عدد اليوم
كلُّ صبح جديد هو هبة من الله تعالى، منحةٌ ربانيةٌ تبعث في روحك الضوء، يتسلل إليك عبر أشعة الشمس الدافئة، يبث في داخلك أملاً جديداً، يضعك على خريطة الحلم الأجمل، كلُّ صبح يُشرق هو فرصة تتجدد، عليك اقتناصها لتحقق طموحاتك وأحلامك، في الصباح عليك أن تنفض سهد الليل، وضوضاء الأرق، أن تقف من جديد لتضع خريطة الطريق لك، ولفريق عملك مع كل ضوء يتسلل جدّد الدعاء بالسر والرزق، والصحة والسلامة، ستسعدُ العمر كله.
بعض المواقف لا تحتاج إلى تفسير، إنها تكشف ذاتها دون أن تتحمل مشقة البحث وراء الأسباب، في الأساس هي لا تحتاج إلى قراءة الماورائيات، هناك مواقف لا تُحتمل، ومواقف لا تُصدّق، وأخرى نعمة من الله وهبة لم نتوقعها، تضعك على مرمى الحقيقة، وعند البياض، الذي تبحث عنه، الله وحدهُ يهبك القدرة على التحمل رغم قسوة بعض الظروف، يعلّمك حب الذات، وينتصرُ لك، تعلّم عدم الانسياق وراء المشهد الأول، والدهشة الأولى، واللقاء الأول، والانطباع الأول، ذلك أنّ لكل أول آخر عليك استشرافه استشرافاً حقيقياً لا لبسَ فيه.
لمَ تحدث بعض المواقف وتخنقنا من الداخل في وقت تبدو فيه قلوبنا مغلولة عن مواجهتها؟ لماذا كلما تساءلنا سقطت الأسئلة في مواجهة الإجابة؟ وكيف للإجابة أن تكون مدىً من صدق ورحابة، وأنّ لنا أن نصدّق أن التفاصيل يمكن أن تأمَنّا هكذا طواعية دون أن نتوقف كثيراً عند أسبابها، ودقتها، وتفاصيلها؟! نحن لا نستطيع مواجهة دواخلنا بكل ما فيها من إسقاطات، وفراغات، وابتلاءات، وانتكاسات، وربما نجاحات نفشلُ في قراءتها.
المسارات المتعددة ليست خيارات متجددة، هي طرق تتشكل كما تراها، وتؤمن بها، حاول تحديد مساراتك، حاول أن تعيشك، إذا أغلق مسار اتجه نحو آخر يكون أكثر رحابة، لا تيأس، وحدهُ اليأس من يقطفُ أحلامنا، ويضعنا عند مفترق فشل- حاذر منه- إن الفشل مرض يمكن أن يقضي على أحلامك وقدراتك، الفشل لا يمنحك الفرصة للتجدد، أو التحليق، لكي تتخلص منه عليك تغيير عدسة الرؤية لتكون أكثر وضوحاً، تُصبح شمساً ساطعةً تمنحك الدفء والأمان.
يأتي الوقت لا تعرفُ ما يخبئه لك، لكن عليك التعامل معه بذكاء وفطنة، ومقدرة على قراءة الآخر، الوقتُ حالة زمنية عابرة للمتوقع، والمتوقع توقيت لم تخترهُ، كما لم يخترهُ لك، غير أن الذي يمكنك اختياره آلية التعامل معه واقتناص أجمل ما فيه، والتخلص من أسوأ ما فيه. الوقت يشبه السكين في حديّه تكمُن المفارقة، إما أن يأخذك إلى حيث تشاء، وإما أن يأخذك إلى ما يشاء، فانتبه!
