ حمدي، وكان مقرراً أن يقدما المزيد إلا أن النقشبندي فاجأ محبيه وجميع المصريين برحيله المفاجئ عام 1979 وعمره لم يتجاوز 55 عاماً من دون أي شكوى صحية.
وتقديراً لجهوده في الارتقاء بعالم الإنشاد الديني في مصر منحه الرئيس الراحل أنور السادات وسام الجمهورية من الدرجة الأولى بعد وفاته بثلاث سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©