عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تعزيزاً للدور الفاعل للآباء بما ينعكس إيجاباً على روح التربية، نظّمت مؤسسة التنمية الأسرية ورشة عن بُعد بعنوان: «أبي أنا أحتاجك»، قدّمها المستشار التربوي والاجتماعي نزار القحطاني، استهدفت الرجال القائمين على رعاية الأطفال، وتضمّنت محورين أساسيّين: بناء علاقة أبوية ناجحة، وتلبية احتياجات الأبناء، وفقاً للمراحل العمرية المختلفة.
التعلّق الآمن
تحدث نزار القحطاني عن أهم التوصيات التي تصدرها الدراسات عن تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع، سواء الأب والأم والأخ والأخت والجد والجدة، ومدى الأثر الإيجابي الذي يحظى به الرجل عندما يقوم بدوره الفاعل ضمن مسألة التكامل بينه وبين المرأة. وقال إن الأبحاث تؤكد مدى أهمية تكامل الأدوار وتأثيرها الفاعل على الأبناء، عندما يقوم الأب أو الرجل الوصي، بتفعيل دوره في تربية الأبناء على المستوى الأسري.
وتطرّق إلى أساسيات بناء علاقات مثالية بين أفراد الأسرة، مع الإضاءة على أنماط تعلّق الأبناء بمقدم الرعاية لهم، والذي عدا عن الأم والأب، قد يكون الأخ الكبير أو الأخت الكبيرة. وجاء في الورشة شرح واف عن أنماط التعلّق، ومنها النمط الإيجابي والتعلّق الآمن، التعلّق المشوّش، النمط غير المنتظر، التعلّق التجنّبي، والتعلّق المتعدِّد.
4 مراحل
وشدّد القحطاني على ضرورة اتباع نهج التعلّق الآمن بالطفل، وتجنّب الأخطاء التي تهدِّده كعدم مراعاة احتياجات الطفل النفسية والاكتفاء بتلبية احتياجاته المادية والقسوة والإهمال والتخويف والحماية الزائدة.
وتناولت الورشة مراحل النمو، التي تم تقسيمها إلى 4 مراحل، تتناسب كل منها مع الاحتياجات النفسية للأبناء.
1- تبدأ المرحلة الأولى منذ الولادة وحتى عمر 18 شهراً، ويبني الطفل خلالها ثقته بنفسه مثل التعبير عن احتياجاته والتأثير على من حوله، كاستعمال بعض الوسائل استجابة لاحتياجاته الأساسية للطعام والنظافة، والحاجة للشعور بالأمان ومداعبته.
2- في المرحلة الثانية، الممتدة حتى عمر 3 سنوات، يشعر الطفل بالأمان والخجل والشك، ويحتاج فيها إلى تعزيز الثقة بالنفس والحزم من طرف الوالدين والتسامح ودعم استقلاليته وتجنيبه الخوف والشك والحماية الزائدة.
3- المرحلة الثالثة تقع بين عمر 3-6 سنوات، وهي فترة المبادرة التي يقابلها الإحساس بالذنب، حيث لا بد من دعم الطفل، وتعزيز قدراته لتحمّل المسؤولية وتعليمه وجعله فخوراً بنفسه عبر منحه الثقة والدعم والمتابعة.
4ـ أما المرحلة الرابعة، الممتدة من عمر 6-12 سنة، فهي سنوات المتابعة حيث تتجلّى حاجة الأبناء إلى الانضباط، احترام القوانين، إيجاد روتين حياتي، غرس القيم الحياتية، التشجيع على الإنجاز، تنمية الشخصية، التركيز على الدعم النفسي، المساعدة على اكتشاف الذات، دعم مستوى الشغف وتعزيز المواهب.
