عدد اليوم
عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
تمكن باحثون في جامعة يوتا بالولايات المتحدة الأميركية من إعادة إحياء الخلايا العصبية المستشعرة للضوء في عيون المتبرعين بالأعضاء، وأعادوا الاتصال بينهم كجزء من سلسلة من الاكتشافات التي من شأنها إحداث تحول في أبحاث الدماغ والرؤية.
وحسب البحث المنشور في دورية «نيتشر» العلمية يمكن استخدام العملية التي أوضحها الفريق لدراسة الأنسجة العصبية الأخرى في الجهاز العصبي المركزي، بما يمكن أن يساعد الباحثين على تطوير فهم أفضل للأمراض التنكسية العصبية، بما في ذلك أمراض الشبكية المسببة للعمى مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
ويتمثل الأمر في تنقل بلايين الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي المعلومات الحسية كإشارات كهربائية في العين، الخلايا العصبية المتخصصة المعروفة باسم المستقبلات الضوئية تستشعر الضوء.
وللتغلب على التحدي قام الأستاذ المساعد في أبحاث سكريبس آن هانكن الحاصل على دكتوراه في الطب بشراء عيني متبرع بالأعضاء في أقل من 20 دقيقة من وقت الوفاة، بينما قام عالم مركز موران للعيون فرانس فينبرغ بتصميم وحدة نقل خاصة لاستعادة الأكسجين والمواد المغذية الأخرى إلى عيني المتبرع بالأعضاء.
المؤلفة الرئيسة للبحث فاطمة عباس قالت بدورها إنهم تمكنوا من إيقاظ الخلايا المستقبلة للضوء في البقعة البشرية، وهو جزء من شبكية العين مسؤول عن رؤيتنا المركزية وقدرتنا على رؤية التفاصيل الدقيقة واللون في العيون التي تم الحصول عليها لمدة تصل إلى خمس ساعات بعد وفاة المتبرع، استجابت هذه الخلايا للضوء الساطع والأضواء الملونة وحتى ومضات الضوء الخافتة للغاية.
بينما أعادت التجارب الأولية إحياء المستقبلات الضوئية، يبدو أن الخلايا فقدت قدرتها على التواصل مع الخلايا الأخرى في شبكية العين، وحدد الفريق الحرمان من الأكسجين كعامل حاسم يؤدي إلى فقدان الاتصال.
وقام الفريق ببناء جهاز لتحفيز الشبكية وقياس النشاط الكهربائي لخلاياها باستخدام هذا النهج، تمكن من استعادة إشارة كهربائية معينة شوهدت في العيون الحية، «الموجة b»، وهذا هو أول تسجيل للموجة b يتم إجراؤه من شبكية العين المركزية لعيون بشرية بعد الوفاة.
يقول فينبيرج: «لقد تمكنا من جعل خلايا الشبكية تتحدث مع بعضها البعض بالطريقة التي تعمل بها في العين الحية للتوسط في الرؤية البشرية، لقد استعادت الدراسات السابقة نشاطًا كهربائيًا محدودًا للغاية في عيون المتبرعين بالأعضاء، ولكن هذا لم يتحقق أبدًا في البقعة، ولم يحدث أبدًا بالقدر الذي أظهرناه الآن».
وتشير الدراسة إلى أن هذا النهج يمكن أن يقلل تكاليف البحث مقارنة بالاعتماد على النماذج الحيوانية التي تؤدي إلى نتائج لا تنطبق دائمًا على البشر، وبينما تُستخدم الفئران بشكل شائع في أبحاث الرؤية إلا أنها لا تحتوي على بقعة يمكن للباحثين أيضًا اختبار علاجات جديدة محتملة على خلايا العين البشرية العاملة وتسريع تطوير الأدوية.
