«قصر الإمارات».. أسطورة الأقواس والقباب

نسرين درزي (أبوظبي) 

لا تقتصر أهمية «قصر الإمارات» في العاصمة أبوظبي لكونه من أبرز الوجهات السياحية الفاخرة، وإنما لتفرّد خصائصه المعمارية كمعلم استثنائي تلفّه أقواس أسطورية و114 قبّة شاهقة، صُقِل بأفخم مواد البناء وكُسي بأجود أنواع الرخام، حتى اعتُبِر منذ افتتاحه عام 2005 من بين أكثر 10 فنادق إبهاراً في العالم، وتُوِّج عام 2018 ضمن أهم 6 فنادق من أصل 1000 في الشرق الأوسط وأفريقيا. 
و«القصر» الأسطوري شُيِّد بإتقان وحرفية ليغطّي مساحة 850 ألف متر مربع، ويجمع بتركيبة إبداعية عناصر هندسية تطلّب إنجازها على مدى 3 سنوات، 20 ألف عامل.

أجمل بقعة
شُيِّد فندق قصر الإمارات بملامح قصر عربي عند أجمل بقعة في العاصمة وإطلالة خلّابة على الخليج وشاطئ رملي خاص يصل طوله إلى 1.3 كيلومتر. ويؤكِّد كل تفصيل فيه أن خطوطه الهندسية جاءت في مكانها المناسب، ولم يكن اختيارها عشوائياً، وإنما توازياً مع عدّة عناصر تستدعي التوقُّف عندها.

أيقونة
تحدّث لـ «الاتحاد» مايكل كوث مدير عام فندق قصر الإمارات، مشيراً إلى أن «القصر» يُعد أيقونة هندسية متفرِّدة في دولة الإمارات، ومعلماً استثنائياً يحتل مكانة بارزة وسط المباني المميّزة على مستوى المنطقة والعالم.
وأوضح أن «القصر» بنمطه المعماري المبهر يظهر عراقة واضحة في بناء القصور ويُعتبر منذ تشييده وجهة سياحية لافتة في العاصمة أبوظبي، إذ يعكس بكل مفرداته جوهر الثقافة العربية والموروث المحلي الأصيل، وهو رمز للضيافة الفاخرة المتداخلة مع عناصر الديكور المَلكي المطعّم بالذهب والفضة والفسيفساء.

92 جناحاً
أضاف كوث: حرصت شركة «كي. واي. آي» العالمية التي وضعت التصميم الداخلي لـ «قصر الإمارات»، على طابعه الأسطوري الذي امتد من البهو والمجالس والقاعات إلى غرفه الفندقية، وعددها 302 غرفة فاخرة، و92 جناحاً ملَكياً موزَّعة على الطوابق العلوية، إضافة إلى الجناح الخاص بالرؤساء وكبار الشخصيات. واتّبعت الخطوط الهندسية النهج نفسه في المنتجع الصحي، والمطاعم التي تعكس ثقافات المطابخ الغربية والشرقية، بما فيها المطبخ الإماراتي. 

1002 ثريا
«قصر الإمارات» صمّمه المهندس المعماري جون إليوت، أحد أهم مصممي العالم خبرة في مجال الفنادق الفاخرة، وقال قبل افتتاحه: أردته أن يكون معلماً مختلفاً يُميِّز أبوظبي. وهكذا كان، إذ بمجرّد العبور من تحت الأقواس الضخمة عند مداخل «القصر»، يشعر الزائر برهبة المكان، ومشاهد تعيده بالذاكرة إلى تاريخ العمارة الأصيلة. 
وبهذه الأجواء المَلكية التي تمنح المتجوِّل شعوراً بالتفرّد، تنطلق رحلة الاستكشاف، بدءاً من المدخل الذي تُزيِّن أرضيته لوحات بديعة من الرخام الطبيعي، إلى مفردات الديكور المنسجمة مع الطابع المعماري لـ «القصر»، بينها 1002 ثريا من طراز شوارفسكي موزّعة في أرجائه، تزن أكبرها 2.5 طن، وسجادتان جداريّتان صُنعتا يدوياً في تايلاند، تزن كل واحدة منهما طنَّاً. 

114 قبّة
يتميَّز «قصر الإمارات» بقبابه، ويصل عددها إلى 114 قبّة من الرخام مطعّمة كلها بالذهب والفضة، ومكسوّة بلوحات من الفسيفساء، تُتيح للضوء التسلّل من خلالها. أكبرها قبّة منقوشة بالذهب واللؤلؤ والكريستال، ترتفع 72.6 متر عن الأرض، ويبلغ قطرها 42 متراً. وتغطّي المسرح الرئيس فيه، مجموعة قباب بقطر 17 متراً و12.7 متر و2.9 متر، زُخرفت بالأسلوب الفخم نفسه. وتضيف على اختلاف أحجامها بريقاً لونياً ساحراً للمكان، خصوصاً عند حلول الليل، حيث يمكن رصدها من أماكن بعيدة في أرجاء العاصمة. 

أخبار ذات صلة

الإمارات أول دولة تصل مساعداتها إلى خان يونس في غزة

الإمارات.. نموذج ملهم في التلاحم المجتمعي

ألوان وتصاميم
تمتد الغرف الضخمة في «القصر» بين الجناحين الشرقي والغربي اللذَين تفصلهما مسافة كيلومتر، وتتميّز تصاميمها بمزيج من الأزرق الهادئ والذهبي والبني الفاتح. وتنقسم إلى عدّة فئات، منها «المرجان» المطلّة على الحدائق، «الألماس» المطلّة على الشاطئ و«اللؤلؤ» بإطلالتين.
ويتألّق «القصر» بأجنحة تُعد أكثر وحدات الإقامة فخامة في الشرق الأوسط، وهي «الخليج»، «الخليج الفاخر» و«الخليج الملكي»، معزّزة بالرخام الإسباني، وثريات مزخرفة من زجاج «جرانيليا» الملوّن، وأقمشة حريرية مطرِّزة بالكامل.

85 هكتاراً
عند تصميم قاعات المؤتمرات والاجتماعات في «القصر» وعددها 40، روعي أن تحظى بعناصر الإبهار، بحيث استضافت على مدى سنوات طويلة أهم الأحداث العالمية. تصل مساحة القاعات إلى 7000 متر مربع وتتّسع إحداها لـ 2400 شخص، وأخرى لـ 1100 شخص، بالإضافة إلى 6 شرفات، وصالات لمختلف المناسبات. ويوفِّر «القصر» باحات خضراء شاسعة تصل مساحتها إلى 85 هكتاراً، وتُعد مثالية للاحتفالات والاستقبالات الخارجية.

جون إليوت
صمّم «القصر» المهندس العالمي جون إليوت، أحد أكبر المصممين خبرة في مجال المنتجعات السياحية، وهو خرّيج معهد التصميم المعماري في لندن، ومعهد التقنية في هلنسكي، وكان نائب الرئيس الأول للشركة الدولية «يمبرلي أليسون تونغ وجوو».

منشأة عالمية
«قصر الإمارات» أسطورة العمارة والسياحة، تملكه حكومة أبوظبي وتديره مجموعة فنادق ومنتجعات ماندرين أورينتال المتخصِّصة بأهم منشآت الضيافة العالمية في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وجهة الأفلام
كشفت دراسة متخصِّصة، أعدّها موقع «هوتل اندريست»، أن «قصر الإمارات» يُعد من أكثر 10 فنادق إبهاراً في العالم، ووجهة مثاليّة لتصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، استناداً إلى معايير الفخامة والجمال المعماري الذي يطبع تفاصيله.

الأقواس
أقواس «القصر» التي يصل ارتفاعها حتى 40 متراً وعرضها حتى 36 متراً، مبنية من شبكة مترابطة من مادة الـ «جي. آر. سي» المكسوة بحجارة إيطالية.

جوائز
حصد «قصر الإمارات» باقة من جوائز السفر العالمية في الشرق الأوسط، أهمها:
عام 2018: تُوِّج ضمن المجموعة الحصرية التي تضم 6 فنادق خمس نجوم من بين 1000 فندق في الشرق الأوسط وأفريقيا. واعتُبِر «أفضل منتجع فاخر في العالم». 
عام 2017: نال جائزة «إنترناشونال فاين ستار دايموند» عن «أفضل منتجع صحي في الشرق الأوسط»، وصُنِّف كـ «أفضل منتجع شاطئي فاخر في العالم».