الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخه محمد الجابري تكتب: في وداع أغلى الرجال

شيخه محمد الجابري تكتب: في وداع أغلى الرجال
15 مايو 2022 18:12

المشكلة أن الحزن لا يُكتب، لا الأوراق تنطقُ، ولا الحروف تتحدث، الورق لا يترجمنا من الداخل، لا يصف الحرقة التي تفور في الروح، هكذا هو الحزن، عظيمٌ عظيم على فقد أغلى الرجال، القائد الإنسان، رجل الخير والعطاء المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، «طيب الله ثراه»، وأحسن إليه، وجزاه عن كل لحظة اهتمام ومحبة خصنّا بها والعالم معنا خير الجزاء.
الحزن لا يُكتب، لو كان الحزنُ يُكتبُ لأسعفنا، لما تراكم الوجعُ -وجع الرحيل في أعماقنا-، ومآقينا، ولنقل الصورة الحقيقية الصادقة التي تقبض على مشاعرنا وعواطفنا، نحنُ أبناء الإمارات الذين تذوقنا حرقةَ الفقدِ وسوطه القاسي، وشرِبنا ألمَ الفقد عندما غيّب الموت والدنا الحبيب الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان  آل نهيان «طيب الله ثراه» وها هو المشهد يتكرر يقف الرجال ملوّحين بالوداع لشقيقهم الذين يحبّون، ويعرفونَ كم هو يُحبّهم ألم يقول عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة «حفظه الله» «أخي وعضيدي ومُعلّمي» هل من تعبير أصدق وأوجز من ذلك؟، تعبيرٌ حركي تسمع رنّةَ صوتهِ يتسلل إلى روحك، ليستقرّ في قلبك دون استئذان، ليستنطقَ الدمعَ الحارقَ عند مشهد الوداع الأخير.
يتحدث الكثيرون عن شخصية الراحل الغالي فيُلفتك ذاك الحديث الطالع من القلب بمصداقية وعفوية تعودها أبناء الإمارات، فقد اعتاد القادة على أن يستقبلوهم ويستمعوا لهم حيث المجالس المفتوحة التي تهدم الحواجز وتُلغي الفواصل بين القائد وأبنائه، لذا يبكي الإماراتيون قائدهم الاستثنائي، الذي يحملُ في ملامحه طيبة إنسان الإمارات، ووفائه، وبساطته، ورفعته، وتواضعه.
خليفة بن زايد شمسٌ لا تغيب، ذاكرةٌ لا تبرح الذاكرة، وتاريخٌ يشمخ به التاريخ، وأمان يسكن عنده كل قلب وإن غاب. يبقى الأثر الذي تركه عالقاً في أرواحنا، عرفناه منذ بواكير استلام المسؤوليات، قائدا تكشفُ ملامحه الطّيبة الهادئة داخِلَه، يحب الشعب وهو أمر معروف عنه غفر الله له، وأبناؤه يبادلونه حباً بحب، والحقيقة المُطلقةُ في ذلك أننا كأبناء لدولة الإمارات نحب أبناء زايد حبا طبيعيا وبديهيا كحبّنا له، رجل نادر الصّفات والسّمات وهو الذي يُقال عنهُ حقيقة من خلّف ما مات.
يرحل الشيخ خليفة بن زايد ويتوشح وطني بوشاح الحزن، ويجتمع العالم معه على تقدير الراحل الكبير فتُنكّس أعلام ويُعلن الحداد، كل ذلك يحدث لأن القائد العظيم قدّم الكثير الذي تحفظه له الدولُ، وقادتها، والشعوب المخلصة الوفية، فوداعاً يا أغلى الرجال وشمسنا التي لن تغيب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©