عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
«الحلوى العمُانية» التي حافظت على مكانتها وأصالتها، هي واحدة من أبرز الموروثات الشعبية الحاضرة في مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة، حيث تتوفر نكهاتها اللذيذة لتثري أجواء الضيافة أمام الزوار. وهنا يمكنهم متابعة طريقة تحضيرها منذ البداية، والاطلاع على مكوناتها من المواد الطبيعية بلا إضافات أو أصباغ.
تحريك مستمر
وذكر أحمد الحبسي المشارك في كشك «الحبسي لصناعة الحلوى» الذي يعمل بصمت وهو يُعد الحلوى في قدر نحاسي تفوح منه رائحة الهيل والزعفران وماء الورد، أن صناعة «الحلوى العُمانية» ليست بالسهولة التي قد تبدو عليها. وقال: تجهيزها يحتاج إلى 3 ساعات على الأقل من التحريك المستمر، الذي يعتبر شرطاً أساسياً لنجاحها منعاً من التصاق النشا في القدر، ولتحقيق النتيجة المرضية. وكخطوة أولى، توضع القدور النحاسية الضخمة على النار، ثم يصب الماء والسكر والمكوّنات الأخرى قبل أن يبدأ التقليب بمغارف طويلة، وأخيراً تضاف النكهات، مثل الزعفران الممزوج بماء الورد مع المكسّرات، الهيل، السمن البلدي، العسل، والنشا العماني المميز.
لمس وتذوّق
وأوضح الحبسي أن عملية تصنيع «الحلوى العُمانية» أصبحت جزءاً من عادات وتقاليد السلطنة في العقود الأخيرة، قائلاً: هي جزء من تاريخنا وأصالتنا العُمانية القديمة، وقد ورثناها عن أجدادنا، وسمعنا منهم أنها تعود إلى أكثر من 100 عام. وذكر كل محافظة من محافظات السلطنة تعرف بالحلوى المميزة فيها، والسكان يستطيعون أن يفرِّقوا بين أنواع الحلوى بمجرد لمسها أو تذوقها أو شمها، حيث تتميز بعض المناطق بشيء من الخصوصية، مثل الحلوى النزوانية وحلوى الحمراء ونخل وبركاء ومسقط. ويضاف إليها سمن البقر البلدي والنشا والسكر الأبيض والأحمر.
ورق الموز
وقال حسين عبدالله الذي يزور المهرجان برفقة أسرته، إنه في كل زيارة لا بد أن يمر على كشك الحلوى العُمانية لمشاهدة طريقة تحضيرها وشراء مجموعة من قوالبها التي تباع بأطباق جميلة إما من ورق الموز أو السعف، ويحرص على توزيعها على الأهل والأصدقاء.
ولا تستغني الزائرة عائشة آل علي عن «الحلوى العُمانية» بأحجامها المختلفة وخصوصاً «الميني»، التي يتفنن معدوها باستخدام المواد الأصلية عالية الجودة. وترى أن طعم الحلوى العُمانية لا يقاوم، ولا سيما إذا تم تقديمها كطبق ساخن.
انتشار واسع
تحضر «الحلوى العُمانية» في المناسبات الاجتماعية والوطنية والأعياد والاحتفالات، وتقبل عليها مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، بعدما حققت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة بفضل مشاركتها في المهرجانات والفعاليات الدولية مثل مهرجان الشيخ زايد.
وجهة الزوار
يشكل كشك «الحلوى العُمانية»، وجهة لمعظم زوار مهرجان الشيخ زايد الذين اعتادوا التزود منه، وذلك لجودة تحضيره للحلوى بطرق مختلفة وبمكونات صحية، فضلاً عن تميزه بالرائحة الزكية التي تفوح من السلطانية والسعيدية والحلوى بالعسل والزعفران.
