الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تواجه مخاوفك؟

كيف تواجه مخاوفك؟
5 مارس 2022 01:47

د. شريف عرفة

لدى كل واحد منا مخاوف متنوعة الأشكال والأحجام والمقدار.. هناك من يخاف الفشل، أو الإفلاس، أو الغد.. وهناك مخاوف منطقية، وفوبيا لا عقلانية.. مخاوف خافتة تجعلنا أكثر حذراً، ومخاوف عارمة تعيق الحياة وتجعلها لا تطاق.. فما الذي تخشاه؟
هناك قدر طبيعي من الخوف يدعونا للتريث قبل وضع كل أموالنا في مشروع غير مضمون.. أو يدفعنا لإمساك أيدي أطفالنا عند عبور الطريق.. الحذر مفيد بالطبع.. لكن حين تزيد المخاوف لدرجة تعيق الحياة، عندها يمكننا التدخل لإدارة هذا الشعور، وهناك أساليب متنوعة يذكرها روب ويلسون، ورينا برانش في كتابهما «العلاج المعرفي السلوكي للمبتدئين» للقيام بذلك.. منها:

ضبط اتجاه التفكير
إذا كان لديك أي نوع من مشاكل القلق، فمن المحتمل أنك تقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن الأشياء السيئة التي قد تحدث لك أو لأحبائك. كلما ركزت انتباهك على الأحداث السلبية وقلقك من وجود أشياء سيئة على وشك الحدوث، زاد احتمال تصديقك أنها ستحدث بالفعل! هنا تكمن المشكلة في المبالغة في تقدير احتمالية حدوث أشياء سيئة. لذا، اضبط تفكيرك بشكل أكثر توازناً. يشبه هذا ركوب الدراجة مع تحريك المقود تجاه اليسار بشكل دائم.. - للتوجيه بشكل مستقيم، تحتاج إلى سحب المقود إلى اليمين، وإلاّ ستستمر في الانحراف إلى اليسار. بالمثل: إذا كنت تميل دائماً إلى تخيل الأسوأ، فقم بتصويب تفكيرك من خلال الافتراض عمداً أن الأمور من المحتمل أن تكون على ما يرام.

المواجهة التدريجية
تجنّب التعرض للأشياء التي تثير مخاوفنا، يرسخ هذا الخوف في أعماقنا أكثر.. بينما التعرض لها بشكل تدريجي، يجعلنا نألفها ونطرد عنها المشاعر السلبية التي كانت محيطة بها.. لذلك يستخدم الأطباء تقنية «التعرض المتدرج» لعلاج المخاوف المرضية.. فالشخص الذي يخاف من الكلاب - مثلاً - عليه أن يبدأ بمشاهدة صور كلاب ويعتاد النظر إليها.. من يخاف من الطائرات، عليه أن يرتدي نظارة الواقع الافتراضي ليرى نفسه في طائرة كي يألف هذا الموقف.. ومن يخاف السباحة عليه أن يبدأ بالجلوس وتبليل قدميه في حمام السباحة كي يعتاد على الماء، لا أن يهرب منه ويتجاهله تماماً.. فهذا لن يجعل مخاوفه تختفي. المهم أن تبدأ بخطوات بسيطة تزداد صعوبتها تدريجياً.. من الطبيعي أن تشعر بقلق طفيف يمكن احتماله مع كل خطوة، لكنه سيقل مع التكرار.
حين تواجه ما تخاف منه تدريجياً، ستكتشف أنه لم يكن مخيفاً بالأساس.. وأن الخوف شعور داخلي نابع من عقولنا، لا من الشيء نفسه.. بدليل أن البعض لا يخافه أصلاً!
تشير الدراسات إلى أنك كلما تعرضت لمخاوفك أكثر «حتى في خيالك أو في الواقع الافتراضي..» قلّ خوفك منها.

تفاصيل الحياة
يقول الباحث النفسي روب ويلسون، إن القلق حين يكون شعوراً عاماً بلا سبب محدد، عندها حاول إبعاده عن ذهنك، واستغرق في أداء مهامك اليومية العادية لأن هذا كفيل بجعل القلق يحترق من تلقاء نفسه. قل لنفسك «لا يزال بإمكاني العمل والقيام بما يجب القيام به في اليوم حتى مع الشعور بالقلق».. وستجد أن كلما قل تركيزك عليه، قل شعور عقلك بأن لديه مشكلة ما يجب حلها، مما يجعل القلق يتناقص تدريجياً.
فلا تجعل القلق يشلّ حياتك، بل انغمس فيها وستجده يختفي ويتبدد تدريجياً.

طلب المساعدة
تقنيات مثل التعرض المتدرج قد تحتاج إلى ممارستها تحت إشراف معالج متخصص، إذا كان الأمر يتعلق بالفوبيا «الخوف المرضي».. لو كان الخوف من شيء ما غير مبرر ومستمر لوقت طويل يعيق ممارسة الإنسان لحياته الطبيعية، فينبغي له طلب المساعدة من المتخصصين لأن هناك حلولاً أُخرى تتطلب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©