الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

وسائل مُستفزّة

وسائل مُستفزّة
16 أغسطس 2021 02:00

يتعامل كثير من المتعاطين لوسائل التواصل الاجتماعي مع ما يبث من مواد بمشاعر ومواقف مختلفة ومتباينة، لكنهم رغم ذلك يتابعون كل شيء، والناظر لما يحدث أو المتابع يجد أن أولئك الذين لديهم مواقف متباينة مما يتلقون، أو مما يُرسل إليهم من نافذة «غصبٍ عنك بتشوف يعني بتشوف» يجدون أنفسهم مضطرين بعد كل مشاهدة إلى إظهار عديد من المشاعر المتناقضة، فما يعجبهم قد يتحول إلى مرفوض، وما لا يعجبهم يصبح مقبولاً، في انعكاس واضح لحالة الحيرة التي يعيشها المتلقون لما يقذفه لهم  مستخدمو تلك الوسائط ممن يُطلق عليهم «فاشنستات»، أو معلنين، من قوم «عوير وزوير» وربعهم الفارغين.
في الجانب الآخر هناك نوعية من المتابعين الذين يُشهرون سيف الغضب، ويستلّون منابت الكلمات، ويرفعون وتيرة الرفض وأولئك لهم أساليبهم في محاربة ما يرونه خارجاً عن المألوف من قيم ومُثلٍ وأخلاقيات نشأت عليها مجتمعاتنا الخليجية على الدقة، ولأنهم لا يملكون وسيلة للمواجهة أو النصح، أو الرفض بخاصة للمواد التي ترسل إليهم فتجدهم ينبرون عبر حساباتهم على تلك المواقع لمهاجمة مصدّري تلك المواد المفروضة، والتي تسمى إعلامية قسراً، وهي بعيدة كليّاً عن هذه الصفة بما يحمل الإعلام الذي نعرف من أخلاقيات يلتزم بها الإعلامي الحقيقي، وتفلت من المزيّف ممن يتسيّدون منصات التواصل حالياً في شكلها الجديد.
في الحقيقة أن هناك أزمة أخلاقية حقيقية تتجلى عبر منصّات التواصل الاجتماعي بخاصة ذات البث المباشر التي أسقط بعضُ من يظهرون علينا من خلالها الكثير من الثوابت الأخلاقية والقيميّة في توارٍ مؤسفٍ لمصطلحي العيب والحياء، بخاصة بعض النساء اللاتي كان بعضهن «في جرّه وطلعن لبرّه» ليظهرن بأشكال خارجة عن المنطق سواء من حيث المظهر أو السلوك أو الحديث، ليس لديهن اعتبارات أخلاقية، المهم في نهاية الأمر اقتناص الأموال دون النظر إلى تبعيات ما يرتكبن من أفعال منافية للحياء.
كما تفعل بعض النساء أيضاً يفعل بعض الشباب الذين فقدوا بوصلة التحكم في طبيعتهم وسلوكهم وأشكالهم وما يصدّرون من رسائل تافهة وخطيرة لمن يتابعهم كل ذلك من أجل الفوز بحصيلة جديدة من المتابعين من المراهقين، والمُعتلّين مثلهم ممن تستهويهم مثل تلك المواد الهابطة ويشجّعون عليها كتلك الفنانة التي تُصفّق لأحدهم وتشدّ على يديه للاستمرار في طريقه المحفوف بقلة الحياء وانعدام الرجولة، في موقف مزرٍ وغريب في آنٍ معاً.
الذين تستفزّهم تلك الوسائل الاجتماعية المنفَلِتة ما عليهم إلاّ أن يغلقوا أبوابها حماية لهم ولأخلاقياتهم ومبادئهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©