الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فنانون.. في شخصيات «أصحاب الهمم»

فنانون.. في شخصيات «أصحاب الهمم»
8 أكتوبر 2021 01:23

تامر عبد الحميد وعلي عبد الرحمن (أبوظبي، القاهرة)

قدمت شاشات السينما والتلفزيون الخليجية والعربية الكثير من الأعمال، عن واقع أصحاب الهمم بمختلف متطلباتهم وحاجاتهم، وحثت المجتمعات على دمجهم بمناحي الحياة المختلفة، وبفضل تأثيرها الواسع نجحت في نشر التوعية الإنسانية في كيفية التعامل معهم، بالإضافة إلى محاولة تغيير النظرة المجتمعية السلبية تجاههم، وتناولت بعض الأسماء البارزة فرسان الإرادة.
وعبر مسيرتها، تناولت مجموعة من الأعمال الفنية العربية والخليجية قصصاً لأصحاب الهمم، جسدها نخبة من نجوم التمثيل، بقصص ملهمة مختلفة بأبعاد إنسانية، منها فيلم «اليتيمتين» الذي تم إنتاجه 1948 ولعبت بطولته الفنانة فاتن حمامة، وتناول فكرة استغلال أصحاب الهمم في التسول، وفيلم «الخرساء» الذي تناول الصعوبات المجتمعية من خلال قصة «نعيمة»، التي تفقد النطق، وتتعرض للمتاعب، والفيلم تم إنتاجه 1961، بطولة سميرة أحمد، وعماد حمدي، و«الشموع السوداء» الذي يعتبر من أشهر أفلام السينما العربية، وتناول قصة شاعر يفقد الإبصار، وتم إنتاجه 1962، بطولة صالح سليم، ونجاة الصغيرة، وفيلم «الصرخة» الذي نقل الواقع الحياتي والمجتمعي لأصحاب الهمم، من خلال قصة شاب يفقد السمع والنطق وتستغله إحدى الباحثات من أجل نيل شهادة الدكتوراه، وشارك في بطولته نور الشريف، ومعالي زايد.

نظرة سلبية
وفيلم «تووت تووت» الذي تناول النظرة السلبية للمجتمع، وشارك في بطولته نبيلة عبيد، وسعيد صالح.. وعن تجسيدها شخصية فتاة من أصحاب الهمم قالت نبيلة عبيد: إنه من أصعب أدوار مشواري الفني، حيث ركز على دق جرس الإنذار وتسليط الضوء على استغلال أصحاب الهمم في الأعمال الشاقة، وممارسات ضعاف النفوس، موضحة أن أصعب المشاهد التي أرهقتها على المستوى النفسي والجسدي، محاولتها من خلال شخصية «كريمة» إنقاذ طفلها، رغم معاناتها التأخر العقلي بغريزة الأمومة.

أمير الظلام
وجسد «الزعيم» عادل إمام، شخصية أحد أصحاب الهمم في «أمير الظلام» عام 2002، حيث لعب دور طيار فقد بصره بعد انفجار طائرته، فيعيش في إحدى دور المكفوفين، ويبرع في تعليم المكفوفين الألوان والانطلاق ورؤية الحياة من منظور آخر، وتنشأ بينهم حالة حب أسري.

العم صقر
كما قدم الممثل الكويتي داوود حسين، أحد أهم الأعمال الدرامية الخاصة بأصحاب الهمم، الذي كان بمثابة نقطة تحول له، من خلال مسلسل «العم صقر» الذي عرض عام 2015، ولعب فيه دور «صقر» الذي يعاني فقدان بصره، لكنه يتميز بفراسته، واتقن تجسيد شخصية الكفيف باحترافية.. وعن تجسيده هذا الدور، أوضح داوود أن مثل هذه الأعمال الهادفة، التي تسلط الضوء على عدد من الموضوعات المجتمعية الإنسانية المهمة، يجب التركيز على إنتاجها لأنها بمثابة حلقات توعية تثقيفية للفئات المجتمعية، منوهاً أنه جدد نفسه كفنان في «العم صقر»، ولبس ثوباً جديداً، ضمن فضاءات وشخصيات أكثر ثراء تضيف إلى رصيده الفني، لافتاً إلى أنه خرج من خلال شخصية «العم صقر» من الكوميديا إلى الدراما التراجيدية، وتقمص دوراً متميزاً يحوي العديد من الرسائل الاجتماعية والتربوية، واستعرض صورة واقعية عما يحدث في المجتمع، مقدماً نموذجاً يحتذى به في الصبر وحب الحياة رغم الظروف الصعبة.

«تاجر السعادة»
الممثل الراحل خالد صالح، قدم حالة إبداعية في مسلسل «تاجر السعادة» عام 2009، من خلال تجسيده شخصية «مصباح» بائع الخواتم الكفيف، الذي لم يفقد أحاسيسه في التعامل مع الآخرين، لدرجة أن أهل حارته يعتمدون عليه في حل مشاكلهم، وهو من تأليف عاطف بشاي، وإخراج شيرين عادل. ولعبت الممثلة سعاد عبد الله، دوراً مميزاً في مسلسل «فضة قلبها أبيض»، الذي تناول حياة أصحاب الهمم، وأضحت أن هذا العمل يمثل حالة خاصة، خصوصاً أنه تناول أكثر من خط، الرابط بينها جميعاً امرأة اسمها «فضة»، لكن نموها العقلي توقف عند العشر سنوات، وتدور الأحداث الرئيسة حولها، حيث تمثل قطاعاً من أصحاب الهمم في ظل معاناتها إعاقة ذهنية وأخرى جسدية.

«سامحني خطيت»
فيما جسدت الممثلة شجون الهاجري دور «كفيفة» في مسلسل «سامحني خطيت»، الذي دارت قصته حول شخصية «ميسم» التي تعاني فقدان البصر، وأوضحت الهاجري أن هذا المسلسل تصدى لقضية إنسانية لفتاة من أصحاب الهمم، تكافح لأخذ حقها المشروع من الحياة المجتمعية أو العائلية.

هل تغيرت الصورة النمطية؟
يرى الناقد الفني محمد نبيل أن السينما العالمية تناولت متطلبات أصحاب الهمم بالعديد من الأنماط الدرامية التي كان لها تأثير فعال في تغيير الصورة، وتسليط الضوء على مشاكلهم وإيجاد الحلول، على عكس السينما العربية، التي تناولت في أفلامها المعدودة صورة الابتزاز العاطفي لخدمة الحبكة الدرامية من أجل كسب روح التعاطف لدى المتلقي. وحول غياب نمط تلك الأفلام من السينما العربية أوضح أنه يرجع إلى ثقافة القائمين على صناعة المحتوى السينمائي العربي من المؤلفين والمنتجين لاعتقادهم الخاطئ أن نوعية تلك الأفلام غير جاذبة للمشاهد العربي. فيما ذكر الناقد الفني حسين الجندي أن السينما العربية تعاني التقصير الشديد في تقديم أفلام تتناول الواقع المجتمعي والإنساني من خلال أعمالها السينمائية لأصحاب الهمم، وقدمت السينما على مدار تاريخها ما يقرب 20 فيلماً منها 5 أفلام بطابع كوميدي حول أصحاب الهمم الذين يعانون فقدان حاسة البصر، مثل فيلم «الكيت كات»، و«أمير الظلام»، وباقي الأفلام تتمحور قضية صاحب الهمم لخدمة الحبكة الدرامية لأحداث العمل، من خلال تناوله كضحية صاحب الدور السلبي في مواجهة مشاكله.

إنتاجات عالمية
أنتجت السينما العالمية عدداً من الأفلام التي استعرضت قصصاً من أصحاب الهمم الذين أصبحوا مصدر إلهام وقدوة، والتي حصدت جوائز ونالت شهرة واسعة، من أبرزها: فيلم «The Miracle Worker» الذي يتناول السيرة الذاتية للأديبة والسياسية الأميركية «Helen Adams Keller»، والتي تغلبت على معاناتها بسبب فقدها حاسة الإبصار والسمع، وتصبح أول سيدة من أصحاب الهمم تحصل على درجة البكالوريوس في القرن التاسع عشر، ولديها أكثر من 18 كتاباً، وصاحبة المقولة الأشهر في التاريخ «الحياة إما مغامرة جريئة وإما لا شيء»، و«Forrest Gump» الفيلم مأخوذ من رواية حملت الاسم نفسه للكاتب الأميركي Winston Groom والتي صدرت عام 1986، وتدور أحداثه حول طفل من أصحاب الهمم مصاب بإعاقة في قدمه وتأخر في التفكير. وفيلم I Am Sam ويتناول قضية الصدام بقوانين وأعراف المجتمع تجاه قضايا ذوي أصحاب الهمم، و«Inside I›m Dancing» الذي يتناول قضية أحقية أصحاب الهمم في اتخاذ قراراتهم بشكل كامل، و«The Intouchables» المأخوذ عن قصة حقيقية، ويتناول الحالة النفسية التي يعيشها أصحاب الهمم ونظرة المجتمع لهم، و«Ray» الذي يستعرض السيرة الذاتية للمغني الأميركي Ray Charles، الذي عانى من فقده حاسة الإبصار، وبفضل والدته وتشجيعها الدائم له احترف عالم الموسيقى.

أحمد رزق في 3 أعمال
الفنان أحمد رزق الذي جسد شخصيات من أصحاب الهمم من خلال 3 أعمال فنية، هي فيلم «التوربيني»، ومسلسل «سارة» ومسلسل «الأخوة الأعداء»، أوضح أنه قدم من خلالها رسائل فنية في محاولة لتغيير النمط الفكري المأخوذ عن تلك الفئة العظيمة، مضيفاً أن هناك قصوراً شديداً في تناول الأعمال الفنية ونقل صورة غير واقعية عن حياة أصحاب الهمم، وما لديهم من قدرات فكرية ورياضية تفوق الأصحاء وتؤهلهم إلى ممارسة العمل العام، وهذا هو دور الفن الرئيس في التأثير على المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه والعمل على حلها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©