الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سياحة المستديرة المجنونة

سياحة المستديرة المجنونة
24 أغسطس 2021 00:40

مسافرو المباريات، برز اسمهم على السطح مؤخراً كنوع جديد من أنواع المسافرين المتعلقين بالمستديرة المجنونة، وأصبح لهذا النوع من السفر مجموعاته ومحبوه الذين يحفظون – عن ظهر قلب - جدول المباريات الخاصة بكبريات دوريات كرة القدم – وبالأخص الأوروبية – وتراهم يعرفون وبدقة مواعيد رحلات الطيران من بلادهم التي تمكنهم من الذهاب في رحلة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أيام أو أقل لمشاهدة مباريات يطلق عليها أسماء خاصة بها مثل (الكلاسيكو) و(الديربي).
تتصدر مباريات عملاقي إسبانيا (ريال مدريد وبرشلونة) قائمة أكثر المباريات التي يلهث خلفها محبو هذا النوع من السفر، وخاصة عندما يلتقيان وجهاً لوجه في (كلاسيكو الأرض) - وإن كنت أشك أن يستمر هذا الإعجاب بعد مغادرة أساطير الناديين لجهات أخرى - ثم تأتي مباريات الدوري الإنجليزي، حيث يتسابق الناس على مشاهدة مباريات (مانشستر سيتي ويونايتد وتشيلسي وليفربول) والقائمة تطول.
لا يقتصر هذا الجنون على الدوريات الأوروبية فقط، بل إن هناك عشاقاً يرتبون مواعيدهم كل 4 سنوات لأخذ إجازة طويلة لمشاهدة مباريات كأس العالم والسفر إلى الدولة المضيفة والاستمتاع طوال وقت الدورة بالمباريات والفعاليات والاحتفالات، هي رحلة كروية سياحية في الوقت نفسه، وخاصة إذا كان منتخب بلادك يلعب في تلك البطولة- ولا ننس الأوفياء الذين يلاحقون منتخبات بلادهم أو الأندية التي يشجعونها عند مشاركتها خارجياً، ينتقلون من دولة إلى أخرى للتشجيع وشد الأزر، فيا لها من سياحة ممتعة.
البداية تكون وقبل كل شيء بالبحث عن تذكرة المباراة والتي تكون عادة بأسعار مضاعفة، كما إن معظم الوسطاء الذين يحصلون على هذه التذاكر تكون مشتراة من أعضاء في النادي؛ إذ تنفد معظم التذاكر القليلة التي تطرح للبيع على الجمهور العام في دقائق.
بعدها تأتي رحلة البحث عن خط طيران مباشر ومناسب، وهنا يأتي دور محركات البحث للمقارنات بين أوقات الطيران وأسعاره مثل موقع Cleartrip أو wego أو Skyscanner وغيرها العشرات من المواقع التي تعطيك أفضل الأوقات والأسعار مع التوقف أو بدونه، ويجب اقتناص الفرصة قبل وقت كاف، علماً بأن معظم هذه المباريات معروفة التوقيت، فهذا يساعد على الحصول على تذاكر بأسعار منافسة.
هو نوع من السفر قد يكون مكلفاً، ولكن له محبوه وعاشقوه وفي رأيي هو يندرج تحت مسمى الجنون الكروي– ولكن ما أعرفه بأن معظم من يقوم به لا بد أنه يشعر بالندم – للحظات فقط – عندما يخسر فريقه المباراة ويتمتم في قرارة نفسه قائلاً: لماذا صرفت مالي على هذا الفريق الذي لا يستحق هذه المعاناة؟ لن أعيدها مرة أخرى.... ولكن تراه في نفس المقعد في المباراة اللاحقة، هو الولاء الكروي والشغف الذي ليس له علاج. فكيف ترى تجربة السفر لملاحقة المستديرة المجنونة؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©