الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

خليفة المرزوعي.. الغوص حتى 109 أمتار

خليفة المرزوعي.. الغوص حتى 109 أمتار
15 أكتوبر 2021 01:35

خولة علي (دبي) 

نحو تجربة محفوفة بالتحديات، يستعد المستكشف خليفة المزروعي المعروف بمغامراته المحلية والعالمية، والذي أثبت تفوّقه في الكثير من الرحلات إلى أعماق البحار وباطن الأرض وكهوفها، للغوص باتجاه الغواصة الألمانية الغارقة على عمق 109 أمتار قبالة ساحل الفجيرة منذ الحرب العالمية الثانية. وبالرغم من خطورة المغامرة، إلّا أن الحادثة لم تثنِه عن رغبته في المضي قدماً بالاستكشاف. وذكر أن الرحلة ستنطلق قريباً بفريق عمل مجهّز وفق معايير عالمية، بحيث يقوم كل بدوره بداية من طاقم السفينة إلى المسعفين والمصوِّرين والمسؤولين عن توفير الأكسجين لأعماق محدَّدة، وسيرافقه في هذه الرحلة الغوّاص اللبناني سيمون نديم صاحب الخبرة الطويلة في مجال الغوص.

6 سنوات أمضاها خليفة المرزوعي في التدريب على هذه المغامرة التي يراها خطوة مهمة نحو توثيق حدث تاريخي مرّت به المنطقة قبالة سواحل الإمارات، ويؤكد أن هذا التحدي جزء من حياته، ويمثِّل رغبته الدائمة في الكشف عن مواقع مجهولة لم تُستكشف بعد، وهو بمثابة حلم يراوده منذ الصغر لمعرفة حقيقة هذه الغواصة الألمانية التي تنتمي إلى الحقبة النازية، والتي قطعت أميالاً لتصل إلى هذا الجزء من العالم، بكل ما تحمله على متنها من مقتنيات وآثار للجنود الذين لقوا حتفهم فيها. 
وعن حادثة غرق الغواصة، أشار المزروعي إلى أن أحد المؤرِّخين ذكر أنه في 26 أكتوبر 1943 أقلعت قاذفة تابعة لسلاح الجو البريطاني من مطار الشارقة، في دورية روتينية على الساحل، فاتّجه قائد الطائرة نحو ساحل الفجيرة المطلّ على خليج عمان، ليلاحظ وجود غواصة ألمانية من الحقبة النازية على بعد كيلومترات من الساحل. أرسل قائد الطائرة 4 قذائف نحو الغواصة فأُصيبت بها وغرقت في المكان نفسه، وكان على متنها 53 بحاراً غرقوا جميعهم ونجا واحد فقط بقي يطفو بدون سترة نجاة لمدة 28 ساعة حتى تم إنقاذه بالقرب من ساحل خورفكان.

وأوضح أن الغواصة من فئة U-533، وهي عبارة عن U-Boat نازية النوع IXC/40، تم تشغيلها خلال الحرب العالمية الثانية بين 15 أبريل و16 أكتوبر 1943، وكانت قد أُطلقت لأوّل مرة في 11 سبتمبر 1942 بطاقم مكوّن من 53 شخصاً بقيادة هيلموت هنيج، وتُعد واحدة من أسطول بحري أرسله الزعيم النازي إلى خليج عُمان لاعتراض سفن التحالف في المنطقة. 
ومن بين المخاطر التي قد يواجهها الغوّاص أثناء النزول إلى الأعماق، تحدث المرزوعي عن وجود تيارات مائية قوية مع انعدام الرؤية، إضافة إلى شِباك الصيادين، وقلّة المعلومات حول المكان وطبيعته والمفاجآت التي قد تظهر، وأي حركة خاطئة قد تصدر من الغواص، أو جهد بسيط في الاتجاه الخاطئ يمكن أن يتسبّب بوفاته، إذ إن الأخطاء التي تقع من قبل الغواص من الصعب جداً تداركها، وسرعان ما تكون عواقبها وخيمة عليه.

وقال: أمضيت سنوات من التجهيزات لهذه التجربة، من دورات الغوص والتدريب على أيدي أشهر الغواصين في العالم، خضت معهم تجارب صعبة واستفدت من خبراتهم الطويلة حتى أصبحت أكثر قوة وقدرة على خوض هذا التحدي. 
أضاف: إذا تكلَّلت الرحلة بنجاح سأعتبرها إنجازاً قد تحقّق ليس على الصعيد الشخصي، وإنما المجتمعي من خلال الكشف عن حدث تاريخي مرّت به المنطقة، وبالرغم من أن المغامرة خطيرة، ولكنني ماضٍ بها وأجدها مهمة عظيمة أقدمها خدمة لوطني.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©