الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

معجزات.. في غرف العمليات

معجزات.. في غرف العمليات
18 سبتمبر 2021 00:37

أحمد مراد (القاهرة)

بين الحياة والموت «لحظة فارقة»، وفي بعض الأحيان تحدث المعجزات الطبية بمشيئة الله، ويكون للمريض فرصة للنجاة ولكن عبر عمليات جراحية أشبه بالمعجزات.

إبصار بـ «الخلايا الجذعية»
في إحدى ليالي 2006، وبينما كان الشاب البريطاني، جاري مورس، الذي يعمل مديراً لأحد المكاتب، في طريقه إلى بيته، عائداً من مقر عمله، أوقفته عصابة من 18 فرداً أرادوا سرقة أمواله، وألقى أحدهم محتويات زجاجة من الأمونيا على وجهه، وتسربت المادة الكيميائية إلى عينه اليسرى، وشعر حينها بآلام شديدة جداً.
وبحسب ما نُشر بصحيفة «ديلى ميل» البريطانية، توجه مورس إلى أحد المستشفيات، وأظهرت الفحوص حدوث تدمير بقرنية العين والأعصاب داخلها، وأصبح لا يرى أي شيء تقريباً، وخلال العام التالي خضع إلى 4 عمليات جراحية لإزالة الندبات في عينه، ولكن النتائج كانت محدودة للغاية، ولم تتحسن رؤيته كثيراً.

وتحولت حياة الشاب البريطاني إلى كابوس مزعج، حيث أصبح لا يستطيع الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر، رغم أن عمله يقتضي ذلك، وأصبح يعاني صداعاً مزمناً طوال الوقت، وفي فترة لاحقة، نجح بعض العلماء في بريطانيا في الوصول إلى اكتشاف طبي أشبه بالمعجزة، حيث نجحوا في الحصول على بعض الخلايا الجذعية من العين السليمة للمريض ونقلها إلى الأخرى المصابة، وسارع مورس إلى إجراء هذه الجراحة المبتكرة التي أسفرت عن نتائج مبهرة، حيث تكونت لديه خلايا قرنية جديدة خلال ثلاثة أيام، وأصبح مورس خامس مريض على مستوى العالم يخضع لهذه الجراحة المبتكرة، وتحسنت رؤيته جداً، وأصبح يرى كل شيء، واختفت الأعراض التي كان يعانيها.

سكين في الكبد
في واقعة نادرة، ابتلع شاب هندي يبلغ من العمر 28 عاماً سكيناً، ورغم ذلك واصل حياته بشكل طبيعي لمدة شهر ونصف الشهر، وبعدها بدأ يشعر بآلام شديدة في البطن وفقدان الشهية، وعندما أجرى الأطباء مسحاً بالأشعة السينية لتحديد موقع السكين تبين أنه اخترق الكبد.
وعلى الفور خضع لعملية جراحية في أحد المستشفيات الهندية لإزالة السكين من الكبد، وقد استمرت نحو 4 ساعات متواصلة، وبعدها تمت تقوية الجسم بالمكملات الغذائية حتى يتمكن من استعادة نشاطه بالكامل.
وفي تعقيبه على الحالة، قال الجراح الذي أجرى العملية: «ما من حالات مماثلة في المراجع الطبية لحالات ابتلاع مثل هذه السكاكين الكبيرة والحادة. لقد كان من الممكن أن يخترق السكين بسهولة ويدخل القصبة الهوائية أو القلب أو يلمس الأوعية في طريقه من الفم إلى الكبد من خلال العفج، لذلك، قطعنا جدار الأمعاء وتم إدخال أنبوب في كبد المريض، لامتصاص 100 ملليلتر من القيح لمدة خمسة أيام، ووصلنا إلى الكبد وأزلنا السكين».

كف مبتورة
في أكتوبر 2020، تعرض شاب مصري لحادث مروع داخل أحد مصانع الورق، حيث تسببت إحدى الماكينات في بتر كامل لكف يده اليسرى، وعند وصوله إلى مستشفى طنطا الجامعي تم عمل الإسعافات الأولية له، وتنظيف الكف وحفظها في الثلج، ونُقل مباشرة إلى غرفة العمليات، ونجح الفريق الطبي في إجراء جراحة دقيقة لإعادة زرع الكف عبر عملية ناجحة استغرقت 8 ساعات متواصلة، حيث تم توصيل شرايين معصم اليد، وإصلاح كسر العظام، وتوصيل جميع الأوردة المفصولة، وعاد الكف ليعمل بكفاءة، وفي وضعه السليم.

زرع وجه ويدين
في إحدى ليالي شهر يوليو من عام 2018، كان الشاب الأميركي، جو ديميو، عائداً من عمله في طريقه إلى بيته، ونتيجة الإرهاق الشديد نام أثناء قيادته السيارة مما تسبب في انقلابها وانفجارها، وأصيب بحروق من الدرجة الثالثة في أكثر من 80% من جسده، بالإضافة إلى بتر أطراف أصابعه، وحدوث تندب شديد في الوجه، وفقدان شفتيه وجفنيه، مما أثر على بصره وقدرته على أن يعيش حياة طبيعية حسبما نشرت وكالة «فرانس برس». وظل ديميو طريح الفراش في وحدة الحروق بالمستشفى لمدة 4 أشهر، خلالها أجرى العديد من العمليات الجراحية، فضلاً عن عمليات نقل دم لإنقاذ حياته، ودخل في غيبوبة لمدة شهرين ونصف الشهر. وفي 12 أغسطس من عام 2020، خضع ديميو لعملية جراحية دقيقة جداً استمرت 23 ساعة، شارك فيها فريق طبي من 96 طبيباً وممرضاً بقيادة الجراح إدواردو رودريغيز، مدير برنامج زراعة الوجه في «نيويورك لانغون»، وبعد انتهاء العملية أعلن الفريق الطبي نجاحهم في زرع وجه ويدين للشاب الأميركي الذي أصبح أول شخص في العالم يخضع لهذه الجراحة بنجاح.

رأس تعود لصاحبها 
يونغ جاكسون، طفل أسترالي لا يتجاوز عمره 16 شهراً، تعرض لحادث مروع أثناء وجوده مع والدته وشقيقته في سيارتهم التي اصطدمت بسيارة أخرى مسرعة، ونتيجة لقوة الاصطدام فُصل رأس الطفل عن رقبته من الداخل، ولأنه ما زال في العمر بقية تحققت المعجزة الطبية عبر عملية جراحية دقيقة ومعقدة استمرت ست ساعات متواصلة، وتمكن الجراحون الأستراليون من إعادة وصل رأس الطفل بعنقه باستخدام الأسلاك الطبية.

وفي أعقاب العملية، أوضح رئيس الجراحين، الدكتور جيف أسكين، أن الكثيرين من الأطفال لا يمكنهم أن ينجوا من مثل هذه الإصابة، وإن نجا أحدهم فإنه لن يتمكن من الحركة أو التنفس ثانية. وبحسب صحيفة ميرور البريطانية، ظل الطفل جاكسون لمدة 8 أسابيع يرتدي جهازاً خاصاً لضمان استقرار توازن جسمه، وبعدها أصبح قادراً على العيش بشكل طبيعي.

نصف وجه ضائع
شاب ليبي يدعى، محمد زي، أُصيب خلال 2011 في انفجار صاروخ، وكان لا يستطيع مضغ الطعام ولا بلعه، وكان يتغذى عبر أنبوب موصل بمعدته، فضلاً عن أنه كان عاجزاً عن الكلام، الأمر الذي تطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً في ألمانيا، وبالفعل نجح أطباء في مستشفى مارتن لوثر ببرلين في إجراء جراحة نادرة لزراعة نصف وجه للشاب الليبي، وتضمنت العملية الجراحية زراعة شفتين وأجزاء من الأنف والفك، وبعد فترة النقاهة عادت إلى المريض القدرة على النطق وبلع الطعام

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©