الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخه محمد الجابري تكتب: عندما تغيب الفكرة

شيخه محمد الجابري
25 ابريل 2022 00:33

أحياناً لا تحضرك الفكرة، تحاول قدر ما تستطيع استنطاق ذاتك لكنك تواجه بمارد الفراغ الذي يسيطر عليك من كل اتجاه، ماذا تطرح من موضوعات، ما الأفكار التي يمكن أن تلتقطها من الشارع لتنقلها إلى القارئ المتحفز للاطلاع على جديدك كلما حان موعد صدور الصحيفة، وتلك المساحة المخصصة لك التي تبدو كمرآة تعكس من خلالها ما يعتمل في نفسك من أفكار، وما تعبرُ به عن الآخر بشكل أو بآخر من هواجس وهموم.
ترى ما الذي سنتناوله هذا الأسبوع ونحن في شهر رمضان المبارك والصمت فيه عن الكثير محبّبٌ ومطلوب، هل نتحدث عن مسلسلات رمضان على الدقة المحلية والخليجية، أو نروح باتجاه الإنتاج العربي، وبرامج المسابقات، والأخرى برامج المقالب التي لا تظهر إلا في هذا الشهر، الذي يحتاج الناس فيه إلى السكينة والطمأنينة، والهدوء والسلام النفسي الذي هو أهم رسالة في رمضان.
أم تذهب إلى برامج التواصل الاجتماعي وذاك الغث الذي يبثه بعض أصحاب الحسابات الذين يتجاهل بعضهم أننا في شهر فضيل، ومن الواجب بل الإيمان الخالص أن تحترم أيامه، وتؤجل ما لديك من مواد هابطة وتغث العالم إلى ما بعد الشهر الفضيل، الكثير يُقال في هذا الموقع، فأينما اتجهت ببصرك نحو أيٍ من تلك البرامج التواصلية ستجد أن البوصلة قد ضاعت من الكثيرين، وما زال بعض أصحاب الحسابات يقتاتون على النميمة وإشعال الفتن، ودس السم في العسل، مما يخلق التشنجات والعصبيات بين مرتادي تلك البرامج.
الحديث في رمضان له قواعد خاصة، وآداب عظيمة، وله طقوس واعتبارات وأساليب يجهل بعضنا أو يرفض التحدث فيها، لأنه ينظر إلى ذاته وكأنه خارج إطار  هذه الحلقة التي يعتبرونها قيداً بينما هي أسلوب حياة، والحقيقة أن خير من يمثل هذا التجاهل أو الرفض هم كتّاب سيناريوهات المسلسلات الخليجية الذين لا يوفرون كلمة في قاموس اللطم والسب والشتم إلا يضمونها أعمالهم في رمضان.
 من المؤسف أن ما يُقدم على بعض الشاشات مما أسمع من آراء لا يصل إلى أدنى مستوى من طموحات المتابعين والمنتظرين للإنتاج التلفزيوني كل رمضان، ولأني لم أشاهد من أعمال هذا العام سوى عمل واحد هو مسلسل «العاصوف» الذي كسر القاعدة الثلاثينية المطاطة وانتهت حلقاته عند الحلقة العشرين في عمل مُتقن، تجلّت فيه صور إبداعية كثيرة، فإني لا استطيع قراءة ما تم عرضه، ولكن ما وصلني من آراء يؤكد صحة قراري بعدم المتابعة والتفرغ لما هو أهم من صراخ بعض الممثلات، وهمجية أداء بعض الممثلين، فقد اكتفينا من الوجوه والأفكار المكررة كل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©