السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجدات.. ماهرات في التكنولوجيا

الجدات.. ماهرات في التكنولوجيا
3 سبتمبر 2021 03:23

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بحماس بالغ تحدثت خبيرة التراث سعيدة الواحدي بفخر واعتزاز عن تفوقها في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرتها على تصوير مقاطع فيديو بنفسها ومشاركتها مع أبنائها وأحفادها، وتوثيق ما تقوم به ونشره على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن رغبتها في التعلم جعلتها تتحدى جميع الصعاب وتجاوز عقدة تعلم الأشياء الجديدة والتكنولوجيا الحديثة التي باتت تفتح لها آفاقاً واسعة وفكت عزلتها عن العالم الخارجي. 
ليست الواحدي الجدة الوحيدة التي تعلمت وسائل التكنولوجيا وسخرتها في التواصل مع أحفادها وأبنائها ومحيطها، ووظفتها لتعليم السنع والعادات والتقاليد الإماراتية، وتقديم الدورات عن بُعد في مجال الحرف اليدوية والتراثية وتقديم مقتطفات من النصائح والخراريف عبر صفحتها على انستجرام، بل هناك الكثيرات اللواتي كسرن حاجز الخوف وتعلمن هذه الوسيلة التي كانت حكراً على الشباب والأطفال، ليجعلهن على اضطلاع دائم بما يحدث في العالم، إلى جانب تمكينهن من تصفح مواقع التواصل والتطبيقات التي تساعدهن على تعلم مختلف المهارات، واستثمارها للتواصل مع الأبناء والأحفاد ومحيطهن.

  • سعيدة الواحدي برفقة أحفادها مع الكمبيوتر (الصور من المصدر)
    سعيدة الواحدي برفقة أحفادها مع الكمبيوتر (الصور من المصدر)

وجدت الواحدي في وسائل التكنولوجيا فرصة لتعزيز ما تقوم به في المجتمع ونشر عملها على نطاق واسع، حيث بات البعض يتداول مقاطع الفيديو التي تنتجها، كما أتقنت تصوير مقاطع فيديو بنفسها، وتعمل على مشاركتها مع باقي أفراد أسرتها ولأغراض التعليم والعمل أيضاً، والإعلان عن مواهبها، الواحدي حالها حال الكثيرات من أبناء جيلها اللواتي يرون في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة إعلامية لإبقائهن على تواصل مع المجتمع الخارجي، ومواصلة نشاطهن الذي كن يقمن به عن قرب قبل الجائحة، حيث منحهن فرصة الالتقاء متجاوزين بعد المسافات.

العالم الافتراضي
سميحة الكعبي من الجدات الماهرات اللواتي وجدن في انضمامهن للعالم الافتراضي فرصة لمواصلة تواصلها مع العالم الخارجي ومساهمتها في التوعية وتقديم ما تعلمته من مهن، لا سيما مع الظروف التي فرضها انتشار فيروس «كورونا» المستجد، ومنحتها فرصة للتواصل مع باقي زميلاتها ومشاركة اهتماماتها معهن من حرف يدوية تمهر فيها كصناعة التلي والخوص والخياطة وغيرها من المهن، وأكدت الكعبي والتي تعتبر من حاميات التراث، وتشارك في العديد من الفعاليات والمهرجانات والمعارض المحلية والدولية، حيث أبقتها وسائل التواصل الاجتماعي متواجدة وفعالة في المجتمع، أنها وجدت في البداية صعوبة ما في التعلم، لكنها اليوم تعمل من خلال هذه الوسائل على تعزيز التوعية والترويج لما تقوم به، والمشاركة في الفعاليات الكبرى التي تنظمها الدولة، حيث تعتبر إحدى سفيرات إكسبو 2020. 

كسر الحواجز
بالحديث مع مجموعة من السيدات اللواتي استطعن كسر حواجز التكنولوجيا التي كانت إلى زمن قريب حكراً على الشباب، حيث أصبحت اليوم وسيلة أساسية للتواصل وخلق نوافذ على العالم في يد الكبير والصغير، وهذا حال الجدة عائشة الشامسي التي استطاعت أن تستثمر وسائل التكنولوجيا للتواصل مع الأطفال في المدارس وتقديم حصص عن السنع والعادات والتقاليد، كما جعلت منها فرصة لبيع ما تنتجه على منصة «انستجرام»، حيث حصلت على رخصة تاجرة من البيت، وأنشأت صفحة على «انستجرام» وبدأت تعمل من خلال هذه الصفحة التي فتحت لها سوقاً جديداً، مؤكدة أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت لها أبواباً كثيرة، مما أتاح لها فرصة التعرف على شرائح كثيرة في المجتمع. وقالت: أكثر ما يسعدني تلك الأوقات التي أقضيها بصحبة أشخاص يشتركون معي الاهتمامات نفسها عبر مواقع التواصل ومناقشة كل ما هو جديد وتبادل الأخبار والأفكار، والتواصل مع أبنائي وأحفادي وصديقاتي. 

  • عائشة الشامسي
    عائشة الشامسي

برامج
بدورها، قالت مريم سعيد سالم رئيسة اللجنة النسائية بجمعية شمل للفنون والتراث برأس الخيمة، والتي تشارك في إنجاح العديد من البرامج منها المخيم الصيفي بدائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة عن بُعد: إن جائحة «كورونا» دفعتها لتعلم أشياء جديدة، منها وسائل التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، وتعمل اليوم على المشاركة في العديد من البرامج الصيفية عن بُعد، منها برنامج صباح الشارقة، حيث تقدم ورشاً عن السنع والعادات والتقاليد ومختلف الصناعات، كما تقدم دورات مباشرة للأطفال، ناهيك عن قصص وفقرة «الخروفة».

محاضرات ودورات
وأضافت أنه وفي ظرف وجيز أبانوا عن مهارات كبيرة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم من أصبح يقدم مداخلات أثناء المحاضرات ويناقش بكل أريحية، بحيث نجحت هذه الوسائل في التقريب بينهم، وبعد أن كانت الورش تجمع فئات من المركز التابع للمؤسسة مكنتهن الورش عن بُعد من التعرف والتواصل مع أخريات من خارج نطاق الورشات، وسمحت لهن بتكوين صداقات جديدة. 

مقاطع فيديو
نظراً لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا، وما أحدثته من تغيير في حياة كبار المواطنين، فإن مؤسسة التنمية الأسرية ستعمل على توفير ورش لتعليمهم وتمكينهم من استعمال وسائل التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك تماشياً مع شعار يوم المسن، الذي سيكون هذه السنة تحت عنوان «المساواة الرقمية لجميع الأعمار»، حيث أوضحت  فاطمة المرزوقي  مسؤول خدمة نادي بركة الدار أن كبار الموطنين أصبحوا ينفذون بعض الورش بأنفسهم كالورش التراثية والبيئية، وكذلك ورش عن السنع والتقاليد والعادات، ومنهم من يصور مقاطع فيديو لنشرها على منصات مؤسسة التنمية الأسرية للدعاية لبعض البرامج، كما هناك من استثمر هذه الوسائل في التطوع، بحيث نظم بعضهم جولات افتراضية في متحفه لكبار المواطنين، كما استثمرنا هذه الوسائل في الدعاية لمشاريعهم الخاصة، ناهيك عن حصص الرياضة التي يشاركون فيها ويقومون بحركات رياضية في نفس الوقت مع المدرب.

  • فاطمة المرزوقي
    فاطمة المرزوقي

التغلب على الصعوبات
مواكبة للواقع الاجتماعي في الدولة، القاضي بتغيير أساليب الوصول إلى الأسرة وأفرادها، تبعاً للظروف وتحقيقاً لأفضل النتائج الممكنة، فإن فكرة الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، تأتي في إطار الجهود التنموية المستدامة التي تبذلها مؤسسة التنمية الأسرية من أجل تحقيق مستهدفات العمل الوطني التنموي، والتأثير الإيجابي في محيط الأسرة والأبناء وأفراد المجتمع عموماً، ويأتي على رأسهم كبار المواطنين، والذين كان كثير منهم يعاني فراغاً ووحدة وحاجة ملحة للاهتمام والمشاركة.. حيث أوضحت فاطمة عزيز المرزوقي اختصاصي رعاية نفسية، مسؤول خدمة نادي بركة الدار بمؤسسة التنمية الأسرية، أنه مع بداية انتشار «كورونا»، وما فرضته من تعليمات البقاء في البيت بدأ فريق عمل من المؤسسة الاتصال بكبار المواطنين للاطمئنان عليهم وتقديم التوعية، وحثهم على الالتزام بالشروط الاحترازية. وقالت: في يونيو 2020 بدأنا تعليمهم كيفية التعامل مع وسائل التواصل عبر برنامج «ميكروسوفت تيمز»، للاستفادة من ورش العمل والبرامج التي نقدمها، في البداية كان بعضهم يواجه صعوبات، مما جعلنا نستعين بأحد أفراد الأسرة، ومع مرور الوقت أصبحوا يقومون بهذه المهمة بأنفسهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©