الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إفطار رمضاني لكل الأديان في «برج لندن»

إفطار رمضاني لكل الأديان في «برج لندن»
12 ابريل 2022 13:17

دينا محمود (لندن)

عندما شُيّد برج لندن على الضفة الشمالية لنهر التَيمز قبل أكثر من 950 عاماً، لم يكن من أقاموا هذا الصرح، يتصورون أنه سيحتضن يوماً إفطاراً فريداً من نوعه، يتجاور فيه كبار رجال الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي في بريطانيا.فتاريخ هذا البرج، الذي كان في الأصل من بين القلاع الحصينة التي يُناط بها الدفاع عن لندن، وشَكَلَّ في بعض الفترات مقراً لإقامة ملوك بريطانيا، يشهد على أنه استُخدِمَ لسنوات طويلة كسجن. لكن هذا المبنى العتيق، الذي طرأت عليه تغييرات معمارية عدة في القرنين الأوليْن من عمره قبل أن يستقر على شكله الحالي منذ أواخر القرن الثالث عشر، استضاف خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الحالي، إفطاراً جماعياً، كان من بين حضوره حمد محمود إمام مسجد فينسبري بارك في شمال لندن، والكاردينال فينسنت نيكولز رئيس أساقفة وستمنستر، وكذلك كبير حاخامات بريطانيا إفرايم ميرفس. الإفطار الرمضاني، هو الأول من نوعه في تاريخ «برج لندن»، منذ تشييده أواخر عام 1066، خلال حقبة الغزو النورماندي لإنجلترا، ونظمته مؤسسة «ناز ليجاسي» الخيرية، التي تأسست قبل 10 سنوات، لمساعدة الشبان المنتمين للأقليات المقيمة في المملكة المتحدة، ومن ينحدرون منهم من خلفيات محرومة من الفرص، التي ينعم بها بقية مواطني البلاد. لذا لم يكن مستغرباً، أن يكون من بين حضور حفل الإفطار السنوي، الذي أدى تفشي وباء «كورونا» لتعثر جهود إقامته منذ عامين، 100 شاب لندني، تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما، وينتمون لمختلف الأديان والمذاهب. وفي تغريدة على حسابه على موقع تويتر، وصف عمدة لندن صادق خان، الذي حضر هذه الفعالية، حفل الإفطار بأنه يمثل «أمسية خاصة بحق، اجتمع فيها الناس من مختلف الأديان والأعمار والخلفيات معاً» في تلك القلعة التاريخية، التي احتوت بين جنباتها في بعض الحقب كنوز العائلة المالكة في بريطانيا، وشَكَلَّت أحيانا منطلقا لمواكب تتويجهم. وقال خان، وهو مسلم من أصل باكستاني، إن من شاركوا في هذا الحدث «صنعوا التاريخ بإفطارهم للمرة الأولى في التاريخ في (برج لندن)»، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تشكل «تذكيراً قوياً بأن لندن مدينة منفتحة، وهو ما يجعلني فخوراً لكوني من سكانها». أما الكاردينال نيكولز، وهو أبرز رجال الدين الكاثوليك في إنجلترا وويلز، فعبر بدوره عن سعادته، بأن يكون جزءاً من هذا التجمع، الذي ضم ممثلي الأديان السماوية الثلاثة، معتبراً أن ذلك الحدث مَثَلَّ «تعبيراً حقيقياً عن الدعوة إلى عبادة الله». ونقل موقع «إندبندنت كاثوليك نيوز» الإلكتروني عن نيكولز قوله، إن الالتقاء في هذه الفترة التي تتزامن فيها مواعيد صيام المسلمين والمسيحيين واليهود، يشكل نعمة من الله، بعد عامين من القيود التي فُرِضَت للحد من انتشار «كوفيد- 19» في المملكة المتحدة، وجعلت من المتعذر تنظيم مثل هذه التجمعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©