الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كن منصفاً

كن منصفاً
31 أغسطس 2021 00:50


ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترات الماضية في انتقاد بعض المناطق، التي انكب الناس عليها من كل أنحاء الدنيا لزيارتها، وفوجئ السياح ببعض الممارسات وبعض الأمور المغلوطة، ولسان حالهم يقول «ليتني أخطأت الطريق»، وسبب هذه الربكة كما هو واضح العديد من الأمور أهمها قيام بعضهم من (غير المتخصصين) في المبالغة بالترويج، فما أسهل أن يتم دفع مبلغ من المال لأحد (الفاشنستات) لزيارة تلك البلاد، يقضيها طولاً وعرضاً مادحاً غير قادح، واصفاً إياها بأبيات تضاهي وصف قيس بن الملوح لمعشوقته ليلى. ضارباً عرض الحائط بكل السلبيات والتحذيرات التي يجب أن يضعها السائح نصب عينيه.
لا نريد أن نبالغ، ولا نريد أن نصرف الناس عن بلد من دون الآخر، فالمقارنات تكون ظالمة في كثير من الأحيان، ففي كل البلاد ستجد الإيجابي والسلبي، ولكن من الواجب على من يكتب أو ينقل أن يكون منصفاً ناصحاً، فإظهار السلبيات سيقي الناس من مطبات هم في غنى عنها، وسيجعل رحلتهم أسهل وأكثر سلاسة، فإظهار (بعض) الدول كأنها جنة الله في أرضه بدون أي سلبيات يعتبر غشاً لا يختلف – في رأيي – عمن يخلط العسل بالماء.
إذا كان لديك حساب في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي أو جلست مجلساً وطُلب منك وصف رحلتك، فنحن لا نقول لك بأن تذم البلد فقط، ولكن وازن، وضع مرئياتك واشرح ما يمكن أن يواجهه السائح في تلك البلاد، ومن المهم أن تكون شفافاً في شرح التكاليف، وأي عقبات، وحتى أخلاقيات أهل تلك البلاد، ولا تُظهر أهلها بمظهر المرحب الدائم لأي نوع من السياح فالناس أجناس، وتكلم بوضوح عن الأسعار وعن المعاملة وعن طريقة الاستقبال وما قد يواجهك في المطار والمواصلات ونوع الأكل والسكن وحتى الأماكن الطبيعية. كن منصفاً.
ومما ابتلينا به هذه الأيام من يضع أمام اسمه لقب (الرحال) ويجوب الدنيا طولاً وعرضاً باحثاً عن صور يتباهى بها في حساباته، ويدعي بأنه بلغ الكمال من الخبرة باحثاً – من دون وازع – عن زيادة في أرقام متابعيه، مقاتلاً ومدافعاً عن الدول التي سافر لها أكثر من أهلها، يشعر بالإهانة إذا انتقدنا أي دولة مدحها، كأنها المدينة الفاضلة، كيف لا وهو الرحالة المسافر المغوار الذي سافر 7 دول في سنة وتنقل بين الطائرات والبواخر والسيارات، والذي تعاقدت معه الشركات والهيئات السياحية مقابل التعريف بهذه الدول، فلا بد له أن يقول ما يرفع أسهم أسهمها وإلا بارت بضاعته. وهنا مربط الفرس. وأنا أقول له: صدقني لن ينفعك متابعوك عندما تتكشف الحقائق والكذب والمبالغة، أقولها مرة أخرى، كن منصفاً ولا تبالغ. واقتد بكثير ممن سافروا وتكلموا بكل صدق، لأن الكلمة ، ، ، ، ، ، ، أمانة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©