الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«مؤسسة خليفة الإنسانية».. رسالة تواصل بين الأجيال

توافد المهتمين للاطلاع على الجناح
24 نوفمبر 2021 01:35

هناء الحمادي (أبوظبي) 

تولي مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مهرجان الشيخ زايد اهتماماً كبيراً، حيث تعد شريكاً استراتيجياً متميزاً وداعماً بارزاً لنجاح دوراته، وذلك لإيمانها الكامل بأن الحدث فرصة مهمة للتلاقي بين مختلف ثقافات الدول المشاركة، وجسراً بين الماضي والحاضر والمستقبل. وتسعى المؤسسة من خلال مشاركاتها إلى تعزيز شعار المهرجان «الإمارات ملتقى الحضارات»، كما تحرص على دعم الأسر المنتجة، وإظهار قيم التراث الشعبي الإماراتي والحفاظ على الحرف اليدوية المتوارثة، مثل المشغولات اليدوية، كنسج التلي والسدو وسف الخوص والبخور والأكلات الشعبية، وسواها الكثير لتبقى مستمرة عبر الأجيال.

  • الجناح يجذب الصغار والكبار
    الجناح يجذب الصغار والكبار

يتصدر «المتحف» جناح المؤسسة، وهو متحف الإنجازات، ويعد نقطة مهمة لزوار المهرجان، ويتم من خلاله عرض معلومات وأرقام وإحصائيات وأفلام فيديو رقمية حول مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وأنشطتها المحلية والعالمية، لاسيما في مجالي الصحة والتعليم، كما يسلط الضوء على أهم المشاريع الإغاثية والتنموية التي نفذتها خلال عام 2021، ووصلت إلى أكثر من 90 دولة حول العالم. 

حضارات 
وتحدث محمد حاجي الخوري المدير العام للمؤسسة عن المشاركة في مهرجان الشيخ زايد 2021، قائلاً: يأتي حضور مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية كشريك استراتيجي للمهرجان، لإيمانها بأنه يمثل رسالة مهمة في التواصل بين الأجيال والتعرف على الماضي العريق لدولتنا الغالية، وفرصة للتعرف على حضارات وثقافات وتقاليد وتراث عدد كبير من الدول المشاركة، بحيث يعد من أهم الفعاليات التي تقام على أرض الوطن.
وأضاف: بلغ عدد الأسر المواطنة المشاركة في مهرجان الشيخ زايد، من خلال جناح المؤسسة «سوق الوثبة»، إلى 92 أسرة تعرض مختلف الصناعات التي تتقنها مع تراكم الخبرات لديها، بحيث أصبحت تمزج التراث بلمحات عصرية وتستقطب الكثير من الزوار. وتوفر المؤسسة 39 منسقاً ومنسقة لضمان راحة العارضين والزوار.

بيئة واقعية
وعن مبادرة «الأسر المواطنة» التي أطلقتها المؤسسة عام 2010، أكد الخوري الحرص على دعم المشاريع الخاصة الصغيرة والمتوسطة لتلك الأسر وتوفير منصات مهمة لعرض ما تنتجه مثل الأشغال التراثية، الدلال والأواني، الدخون والعطور، الملابس والأكسسوارات والشيل والعباءات، البهارات والقهوة العربية، التمور والمنتجات الطبيعية وأطقم الضيافة والرسم على الدلال.
وذكر أن مشاركة الأسر المواطنة في المهرجان تشكل نقطة تحول في مسيرة المبادرة، بحيث تسعى المؤسسة دائماً إلى تطويرها وتوسيع نطاقها.

  • محمد الخوري
    محمد الخوري

وقال: تحرص المؤسسة سنوياً على توفير بيئة واقعية تستعرض فيها الأسر المواطنة إبداعاتها في الأشغال التراثية، كما تنظم مسابقة للأكلات الشعبية، مع لجنة تحكيم من 11 سيدة متخصصة بكل صنف، وترصد لها جوائز نقدية. كما توفر المؤسسة مسرحاً يعرض مختلف الفنون الإماراتية، ومرسماً حراً للأطفال لتنمية مهاراتهم والتعبير عن حبهم وولائهم للوطن.

ورشة تراثية 
خلال تجول الزائر في جناح مؤسسة خليفة الإنسانية، غالباً ما يدفع به شغف المعرفة إلى اكتشاف «الورشة التراثية» التي تضم مجموعة من الأمهات الخبيرات في الأشغال اليدوية التراثية، واللاتي يبدعن فيها ويشاركن عبرها سنوياً في مهرجان الشيخ زايد، كرسائل تراثية للأجيال المقبلة للحفاظ على التراث. 

  • سلامة المنصوري تغزل الصوف
    سلامة المنصوري تغزل الصوف

غزل الصوف
غزل الصوف من المهن التي مارستها الجدات، تعكس صورة صادقة عن جهود التكيف مع البيئة الصحراوية، وحسن استثمار مواردها الطبيعية وتطويعها، وتظهر المهارات الذهنية واليدوية التي اكتسبنها خلال ممارسة العمل الحرفي.
من داخل «الورشة التراثية» تجلس سلامة المنصوري حيث تغزل الصوف بكل شغف وحرفية وصبر، قائلة: إن حياكة الصوف ووبر الأغنام والإبل، حرفة وصناعة أصيلة، استمدت مكانتها مما وفرته البيئة قديماً. أما الأصباغ المستعملة فكانت تستخرج من أعشاب الصحراء، وكنا نصنع أدوات الإنتاج بأنفسنا، ونزين منسوجاتنا بأشكال وزخارف تعكس واقع البيئة الجغرافية التي تعيشها البادية.

وأكدت أن المرأة قديماً كانت تسجل حضوراً كبيراً في عملها بالحرف اليدوية، وتسهم من خلاله في توفير لقمة العيش مع زوجها، حيث ظهر دورها في العديد من الأعمال اليدوية، وفي مقدمتها حياكة الصوف والسدو. وكانت البنات يجتمعن أثناء الحياكة ويرددن الأهازيج التي تحث هممهن ويقطعن بها الوقت الذي يستغرقنه في أعمال النسيج التي تمتد أحياناً من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس. وكان يستخدم «المغزل» في عمل السدو لغزل الخيوط، ثم لفها وتمديدها، وأخيراً «سدوها».

نسيج التلي 
التلي نسيج تشتغله المرأة الإماراتية لتزين به أكمام أثوابها، فيزيد من جمالها بدقة صنعه وتعدد ألوانه البراقة.
وذكرت طماعة راشد الظاهري المشاركة في «الورشة التراثية»، ولديها خبرة طويلة في هذه الحرفة أن التلي يحتاج إلى نسج 6 بكرات من خيوط «الهدوب» الملونة، وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبت بإبرة صغيرة على «مخدة الكاجوجة». و«الكاجوجة» مخدة قطن بيضاوية يثبت عليها التلي، وتساعد في تثبيت الخيوط ونسجها بدقة، وتسمح بمشاهدة مراحل الحياكة، وكيف يظهر فيها نسيج الخيوط الملونة.

  •  طماعة الظاهري تحيك التلي
    طماعة الظاهري تحيك التلي

وقالت: تبدأ الصناعة باختيار شريط التلي الذي قد يتجاوز طوله 10 أمتار، وتختلف أسعاره حسب الجهد المبذول فيه، وأنواع الخيوط، والزخارف المنسوجة، كما تختلف أنواع التلي أو سروال «البادلة» حسب الحجم، وحجم الخيوط والزخارف.
وذكرت أن الزوار من جنسيات مختلفة، وكذلك فتيات الجيل الجديد، يقبلون على تعلم حرفة التلي بكل شغف، وهي الرسالة المطلوبة للحفاظ على التراث والحرفة التقليدية التي لا تزال صامدة، على الرغم من التغيرات السريعة.

  • الزوار داخل المتحف
    الزوار داخل المتحف

قرض البرقع 
يشكل البرقع الإماراتي غطاء الوجه، وهو ملمح يحمل الكثير من المعاني بحجمه ولونه وتفاصيله الدقيقة، وكان جزءاً من زينة وحشمة المرأة الإماراتية قديماً، ومازالت كبيرات السن يحتفظن بذلك الإرث الثقافي بارتدائهن البرقع، وهو ما قد يفسر صمود مهنة «قرض البراقع» حية حتى يومنا. محنة سالم الشامسي تقوم بقرض البرقع، وأصابعها مخضبة بـ «النيل»، تحوكه بالخيط والإبرة قائلة: تعد حرفة قرض البراقع من أبرز الحرف التراثية التقليدية التي مازالت تمارسها حرفيات، بالرغم من تراجع الإقبال على البرقع، واقتصار ارتدائه على «حريم أول».

وذكرت أن البرقع يعد من أهم مكونات الأزياء الشعبية، ومن أدوات الزينة عند النساء قديماً، إذ كان لزاماً عليهن تغطية وجوههن عند البلوغ أو عقد القران، وذلك بهدف الوقار والستر، مشيرة إلى أن برقع الفتاة يتميز بأنه ذهبي اللون مائل إلى الأصفر اللامع، وفتحتا العينين فيه واسعتان، أما برقع كبيرات السن فتضيق فيه فتحة العين، وتتسع مساحته لتغطي الوجه، ولونه بنفسجي مائل إلى الأحمر اللامع. وأوضحت أن «السيف» يفصل بين فتحتي العينين، وهو عصا خفيفة بشكل مستطيل توضع في وسط البرقع لتثبيته.  وتستخدم في حياكته الإبرة والخيط العادي، وخيط «شبق»، لتثبيته على الرأس، ولونه إما أحمر أو فضي، استخدم الذهبي حديثاً.

  • من داخل متحف مؤسسة خليفة الإنسانية (تصوير: عادل النعيمي)
    من داخل متحف مؤسسة خليفة الإنسانية (تصوير: عادل النعيمي)

إنجازات دولية 
حققت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الكثير من الإنجازات داخل وخارج الدولة بينها:

 2017 
افتتاح مبنى الشيخ زايد ومعهد الشيخ خليفة، ومركز حمد بن زايد لعلاج السرطان في مركز إم دي أندرسون.

 2018
 افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في سيشل، ويشمل أقسام النساء والطوارئ والأطفال.

 2019
 افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة ماري في تركمانستان.

 2020
 تقديم 90 طناً من المساعدات عبارة عن أدوية ومواد غذائية لمتضرري الإعصار في جزر القمر.

 2021
 افتتاح مستشفيين في جمهورية أرض الصومال، الأول بسعة 40 سريراً في مدينة بربرة، والثاني متخصص للنساء والولادة بسعة 40 سريراً في مدينة برو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©